"انسحب - لم ينسحب .. تعهد بمساعدة هيلاري كلينتون بل رضخ لضغوط حزبه" .. كانت هذه أبرز محطات المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأمريكية بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، التي خرج منها بشعبية كبيرة، جعلت أنصاره يصرّون على المنافسة، ولكن كيف؟ فعلى اعتبار أنه موقف نبيل من رجل ليبرالي يعترف بمبادئ الديمقراطية ويخضع لقوانينها، قرر السناتور ساندرز الانسحاب ودعم مرشحة حزبه كلينتون، ولكن الكثير من أنصاره لن يسيروا على نهجه، وفقًا لمشاهدات أبرزتها قناة "فوكس نيوز". وأوضحت القناة أن توجهًا قويًا قد ظهر بين داعمي ساندرز "ضد هيلاري"، معلنين أن رفضهم لقرار حزبهم بترشيح كلينتون عوضًا عن ساندرز، بعد فوزها بالانتخابات التمهيدية وتأييد كبار قياديي الحزب لها، سيكون عبر تصويتهم لدونالد ترامب. وما أثار غضب أنصار ساندرز هو ما كشف عنه موقع ويكيليكس من تسريبات لرسائل البريد الإلكتروني للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي أظهرت أن مسؤولي الحزب فضلوا كلينتون على حساب ساندرز، في منافسات انتخابات الرئاسة. وسرعان ما استغل ترامب ذلك، قائلًا في مؤتمر الحزب الجمهوري: "لقد رأيت كيف يتم التلاعب بمواطنينا، تمامًا مثلما حدث مع بيرني ساندرز، لم تتاح له الفرصة أبدا"، مضيفًا "لكن مؤيديه سينضمون لنا، لأننا سنصلح ذلك". البروباجندا والخيار الثالث ولا تُنقل دعايات أنصار ساندرز لعدم التصويت لهيلاري عبر "البروباجندا" التي تقوم بها وسائل إعلام موالية لدونالد ترامب، وإنما تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا في ذلك أيضًا. فعلى "تويتر" نشر جيم برنر، الصحفي المحلي في سياتل، أكبر مدن شمال غرب الولاياتالمتحدة، صورة لمؤيدين لساندرز جاءوا من ولاية ميشيجان في الشمال الشرقي، ليتظاهروا، قائلين إن "التصويت لهيلاري يعني التصويت لترامب". ومن لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، حيث أكثر ولايات الولاياتالمتحدة سكانًا، قال أحد مستخدمي تويتر والداعمين لساندرز: "لن أصوت لكلينتون أو ترامب". وهذا النوع من الناخبين اختاروا اللجوء، بعيدًا عن ترامب وكلينتون، إلى الخيار الثالث، ممثلًا في المرشحين المستقلين أو مرشحي الأحزاب الأخرى مثل مرشح الحزب اللبيرتاري جاري جونسون وهو سياسي ورجل أعمال والحاكم السابق لولاية نيو مكسيكو. وفي المقابل فإن قرار البعض من داعمي ساندرز بالتصويت لمرشحة الحزب الديمقراطي لا يأتي استجابة منهم لطلب ساندرز أو الحزب أو هيلاري نفسها، ولكن ينبع من عدم رغبتهم في فوز ترامب، وهو ما ألمح إليه ساندرز نفسه لمحطة "إم إس إن بي سي"، في يونيو الماضي. وقال ساندرز إنه سيصوت لكلينتون في نوفمبر، ملحقًا ذلك بقوله: "سأفعل أي شيء يمكنني من هزيمة دونالد ترامب". وأضاف "لا أحترم أي شخص يحاول الحصول على أصوات بإهانة المكسيكيين والمسلمين". ورغم تلك المحاولات لجمع شتات الديمقراطيين، تقول "رويترز" إن الجمهوريين بدوا أكثر اتحادًا من منافسيهم، موضحة أن ترامب كافح من أجل توحيد حزبه بعد أن نأى العديد من كبار شخصياته بأنفسهم عن مرشحه بسبب مواقفه بشأن الهجرة والمسلمين والنساء. ساندرز الأشهر يبدو أن محاولات الحزب الديمقراطي لإبعاد الأضواء عن ساندرز فشلت، ونجحت رؤيته الانتخابية وأفكاره الشبابية، رغم كبر سنه، في استمالة شعبية كبيرة حتى أظهر استطلاع للرأي، نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، الإثنين الماضي، أن ساندرز قد يكون في الواقع أشهر سياسي وطني في الولاياتالمتحدة الآن. ولم يكتف ساندرز بأسبقيته على المرشحين للرئاسة الأميركية، فقد أتى قبل كل من الرئيس الأمريكي نفسه باراك أوباما، وزوجته ميشيل، ونائبه جو بايدن، وشخصيات وطنية أخرى، كان من ضمنهم الرئيس السابق بيل كلينتون، وفقًا لاستطلاع أجرته شركة "YOUGOV" الدولية للأبحاث.