في تقرير لها تناولت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الأوضاع الراهنة لداعش وجهود القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل، التي تخضع لسيطرة التنظيم الإرهابي منذ عامين؛ مو ضحة أن "داعش الذي يواجه معركة شديدة في آخر معقل له بالعراق يعاني من الانقسام، وهروب مقاتليه، والخوف من أنه تعرض لعملية اختراق من المخابرات الأجنبية وفي مقدمتها البريطانية". ونقلت عن جهادي بلجيكي يسمى رشيد قوله إن "مقاتلي التنظيم خائفون من أشياء كثيرة الآن فهم يخشون القصف واحتمال وجود جواسيس أجانب بينهم"؛ لافتًا إلى أن "أكثر مؤسسة استخباراتية استطاعت اختراق الجهاديين كانت المخابرات البريطانية". وأضاف أنه "واحد من آلاف الجهاديين الذين ذهبوا إلى سوريا للقتال مع داعش، وتخرج من معسكراتهم، وعمل معهم مدة عامين، قبل أن يبدأ بالشعور بخيبة الأمل منهم، والخوف من القادم، ولهذا فر عبر الحدود إلى تركيا"، كاشفًا أن "التنظيم الذي كان خارقا في بداية ظهوره وعصي على الهزيمة منذ عامين، أصبح يعاني من الانقسامات وهروب نشطائه، علاوة على جنون العظمة والعنف والانتقام ممن يعتبرهم خونة". وذكرت الإندبندت أن "هناك عددًا كبيرًا ممن قتلوا وهم يعبرون الحدود اتهموا بالعمالة مع المخابرات الأجنبية، وكان من أشهر هؤلاء أبو عبيدة المغربي مدير مخابرات داعش بحلب، الذي أشرف على احتجاز الصحفي الأمريكي جيمس فولي، وغيره من الرهائن الغربيين"، مضيفة أن "المغربي قتل مع 3 بعد اتهامهم بالتعامل مع المخابرات البريطانية (إم آي 6) وكانوا يقدمون أسرارًا إليها". ولفتت إلى أن "داعش أجرى تحقيقًا داخليًّا بعد مقتل القيادي به محمد إموازي والمعروف بالجهادي جون"؛ موضحًا أن "هناك معلومات عن مكان إقامة إموازي قدمها عملاء من داخله للمخابرات البريطانية". ونقلت عن الجهادي رشيد قوله "أنا وبقية المقاتلين الأجانب مقتنعون بملاحقة المخابرات الغربية لنا؛ بعدما زرعت عملاء داخل التنظيم"، مضيفًا "طلب داعش الكثير من الناس وليس مقاتلين فقط، وإنما معلمين ومهندسين وأطباء لبناء الدولة، وهو يعتقد أن بعض هؤلاء جواسيس". بدوره قال الأكاديمي التركي أولوك أولتاس للصحيفة "هناك شعور على نطاق واسع بأن لندن استطاعت اختراق عدد من الجماعات، بما فيها داعش وأن قادته واعون لهذا الأمر وخائفون"؛ موضحًا أن "التنظيم لم يكن ناجحًا في منع اختراقه، ما سمح للمخابرات الغربية وغيرها من المخابرات التركية والأردنية باختراقه".