رايس: الإطاحة بمرسى تمت بدعم الغالبية الكبرى.. ونساندهم فى الانتقال إلى حكومة ديمقراطية مصر وسورياوإيران ضمن نقاط خلاف واشنطن مع الرياض.. وخلافنا مع السعودية يخص «التكتيكات» وليس «الأهداف الاستراتيجية» مرة أخرى أعلنت الإدارة الأمريكية وقوفها مع مصر فى «انتقالها الديمقراطى» ومساندتها للحكومة الحالية على المضى قدما على خارطة الطريق السياسية. هذا ما أكدته سوزان رايس مستشارة الرئيس للأمن القومى فى لقاء عقد أول من أمس الأربعاء، فى «منتدى أفكار واشنطن» بالعاصمة الأمريكية. رايس ذكرت أيضا أن الإطاحة بمرسى «تمت بدعم الغالبية الكبرى الكبرى من المصريين الذين تنامى لديهم الإحباط من سوء حكم والسياسات الأساسية للإخوان المسلمين» وقد كررت رايس كلمة الكبرى مرتين. وفى هذا اللقاء ذكرت مستشارة الرئيس للأمن القومى أيضا أن عدم الاتفاق أو الاختلاف بين واشنطنوالرياض فى الفترة الأخيرة تجاوز سورياوإيران وأنه شمل مصر. وحرصت المسؤولة الأمريكية على التأكيد أن الاختلافات بين البلدين الولاياتالمتحدة والسعودية تخص «التكتيكات» وليس «الأهداف الاستراتيجية». وقالت رايس بالنسبة لمصر: «إن الرؤية السعودية كانت أن الحكومة المؤقتة فى مصر التى جاءت إلى السلطة من خلال أحداث (مبهمة أو ملتبسة)، حسب تعبيرها، حتى أتعامل معها دبلوماسيا يجب أن يكون لها التأييد الكامل وغير المتحفظ من جانب الولاياتالمتحدة مهما كانت أفعالها». كما أن رايس وهى تتحدث عما حدث فى مصر مع «ثورة 30 يونيو» أو «ما بعد 3 يوليو» تفادت استعمال كلمة أو توصيف «انقلاب» أو «إطاحة الجيش بمحمد مرسى الرئيس المنتخب ديمقراطيا لمصر» أو ما شابه ذلك. ولا شك أن مثل هذه التعبيرات واستعمالها فى النقاش العام الأمريكى صارت عملية معتادة وتحدث كثيرا وإن كانت لا تعكس الرأى الرسمى أو لا تمثل تحولا أو انقلابا فى الموقف الأمريكى حتى لو هلل البعض لهذا أو مثله من التوصيفات. فواشنطن الإدارة، كما تكرر القول والتصريح، تحاول وتسعى حاليا الوقوف مع الحكومة المؤقتة والعمل معها من أجل الاستمرار والنجاح فى «خارطة الطريق السياسية» والانتقال الديمقراطى وصولا إلى حكومة مدنية ديمقراطية منتخبة ديمقراطيا. وقد قالت رايس فى لقائها: «حسنًا نحن نعتقد أن ما تم فى يوليو كان مبهما.. فنحن اعترفنا بأنه على الرغم من أن تمت إطاحة حكومة ديمقراطية إلا أن هذه الإطاحة تمت بدعم الغالبية الكبرى الكبرى من المصريين (وقد كررت رايس كلمة الكبرى مرتين) الذين تنامى لديهم الإحباط من سوء الحكم والسياسات الأساسية للإخوان المسلمين. ونحن حاولنا الإشارة إلى الشعب المصرى والحكومة المصرية بأننا نساندهم فى انتقالهم وعودتهم إلى حكومة ديمقراطية منتخبة». وتأتى تصريحات رايس وتأكيداتها وسط ما تردد أخيرا فى العاصمة الأمريكية حول استراتيجية أمريكا «المتواضعة» تجاه الشرق الأوسط والتى صاغتها رايس مع فريقها للأمن القومى الأمريكى وبأن ما تم هو وضع الشأن المصرى فى «المقاعد الخلفية» كما وصفت «نيويورك تايمز». وذلك على أساس أن الأولوية لثلاثة ملفات أخرى فى المنطقة وهى الصفقة النووية مع إيران والتوصل إلى اتفاق فى السلام الإسرائيلى الفلسطينى وحل أزمة الحرب الأهلية فى سوريا. وبالطبع توقف المراقبون أيضا فى الفترة الأخيرة أمام قرار الإدارة الخاص بتعليق مؤقت أو إرجاء إرسال المساعدات العسكرية لمصر. ثم ما قاله جون كيرى وزير الخارجية خلال زيارته لمصر بأن هذا القرار الأخير «أمر صغير جدا» كما أنه «ليس عقابا». وحول الصفقة النووية مع إيران أعربت رايس عن اعتقادها بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو يصدر أحكاما مسبقة قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق. وقالت رايس: «أعتقد أنه من المهم أن يفهم كل شخص أن الاتفاق فى حاجة إلى أن يتم التوصل إليه ثم يقوم بإطلاق الأحكام عنه» وعندما تساءل محاورها قائلا: «وهل تعتقدين أن نتنياهو لا يفهم الصفقة؟» قالت رايس: «حسنًا إنها لم تكتمل، وبالتالى من السابق لأوانه إصدار الأحكام، لأنها يجب الانتهاء منها واكتمالها». فى الأيام والأسابيع المقبلة واشنطن بلا شك مهتمة ومهمومة بإيرانوسوريا وملفاتهما الشائكة. وعلى الرغم من مناقشة الأمرين أو الأزمتين قد تم نقلها إلى جنيف، فإن الكونجرس كسلطة تشريعية لها كلمتها فى كلا الملفين. وبالتالى لم تعد إيران أو سوريا شأنا خارجيا أو دبلوماسيا، بل أمر أمريكى يدخل فى الجدل الدائر والمثار فى العاصمة الأمريكية. وبدا هذا واضحا مع مناقشة احتمال زيادة العقوبات المفروضة على إيران بدلا من الاندفاع إلى إتمام صفقة مع طهران. وأيضا من قبل خلال طرح احتمال التدخل العسكرى فى سوريا. ولم تتردد دوائر سياسية ودبلوماسية عديدة أن تتساءل وباستمرار عن وجود سياسة أو استراتيجية واضحة ومحددة للتعامل مع هذه الأزمات المتتالية التى تواجهها واشنطن. وهل كيرى بجولاته و«طمأنة الأطراف» و«تأكيده للانخراط الأمريكى» قادر على احتواء الأزمات وإيجاد حل سلمى لها أم أن كل ما فى الأمر، كما يقول البعض، «يتم تأجيل أو إرجاء الانفجار لأجل غير مسمى» أى «قد تتفاقم الأزمة وتزداد سوءًا بسبب تردى الأوضاع وإهمال نزع الألغام من على الطريق». التحديات كثيرة ومتشابكة و«معقدة» وواشنطن عليها أن تتعامل معها وتجد حلولا لها.