تصوير| زهرة أشرف نفدت الحبة الأخيرة من دواء الكلى، اقترب المرض خطوات أكثر بعد أن كانت تعرقله تلك الحبات من النيل من الكلى كاملة، باتت مرحلة الخطر شبحًا يخيم دون دفاع توازيًا مع وقت إعلان صافرة الفشل الكامل للوظائف الحيوية للكلى، هنا تبدأ رحلة الغسيل الكلوي وساعات في طوابير المشافي الحكومية والقلق وراء انتقال الأمراض من حالة إلى أخرى، فهو عاجز عن استكمال علاجه بجسده النحيل، ومرضه فكيف له أن يقوى على جلسات الغسل المتوالية. رحلة مريض وسط كثير من مرضى الكبد والأورام والصرع، انهيار ما بين ألم المرض وألم الحاجة لدواء غالي الثمن، فالخمسة جنيهات لديهم هي مصروف يوم كامل، في أسرة يزيد عدد أفرادها على خمسة أفراد، عجز وفقر يفتكان بواحد تلو الأخر من مرضى الأحياء الفقيرة وهم ينتظرون الدواء، رحلة علاجية تعيشها صيدلية الشرق مع كل مريض منذ أن تطأ قدماه مدخلها، رسالة تؤديها بدون أدنى مقابل مادي، فقط البطاقة الشخصية وروشته العلاج ومفردات المرتب، كل ما يحتاجه المريض للحصول على دوائه. على بعد بضعة أمتار من مسجد الاستقامة بعرب غنيم تجد صيدلية الشرق، أول صيدلية بتصريح من وزارة التضامن تقدم العلاج لكل محتاجيه وتجمع الدواء من المتبرعين بالدواء الزائد على حاجتهم، أكثر من 30 متطوعًا مستعدين لجمع الأدوية من مختلف الأحياء، ويصرفها الأطباء المتخصصون، متطوعين تعددت تخصصاتهم واتفقت نيتهم في إيصال العلاج لمستحقيه. يروي المهندس إسلام أحد المتطوعين بالتنظيم في الصيدلية، "الدافع الرئيسي وراء تنفيذ الصيدلية في منطقة حلوان كون أغلب المقيمين بها يعاونون من ضعف اقتصادي، ليكون بمثابة متنفس ومساعدة لكل مريض، بدأت الرحلة في شهر 7، التجميع والتوزيع، استغرقنا شهرين للتنفيذ الفعلي وإقامة الصيدلية، وأصبح لدينا ما يقارب 65% من باقي الصيدليات الخاص". الكثير من الجنيهات التي وصفها إسلام بأنها تتقارب للمليارات من الأدوية تلقى في القمامة دون اهتمام، أو تظل متراصة دون استفادة حتى يأتي موعد انتهاء صلاحيتها، لكن في الوقت نفسه يمكن لكل بيت بات مريضه معافى ليس في حاجة للدواء أن يرسله لآخر في حاجة لذلك الدواء وغير قادر على شرائه. بالمترو والميادين العامة تجد متطوعين صيدلية الشرق، يسعون وراء شريط دواء واحد زائد على حاجته يحاولون إيصاله لآخر يكاد يملك قوت يومه، وتواصلت فكرتهم إلى أن بات يأتيهم الفقراء من الكثير من المحافظات، وكذلك المتطوعين، في محاولة لسد عجز الطلبات المتزايدة على أدوية المراض المزمنة مثل الكبد والضغط والسكر والكلى وغيرها من النواقص التي ما زالت الصيدلية في حاجة لها. صيدلية الشرق هي أول صيدلية مجانية بشكل كامل، لكنها لن تكون الأخيرة، فوصلت الفكرة لجمعية أخرى بالفيوم، وباتت على وشك الافتتاح وتليها واحدة أخرى في الجيزة و8 محافظات مختلفة، رحلة تواصل بين مريض بات لا يحتاج للدواء وآخر يهديه إياه فيخفف عنه ساعات من آلم لا يملك الدواء الكافي لإيقافه.