أعلنت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، اليوم الأحد، دعمها للمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، واصفةً إياها بال«براجماتية» الضرورية في مناخ مستقطَب وحزبي. وأقرت الصحيفة، أن صعود كلينتون ودونالد ترامب، في السباق الرئاسي يُشير إلى الخلل الذي ألمّ بالنظام السياسي الأمريكي الذي جعلهما أقل مرشحين رئاسيين في التاريخ الأمريكي الحديث تمتعًا بالشعبية وبثقة المواطنين. وشرحت "الإندبندنت" أن صعود ترامب جزء من "الشعبوية" التي تكتسح الغرب، بسبب الخوف والسخط على الهجرة والعولمة والمؤسسات فوق الوطنية والغضب على النخب المحلية التي لا تتغير، والتي فشلت في منع الانهيار المالي والاقتصادي عام 2008، والذي لا تزال آثاره ملموسة، مؤكدةً أن هذه العوامل أدّت إلى التصويت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما تسوق الأحزاب القومية في فرنسا وبلدان أوروبية أخرى إلى المقدمة. وأضافت أنه يُحسب لترامب كشف نفاق الحزب الجمهوري وفقدان الشعب الأمريكي للثقة في النظام، وأن أغلبية مؤيديه مواطنون عاديون من الطبقة المتوسطة والعاملة رأوا وظائفهم وطموحاتهم تختفي، ويشعرون أن الحزب الديمقراطي يتجاهلهم مقابل اهتمامه بالأقليات بدلًا من إحياء الأوضاع الاقتصادية. وتابعت، أن ترامب شديد الجهل والغرور والضحالة، وله سلوك عنصري ويحتقر المرأة، ونزل بالخطاب السياسي إلى مستويات كان لا يمكن تصورها في انتخابات رئاسية أمريكية، حتى إنه دعا إلى سجن منافسته. وانتقدت الصحيفة، عدم تقديمه لسجل الضرائب الخاص به، وإعجابه بمن وصفتهم بال"المستبدين وطغاة"، وتحدُّثه عن الحرب النووية باستخفاف، زاعمة أن فكرته عن السياسة الخارجية تتلخص فيما يعود على الولاياتالمتحدة من نفع، حتى وإن كان هذا يعني نهاية تحالف شمال الأطلسى "الناتو" على سبيل المثال. وقالت "الإندبندنت": إن "مثل هذه المواقف تُمثِّل أسوأ نموذج ممكن لعالم ما زال يتطلع لأمريكا كقائدٍ، فإن ترامب، باختصار، لا يصلح على الإطلاق لأقوى منصب على وجه الأرض". أمّا كلينتون، فقالت الصحيفة إنّها: تجسد "النخبوية" التي أصبح يكرهها الشعب، ولكنها مؤهلة جدًا للمنصب، بدليل مشوارها كوزيرة خارجية، منتقدة المرشحة الديمقراطية بأنها انتهازية وأحيانًا يشلُها الحذر الزائد وتفتقر إلى رؤية مقنعة. وتوقعت "الإندبندنت" أن تكون كلينتون أكثر صرامةً في سياستها الخارجية من الرئيس باراك أوباما إزاء روسيا والصين، مُشددةً على أنّها سوف تحافظ على حلفائها الغربيين وسوف تعمل بشكل بنّاء في مجالات قضايا الشرق الأوسط وحقوق الإنسان والاحتباس الحراري الذي يهدد العالم. ونوّهت إلى أن كلينتون تُدرِك احتياجات البلاد، وتنامي اليسار الذي جعل من مرشح الحزب الديمقراطي الآخر بيرنى ساندرز منافسًا لها، مشيرة إلى أنها ستُحافظ على "أوباما كير" للرعاية الصحية، عكس ترامب الذى تعهد بتفكيك المشروع. واختتمت الصحيفة مقالها بالقول: "سوف تكون مأساة كُبرى، إذا فشل الأمريكيون في جعلها الرئيس ال45، حتى ولو رأوها على أنّها أهون الأمرين"