الطابور الخامس مصطلح متداول في أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية نشأ أثناء الحرب الأهلية الأسبانية التي نشبت عام 1936 م واستمرت ثلاث سنوات وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال اميليو مولا أحد قادة القوات الوطنية الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار فقال حينها إن هناك طابورًا خامسًاً يعمل مع الوطنيين لجيش الجنرال فرانكو ضد الحكومة الجمهورية التي كانت ذات ميول ماركسية يسارية من داخل مدريد ويقصد به مؤيدي فرانكو من الشعب، وبعدها ترسخ هذا المعنى في الاعتماد على الجواسيس في الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي. كما أن الطابور الخامس أطلق على جواسيس وعملاء الحرب العالميه الثانيه من قبل المعسكر الالماني النازي.. حيث كان الالمان يوظفون الكثير من العملاء والجواسيس في دول التحالف وغالباً مايكونو هؤلاء العملاء والجواسيس من نفس جنسية الدوله المراد التجسس عليها لصالح الاستخبارات الالمانيه. إعلاميوا المساطب أطلقوا هذا المسمى على من هم ليسوا من أنصار الخلافة الإخوانية وليسوا من أنصار الدولة العسكرية.. وبدأوا في ترديد هذا المسمى عجائز المحللين السياسيين الذين عفا عليهم الزمن ولواءات المعاشات الذين يطلقون على أنفسهم صفة محللون إستراتيجيون دون أن يدركوا أبعاد المسمى وعلى من يلقونه عليهم.. فصدقهم مهاويس العسكرة ولاعقي البيادات العفنة. هؤلاء المسمون بالطابور الخامس في مصر.. هم الثوار أنفسهم.. هم أصحاب مبادئ العدالةالإجتماعية والكرامة الإنسانية.. هم أصحاب الحدث الثوري الكبير الذي على أرض مصر والممتد لثلاثة أعوام كاملة.. هم أصحاب التغيير وحراسه.. هم الذين لم ينكسروا لإرادة العسكر ولم يتسولوا لأموال الإخوان.. هم الثورة ذاتها. لقد أصبح العمى والجهل شيمة هؤلاء المتناثرون في برامج الفضائيات إلا من رحم ربك.. فهم لا يرون ما حدث في مصر خلال ثلاثة أعوام وإن رأوا فجهلهم يصور لهم أن ما حدث مؤامرة على الوطن تقودها أمريكا وإسرائيل.. رغم أن الدولتين ساندوا ودافعوا عن النظامين المخلوعين حتى الرمق الأخير حفاظاً على مصالحهم فقط. العجيب أن هؤلاء يدعون أن الطابور الخامس موجود بقوة في الحكومة ومؤسسة الرئاسة واللجنة التأسيسية لصياغة الدستور.. فهم يرون أن تلك الحكومة ومستشاري الرئيس ومساعديه هم من إختيار زعيم الطابور الخامس الدكتور «محمد البرادعي» وهذا هو مربط الفرس.. فالحقيقة المؤكدة للجميع أن الحكومة ومؤسسة الرئاسة شارك البرادعي فعلاً بنسبة كبيرة في تشكيلها.. وطالما البرادعي لم يسمح له ضميره ولم يوافق عن المزبحة التي حدثت في رابعة العدوية.. وهو البوب للطابور الخامس فب مصر كلها.. إذاً فالحكومة ومؤسسة الرئاسة جزء من هذا الطابور الخامس ويجب محاربتها وإسقاطها.. هذا هو التحليل العبقري لهؤلاء العواجيز الذين بلغوا من العقل فراغه. وكأن «السيسي» هو الوطني الوحيد في الحكومة والباقين إما خونة أو عملاء للإخوان.. فإن كانت الحقيقة كذلك فإن السيسي هو من أتى بالطابور الخامس.. إذاً فيجب محاكمته بتهمة «جلب الطابور في الأفارول»! ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.