لا يوجد طريق مختصر للسعادة.. ليس هناك أساساً طريق للسعادة.. ليست هناك أصلاً سعادة ! هل إنزعجتم من تلك الحقيقة الرخمة؟!.. إذن فليكن.. فلتنزعجوا قليلاً ثم تلوكون الفكرة فى عقولكم.. وسوف تصلوا إلى نفس تلك النتيجة بأنفسكم.. إذ كيف يسير الإنسان فى طريق مختصر أو غير مختصر ليصل إلى وجهة لا يعرفها أساساً.. تخيلوا معى مدينة غير موجودة على الخريطة.. غير موجودة على الكوكب.. نسمع فقط أنها موجودة.. إنما فين بالظبط؟!.. ما حدش يعرف.. شكلها إيه؟!.. ماحدش عنده فكره.. البعض يروى عنها أساطير يتم ترجمتها فى أدمغتنا إلى صورة ذهنية متخيلة يرى كل منا فيها تلك المدينة من منظوره الخاص.. ويقرر بينه وبين نفسه أن تلك هى مدينة السعادة المفقودة التى يبحث عنها الجميع.. وعلى الرغم من أن أحداً لم يصل إليها قبل ذلك.. إلا أننا جميعاً لا زلنا مصممين على الوصول إليها ! و لكن.. هل تعنى تلك اللُكشة من الكلمات فى الباراجراف السابق أن نتوقف عن محاولاتنا لإيجاد تلك المدينة السحرية الأسطورية المفقودة - مدينة السعادة – وندع أنفسنا كفرائس سهلة لوحوش الطاقة السلبية التى لا ترحم؟!.. بالعكس.. إن ذلك هو أبعد ما يكون عن الهدف الحقيقى من وراء وجهة النظر تلك عن أسطورية مدينة السعادة.. إلا أن الفارق شاسع بين الكلام اللى بيريَّح والذى نحب جميعاً الإستماع إليه والذى نعتبر أنه – اللى هو الكلام اللى بيريح – اقصر الطرق للوصول إلى ينابيع الطاقة الإيجابية.. وبين الكلام الذى لا تودون الإستماع إليه والذى يحتوى على حقائق تعرفونها جيداً إلا أنكم لا تودون مصارحة انفسكم بها على الرغم من أن مصارحة البنى آدم منا لنفسه بالحقيقة هى أولى سلالم الإرتقاء إلى ينابيع الطاقة الإيجابية.. الطاقة الإيجابية مش إنك تقول لنفسك أنا كويس.. لأ.. الطاقة الإيجابية إنك تقول لنفسك أنا وحش بس من اللحظة دى حابقى كويس.. الطاقة الإيجابية مش إنك تقول لنفسك كله تمام مع إنه كله مش تمام ولا حاجة.. لأ.. الطاقة الإيجابية إنك تصارح نفسك بإن كله مش تمام وتقرر فى نفس اللحظة اللى بتصارح فيها نفسك بالحقيقة إنك حتدخل فى صراع مع الدنيا لحد ما كله يبقى تمام.. ويا انت يا الدنيا.. الطاقة الإيجابية ليست خدعة ينبغى عليكم أن تخدعوها لأنفسكم.. الطاقة الإيجابية حقيقة.. حقيقة ينبغى أن ترتكز على حقائق لكى نستطيع إعتبارها هى الأخرى حقيقة.. يبدأ مفعولها فى السريان فى اللحظة التى تصارحون فيها انفسكم بحقيقة وضعكم الحياتى وليس فى اللحظة التى تخدعون فيها انفسكم فيما يخص حقيقة وضعكم الحياتى.. لأنكم بمنتهى البساطة إذا فعلتم ذلك وخدعتم أنفسكم ظناً منكم أن تلك هى الطاقة الإيجابية فسوف تتحول تلك الطاقة الإيجابية (الوهمية) فى لحظة إنكشاف خدعتكم لأنفسكم أمام أنفسكم إلى أطنان من الطاقة السلبية.. لو قلتم لأنفسكم “كله تمام” فما الذى سوف تتخذونه من خطوات لتصحيح أوضاعكم الخاطئة التى اعتبرتم أنها تمام بينما هى فى حقيقة الأمر مش تمام ولا حاجة؟!.. بالعكس.. سوف تتفاقم الأزمة أكثر.. بينما لو صارحتم أنفسكم بالحقيقة بهدوء وحكمة وبأن كله مش تمام فسوف تبدأون فى اتخاذ التدابير الحياتية لتحويل هذا “المش تمام” إلى “تمام”.. كما أنكم سوف تستبعدون إلى الأبد من حياتكم المستقبلية تلك الإحتمالات الرخمة لتلك اللحظة الكئيبة التى سوف تنكشف فيها حقيقة خدعتكم لأنفسكم أمام أنفسكم.. لهذا.. إبدأوا رحلة بحثكم عن مدينة السعادة الخيالية إنطلاقاً من تلك الحقيقة الحياتية الهامة التى تنص على أنها مدينة خيالية.. كونوا كالطفل الروبوت فى تحفة فيلم “الذكاء الصناعى” لسبيلبرج الذى أخبره الجميع أن الجنية الزرقاء التى تحقق للأطفال أحلامهم ليس لها وجود فى العالم الحقيقى وأنها شخصية خيالية إلا أنه لم يصدقهم وظل يبحث عنها حتى تجمد الكوكب وانتهت حياة البشر من عليه وجاء أهل المريخ ليبحثوا بين أنقاض الجليد عن أى حياه وايقظوه من حالة التجمد التى وجدوه عليها وفتح أعينه ليجد نفسه أمام الجنية الزرقاء التى ظل يبحث عنها.. والتقطه أهل المريخ وحققوا له حلمه وأعادوا إليه أمه.. لاحظوا أن حلم الطفل بدأ بمصارحة نفسه بالحقيقة وبأنه قد فقد أمه بالفعل ويود العودة إليها مرة أخرى.. و بناءً عليه.. واصلوا بحثكم عن مدينة السعادة الخيالية التى لم يصل إليها أحد من قبل بمنتهى المثابرة والحلم.. وبدلاً من أن تقولوا لأنفسكم «دى مدينة مش موجودة.. حندور عليها ليه».. قولوا لأنفسكم «دى مدينة ما حدش لاقاها لحد دلوقت.. بس احنا حنلاقيها»!