هل تصل المنافسة بين المرشحين للرئاسة إلى حد القتل؟ سؤال بدأ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن الصراع والمنافسة التي يخوضها المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، للفوز بلقب "رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية"، وصل إلى ذروته. فقبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تنطلق الثلاثاء المقبل، تبدو كل التفاصيل الصغيرة ذات مغزى، ويعمل كلا المرشحان على حسم النتيجة لصالحه، ولكن هل يصل الموضوع إلى حد الاغتيال؟. هذا ما حدث مع المرشح الجمهوري، حيث قامت الأجهزة الأمنية، أمس السبت، بإجلاء دونالد ترامب من المنصة الخطابية خلال اجتماع له في مدينة رينو، التابعة لولاية نيفادا الأمريكية. وخلال نقل مباشر للاجتماع أطل "ترامب" على مناصريه من المنصة، وقبل البدء في إلقاء كلمته - قام حراسه بإجلائه على خلفية وجود تهديد أمني. وقام رجال الأمن على عجل بجذب "ترامب" من كتفيه ليدفعا به خلف المنصة، وبعد تأمين الحماية له، عاد المرشح الجمهوري إلى الجمهور مجددًا، ولم تتضح فورًا طبيعة التهديد، إلا أن الصور أظهرت عناصر أمنية وهم يسارعون إلى اعتقال شخص وسط الحشد المشارك بالتجمع الذي عُقد قبل 3 أيام فقط من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ويبدو أن تلك المحاولة لم تكن الأولى، فقد تعرض الأخير إلى محاولة اغتيال سابقة، حيث اعتقلت الشرطة الأمريكية الشاب مايكل سانفورد، أثناء قيامه بمحاولة الاغتيال، خلال تجمع انتخابي بلاس فيجاس في 17 يونيو. ولم ينكر "ستانفورد" محاولته قتل ترامب، بل واعترف للمحققين بأنه كان ينوي اغتيال الملياردير الأمريكي، وسعى إلى الاستيلاء على سلاح الضابط، باعتبار ذلك أضمن وأسهل طريقة للحصول على سلاح وسط تلك التعزيزات الأمنية في التجمع الانتخابي لترامب، وتحدث المتهم عن جهوده الكبيرة للوصول إلى لاس فيجاس من أجل قتل المرشح الجمهوري، وأنه لم يكن ينوي التراجع عن مخططه في حال فشلت محاولته، وأنه كان ينوي تكرار المحاولة في تجمع انتخابي آخر في فينيكس بولاية أريزونا. ماذا لو تم اغتيال المرشح الرئاسي؟ حدثت هذه الواقعة سابقًا حيث تم اغتيال السيناتور الأمريكي روبرت فرانسيس بوبي كينيدي -شقيق الرئيس الأمريكي جون فيتزجيرالد جاك كينيدي الذي تم اغتياله هو الآخر من قبل - بعد منتصف الليل بقليل في 5 يونيو 1968، بلوس أنجلوس خلال فترة الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة لعام 1968 عقب فوزه في المرحلة الأولى في كاليفورنيا وداكوتا الجنوبية. كان مرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، ولقي "كينيدي" مصرعه في مستشفي "جوود ساميريتين" بعد 26 ساعة من إصابته بطلقات نارية أثناء مروره خلال المطبخ في فندق "أمباسادور"، وأدين سرحان سرحان المهاجر الفلسطيني الذي يحمل الجنسية الأردنية والبالغ من العمر 24 عامًا بتهمة قتل كينيدي، ويقضي حاليًا عقوبة بالسجن مدى الحياة. وأدت وفاة "كينيدي" إلى تولي شعبة الحماية الخاصة بالرئيس حماية مرشحي الانتخابات الرئاسية، وبعد وفاته خاض "هيوبرت همفري" الانتخابات الرئاسية مرشحًا عن