لافروف: نسعى لأن يكون الاقتصاد فى مصر متطوِّرًا وأداء حكومتها فعّالاً وزير الخارجية نبيل فهمى أكد أن جميع قنوات الحوار مع الجانب الروسى باتت مفتوحة لتنشيط التعاون فى جميع المجالات بما يحقق مصلحة البلدين، وأكد فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الروسى سيرجى لافروف عند ختام مباحثاتهما التى عُقدت فى مقر وزارة الخارجية واستمرت نحو ساعة ونصف الساعة، أن مصر تتطلع لتعاون مثمر مع روسيا فى مجالات متعددة. فهمى قال إن الاجتماع بينه وبين لافروف تناول العديد من القضايا الدولية والإقليمية وعددا من الموضوعات الثنائية، لافتا إلى أنه تم تناول الوضع فى سوريا وما يُبذل من جهد لعقد اجتماع «جنيف 2» سعيًا لحل سياسى للوضع فى سوريا، فضلا عن تناول عمليات السلام فى الشرق الأوسط خصوصا القضية الفلسطينية وعملية المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى والجهد المبذول من الجانب الأمريكى لتنظيم وترتيب المفاوضات بينهما، مشددا على أهمية الوصول إلى حل سلمى للأزمة الفلسطينية، ومعربا عن قلقه الشديد من أى ممارسات على الأرض تعكر صفو المفاوضات وتجعل الوصول إلى حل سلمى صعبا، كما دعا إلى إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط وتحديدا الاقتراحات المصرية فى هذا الصدد وقرارات مؤتمر معاهدة عدم الانتشار عام 2010. فهمى أكد أنه تم النقاش أمس بين وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى ونظيره الروسى سيرجى شويجو، فضلا عن التعاون فى المجال الاقتصادى والتنموى وتوسيع التجارة والاستثمار، موضحا أن هناك تعاونا كبيرا فى ما يرتبط بالعلاقات الإنسانية بين الشعبين، خصوصا مع ارتفاع نسبة السياح الروس فى مصر. من جانبه، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إن مصر ليست فقط دولة رائدة بل صديقة، وإنه فى مصلحة موسكو أن تبقى مصر دولة مستقرة ذات اقتصاد متطور وذات أداء حكومى فعال، لافتا إلى أن التحضير لمشروع الدستور والاستفتاء ستسمح لمصر بالتقدم إلى الأهداف المنشودة، موضحا أن روسيا لا تزال تنطلق من مبدأ عدم التدخل فى الشؤون الداخلية لجميع الدول، مضيفا أنه جرى مناقشة العلاقات الثنائية والعمل المشترك من أجل تعميق الحوار بين البلدين بما فى ذلك استئناف عمل اللجنة الحكومية الروسية المصرية المشتركة فى التعاون الاقتصادى والتجارى، حيث تم الاتفاق على إجراء لقاء الخبراء، لافتا إلى وجود مقترحات فى مجال الاستثمار والطاقة والصناعات الثقيلة وكذلك فى مجال إنشاء قدرات فى إنتاج معدات البناء. لافروف شدد على أن روسيا مستعدة لمساعدة مصر فى كل مجالا التطور، لافتا إلى أنها على استعداد أيضا لتقبل المقترحات من أجل جعل العلاقات والتبادل فى العلوم والسياسة على أساس مستمر. وردًّا على سؤال حول حول تعزيز التوجه الروسى فى المجال السياحى وكيف تنظر روسيا إلى مصر فى المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية، قال نبيل فهمى: «إننا نرحب بطبيعة الحال بالسياح فى مصر لاهتمامنا بهم ولاعتبارهم جزءا أساسيا من المنظومة الاقتصادية المصرية، وهذا الموضوع أُثيره مع مختلف الزائرين الذين نشرح لهم الوضع فى مصر». من جانبه قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، إنه تم الاتفاق أيضا على مواصلة تطوير الحوار فى مجال السياحة، حيث إنه مهم جدا لمصر، لافتا إلى أن رفع حالة الطوارئ فى مصر سيسمح بعودة التعاون فى المجال السياحى، مضيفا أنه على يقين من أن دولا أخرى تريد لمواطنيها أن يزوروا المنتجعات المصرية، لافتا إلى أنه تمت مناقشة المسائل المتعلقة بالحوار السياسى والتعاون فى المجال العسكرى والعسكرى الفنى بالتفصيل، حيث تجرى الآن مباحثات بين وزيرى الدفاع الروسى سيرجى شويجو والمصرى الفريق أول عبد الفتاح السيسى. وفى ما يتعلق بالمشروعات الاقتصادية، قال لافروف إنه يتم تحضير جلسة للجنة مشتركة وهناك عدد من المقترحات بما فى ذلك تحديث المنشآت التى تم بناؤها فى عهد الاتحاد السوفيتى وكذلك بناء منشآت جديدة. وفى ما يخص تقييم وزير خارجية روسيا لقرارات جامعة الدول العربية إزاء العديد من القضايا مثل الأزمة السورية والقضية الفلسطينية، ذكر لافروف أنه على الجامعة العربية القيام بمزيد من النشاط فى هذا المجال، «ونحن ندعم جهود الولاياتالمتحدة التى سمحت باستئناف المفاوضات التى تأتى فى شكل صعب جدا وبطبيعة الحال فإن أى جهد إضافى من الجامعة العربية سيساعد فى حل القضية، أما موقف الجامعة من القضية السورية فهو معروف، فما حدث اتخاذ لقرارات مسبقة، وأعتقد أنه لا بد فى المستقبل من التمسك بالمبدأ الأساسى فى عمل الجامعة العربية، ويكون هناك موقف توافقى بشكل عام»، مضيفا فى هذا الصدد أنه من مصلحة بلاده فى السياسة الخارجية الآن استقرار مصر للعب دورها الأساسى بشكل فعال. من جانبه، أكد سيرجى لافروف أن هناك اتفاقا فى الموقف المصرى الروسى بالنسبة إلى التسوية فى الملف السورى، وعدم القبول بالحل العسكرى وتفضيل الحل السياسى فقط، «كما أننا ندعو إلى عقد مؤتمر (جنيف 2) ولدينا قناعة عامة حول المشاركين فى المؤتمر ومشاركة مصر كما أن لدينا تفهما عاما للعملية السياسية. وفى رده على سؤال حول ما تردد عن قرب اتفاق فى إطار «5+1» مع إيران بعد حديث فرنساوالولاياتالمتحدة وما إذا كان يُفهم منه سلمية الموقف النووى الإيرانى، قال لافروف إنه لم يكن مشاركا فى الاتصال الهاتفى الذى دار بين رؤساء فرنسا وأمريكا ولكنه قرأ البيان حول الاتصال الذى تم بالنسبة إلى ملف إيران النووى ولا يمكن أن نتحدث عن المبادرة قبل استكمالها وإذا قرر البيت الأبيض مقترحا فلا بد من تقديم خطته.