"أنا عمرى ما شوفت عفاريت بس سمعت أنها ساكنة جوه العمارة".. هكذا بدأ السيد نوبي، أحد سكان منطقة رشدي بالإسكندرية، حديثه مع "التحرير" أثناء الحوار معه حول العمارة، التي اشتهرت ب"عمارة العفاريت"، وستهدم خلال أيام من قبل مالكها الجديد لبناء عقار تجاري بدلًا منها. يعيش أهالي منطقة رشدي حالة من الفرحة بسبب النبأ الذى تردد عن قرب موعد هدم عمارة العفاريت، أحد أبرز علامات طريق الحرية على مدى 57 عامًا كاملة، تلك العمارة التي لم يسكنها أحد طيلة العقود الماضية بسبب الأنباء التي تواترت عن وجود عفاريت بها، وبعد بيع العمارة من لإحدى شركات المقاولات، قرر مالكها هدمها خلال أيام، حسبما أكدت مصادر بحي شرق الإسكندرية. وتشهد رشدي، أحد أبرز مناطق الإسكندرية الراقية، حالة من الارتياح بين قاطنيها بسبب قرب موعد هدم العمارة، التي تسببت طيلة الفترة الماضية في هبوط أسعار الشقق والأراضي المحيطة بها، فكل من سكن حول العمارة يقول إنها ملعونة، وهذا بسبب ما يحدث لأي ساكن جديد يحاول الاقتراب منها. «مفيش عفاريت» "التحرير" تجولت حول العمارة وقابلت سمير محمود، من أقدم حارسي العقارات، الذي نفى ما تردد حول وجود عفاريت في العمارة طوال السنوات الماضية، قائلًا: "أنا أسكن في العقار الملاصق لعمارة العفاريت وعمري ما حسيت بوجود حاجة غريبة أو لاحظت شيء غريب يحدث وحتى لو العفاريت موجودة داخل العمارة فهي لن تخرج لأحد وكله كلام في كلام". أضاف محمود: "السبب الحقيقى وراء قصة العفاريت خلاف بين ورثة العقار، وهذا السبب الذي جعل الصافوري، المالك الأصلي، للعمارة يروج شائعة عمارة العفاريت". وذكر أدهم الصيرفي، من جيران عمارة العفاريت، أن السبب في إطلاق الشائعة يرجع إلى وجود نية سابقة لدى قنصل إسرائيلي بالإسكندرية لشراء شقة في العمارة وهو ما جعل أصحابها يطلقون الشائعة حتى لا تكون العمارة بها أحد من إسرائيل. ومزح الصيرفي: "يا ريت العفاريت يطلعوا من العمارة ويبدأوا يساعدونا في اللي إحنا فيه، يمكن يقدروا على أزمة المرور الموجودة في شارع أبو قير أو طريق الحرية"، مختتمًا: "الحمد لله إنها حتتهد لأنها وش نحس على رشدي كلها". أساطير عمارة رشدي من ضمن أساطير عمارة رشدي واحدة تقول إن الأزمة كلها بسبب عدم بناء مسجد أسفل العمارة وعمل جراج بدلًا منه، والأخرى تقول إن أحد أولياء الله الصالحين مدفون أسفل العمارة، لكن الثابت أن العمارة لا يوجد بها سكان. أما أغرب ما قيل حول عمارة العفاريت أن السيدة مريم العذراء تجسدت على العمارة في ليلة النصف من شعبان عام 1981، ولهذا السبب عندما تقف أمام العمارة لا تستطيع رؤية أي ملامح للغرف بداخلها رغم أنها مفتوحة، وفي النهار تكون العمارة قاتمة السواد ويحيطها ظلام دامس من كل اتجاه والشمس لا تدخلها، ويذكر جيران العمارة أنها موجودة منذ أكثر من 50 سنة ولم يسكنها أحد منذ عام 1968، وهو تاريخ بناءها. وهناك رواية غريبة تقول إن شيخًا تقيًا تحدى حكايات العفاريت والجن وجاء ليسكن في العمارة ومكث بها 6 أيام هو وأسرته يقرأ القرآن كل يوم وفى اليوم السابع وجد نفسه يعيش في الشارع هو وأثاثه وأفراد أسرته وقبل أن يتحدث الشيخ مات على الفور. صراعات الورثة وتحكي رواية أخرى أن حكاية العفاريت ما هي إلا شائعة لوجود صراعات بين الورثة حتى لا يتم هدم العمارة أو حصول الورثة عليها وعلى الرغم من كل ما يتردد من وجود عفاريت والجن إلا أن الجراج أسفل العمارة يعمل طوال أيام الأسبوع خلال السنوات الماضية. وفى عهد حكم الإخوان كان للعمارة وجود على طاولات الدعوة السلفية، إذ حاول أحد كوادر الدعوة إقناع قياداته في القاهرة بشراء العمارة وتحويلها إلى مركز إسلامى هام وتأسيس مقر جديد لحزب النور ومركز للدعوة الإسلامية والوعظ والإرشاد إلا أن قياداته في القاهرة عندما علمت بأن المقر المراد شرائه، عمارة العفاريت غضبت منه، وتم استبدال مقر رشدي بمقر آخر في منطقة جليم.