الحزب الديمقراطي ولكنه خسر خسارة فادحة أمام "ريتشارد نيكسون". فوفقًا للتعديل رقم 22 في الدستور الأمريكي لعام 1951 - لا يمكن لأي رئيس تولي الرئاسة أكثر من فترتين، وإذا تولى المنصب لفترة تزيد عن عامين تحتسب كفترة كاملة ولا يمكنه الترشح إلا مرة واحدة أخرى، وفي حالة خلو منصب الرئيس نتيجة الوفاة أو الاستقالة أو العزل يقوم نائب الرئيس بتولي مهام الرئاسة رسميًا لحين انتهاء الفترة الرئاسية. من هم الرؤساء الذين تم اغتيالهم؟ جون كيندي أغتيل الرئيس جون فتزجرالد كنيدي، الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة، في يوم الجمعة 22 نوفمبر 1963 في دالاس، تكساس في الثانية عشر، وذلك بعد أن عبر موكب الرئيس بسرعة منخفضة وسط المدينة، وحين مرور السيارة الرئاسية المغطاة علي ديلي بلازا، تم إصابة جون كنيدي بطلقات نارية قاتلة، ويعتبر الرئيس جون كنيدي هو رابع رئيس للولايات المتحدة يكون ضحية لجريمة قتل. إبراهام لينكولن في أبريل 1865 كانت نهاية الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن، حيث كان اغتيال "لينكولن" هو الأول من نوعه في الولاياتالمتحدة، وقد أصاب الجميع بصدمة، حيث يعتبر أحد أبرع السياسيين في الولاياتالمتحدة وقد اغتيل بسبب موقفه المناهض لسياسات العبودية. جيمس جارفيلد قام تشارلز جيتو، بطلب تعيينه كسفير للولايات المتحدة في باريس ولكن طلبه رُفض، فقتل الرئيس جيمس جارفيلد الذي لم يجلس على كرسي الرئاسة سوى أربعة أشهر في العام 1881، وأثناء محاكمته - حيَّر "جيتو" المحكمة، فأحيانًا كان يغني وأحيانًا كان يدعي الجنون، وفي النهاية تم إعدامه. ويليام مكينلي "ليون كازلجوسز" هذا كان اسم قاتل الرئيس الذي نقل السياسة الخارجية للولايات المتحدة نقلة نوعية، ففي عام 1901 كان الرئيس في حفل استقبال بأحد المعارض، بينما اقترب "ليون" مغطيًا يده بمنديل، نزع المنديل وأطلق الرصاص على الرئيس مرتين، مرة في صدره وأخرى في بطنه، ورغم أن حالة الرئيس بدأت في التحسن إلا أنها ساءت وفاضت روحه، ليعدم "ليون" بسبب الاغتيال الثالث في تاريخ الولاياتالمتحدة. محاولات اغتيال أخرى فاشلة حظى تاريخ الرؤساء في أمريكا بمحاولات اغتيال فاشلة كثيرة، نذكر بعضها: فرانكلين روزفلت بنفس الطريقة التي اغتيل بها جون كينيدي، وأثناء استقلال الرئيس فرانكلين روزفلت سيارته المكشوفة، في فبراير 1933 بولاية فلوريدا أطلق الإيطالي جوزيبي زانجارا خمس طلقات في محاولة لقتل الرئيس روزفلت الذي لم تصبه أي من الرصاصات الخمس ولم يمت بالطبع وأصابت أربعة أشخاص آخرين، وقتلت رئيس بلدية شيكاجو، و تم إعدام زنجارا في 20مارس من نفس العام. رونالد ريجان الرئيس الأمريكي الأشهر رونالد ريجان، بعد فوزه بمعركة الرئاسة عام 1981 بأقل من ثلاثة أشهر كانت المحاولة الفاشلة لاغتياله؛ فأثناء خروجه من فندق هيلتون بالعاصمة واشنطن انطلق جون هينكلي جونيور، وأطلق من مسدسه ست رصاصات لقتل الرئيس، لكنه لم يمت. أصابت الرصاصات ضابط شرطة والسكرتير الصحفي للبيت الأبيض وأحد أعضاء حماية الرئيس، بينما أصيب الرئيس ريجان في رئته، لكنه تعافى وأكمل فترته الرئاسية، وفاز بولاية أخرى لأربع سنوات.