فى تطوُّر جديد لمجريات الحرب الأهلية، أعلنت 7 جماعات إسلامية سورية من المعارضين للرئيس بشار الأسد عن اندماجها فى جبهة واحدة أطلقوا عليها اسم «الجبهة الإسلامية»، وهى الخطوة التى جاءت تحت ضغط النجاح والتقدُّم الملموس الذى تُحرِزه قوات النظام ضد المسلحين، فى عدد من المناطق المحورية حول مدينتى دمشق وحلب، كما يأتى بعد أيام من مقتل عبد القادر صالح، القائد العسكرى للواء التوحيد المعارض. «نحن جبهة عسكرية واجتماعية مستقلة تهدف إلى إسقاط نظام الأسد وقيام دولة إسلامية مكانه»، جاء هذا فى البيان الصادر عن الجبهة، الذى أصدره أحمد عيسى الشيخ رئيس مجلس الشورى بالجبهة، لافتًا إلى أن الجبهة الإسلامية هى «تكوين سياسى عسكرى اجتماعى مستقل يهدف إلى إسقاط النظام الأسدى فى سوريا، وبناء دولة إسلامية راشدة تكون فيها السيادة لله عز وجل وحده»، داعيًا «المجموعات الإسلامية الأخرى المقاتلة فى سوريا إلى الانضمام إلى الجبهة، ليكونوا شركاء فى بناء هذه الوحدة». وتضم الجبهة الإسلامية فى سوريا تحت لوائها كلًّا من حركة «أحرار الشام»، و«جيش الإسلام»، و«ألوية صقور الشام»، و«ولواء التوحيد»، و«لواء الحق»، و«كتائب أنصار الشام»، و«الجبهة الإسلامية الكردية». ميدانيًّا، استولى مسلحو المعارضة على بلدة دير عطية الواقعة على الطريق الواصل بين دمشق وحمص، وتسكنها أغلبية مسيحية، وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن «مسلحين من الدولة الإسلامية فى العراق والشام وجبهة النصرة وتنظيمات أخرى تمكنوا من الاستيلاء على دير عطية»، ولفت المرصد إلى أنه فى المقابل قام الطيران الحربى الحكومى بتنفيذ 16 غارة على مواقع للمعارضة بنفس المنطقة. وفى موسكو قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن «الدور الآن يأتى على شركاء روسيا لإقناع المعارضة السورية بالمشاركة فى محادثات السلام»، مطالبا «الدول الغربية بإقناع المعارضة السورية بالمشاركة فى محادثات السلام المقترَحة مع حكومة الأسد فى جنيف»، مُعرِبًا عن أمله فى انعقاد ذلك المؤتمر فى أقرب وقت ممكن، مضيفًا «من ناحيتنا، أخذت الحكومة الروسية على عاتقها مسؤولية إقناع قيادة دمشق بخوض تلك المحادثات، أما الآن فإن الدور يأتى على شركائنا لإقناع المعارضة بالمثل».