قلل الكاتب البريطاني روبرت فيسك، من أثر فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، على الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الأكثر تأثيرًا وأهمية للمنطقة هو فلاديمير بوتين. وفي مقال لفيسك، في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أمس الخميس، وصف الكاتب الرئيس الأمريكي ترامب بأنه "مصاب بالإسلاموفوبيا"، و"العار للبلاد والشعب". "برستيج" متراجع وقال الكاتب إن "البرستيج" الأمريكي متراجع في المنطقة، حيث يعتقد العالم العربي، والإسرائيليون كذلك، أنّ السلطة الأمريكية متراجعة ب"الغباء والتعنُّت الأمريكي"، موضحًا أن هذا سيقلل الاهتمام بترامب. وقال فيسك إنّ "الاحترام" لأمريكا كان بأقصى حالاته عندما طالب الرئيس الأمريكي آيزنهاور، البريطانيين والفرنسيين والإسرائيليين بالانسحاب من قناة السويس، ثم بدأت بالتراجع. وأوضح الكاتب أن ما تضرر بالاحترام الأمريكي كان الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي هاجم أفغانستان دون أن تهاجمه، وأسّس دولة طائفية في العراق، مؤكدًا أن هذا كان واضحًا عندما هاجمت السعودية اليمن مانحة قليلًا من الاهتمام لواشنطن. "غباء متكرر" وقال الكاتب إنّ أوباما أخطأ "بغباء" في كل مرة في الشرق الأوسط، حيث تم نسيان "مصافحته للإسلام في القاهرة، وجائزة نوبل للسلام، وخطه الأحمر في سوريا". واعتبر الكاتب أن التأثير الأكبر في سوريا هو للطائرات الروسية المقاتلة، في منطقة "لا يبالي زعماؤها لحقوق الإنسان". واعتبر الكاتب أن تحركات بوتين هي المهمة في المنطقة، متسائلًا: "هل سيتحرك ترامب كما يتحدث؟"، معتبرًا أن العرب والإسرائيليين سيستمعون لبوتين لا ترامب في أثناء رئاسة ترامب. وقال الكاتب، يعتقد ترامب إنه من السهل القول إن العرب سيهتمون بمصاب بالإسلاموفوبيا لفوزه بالبيت الأبيض، لكن "هل كانوا يعتقدون أن أي خليفة لأوباما مهتم بالإسلام؟". "سلسلة من الحروب والغارات والانسحابات" وقال الكاتب إن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط كانت "سلسلة من الحروب والغارات الجوية والانسحابات"، بينما تم قص أظافر السياسة الروسية "المدمرة" في الشرق الأوسط، حتى عاد بوتين إلى سوريا. واختتم الكاتب بقوله إن ترامب سيأتي للشرق الأوسط بلا شك، ليظهر دعمه لإسرائيل، ويطمئن الخليجيين أن استقرارهم مضمون. أما حول سوريا، فإن آراءه ستكون "مذهلة"، بالنظر إلى موقفه من بوتين، لكنه "قد يترك المنطقة لمساعديه من وزراء الخارجية ونواب الرؤساء الذين سيكون عليهم أن يتوقعوا ما بذهن الرئيس". وتساءل: "ما الذي يفكر به بوتين؟ أو بالأحرى: هل يفكر أساسًا؟"