التحقيق مع جنود بريطانيين بتهمة الإساءة لعراقيين أثناء الغزو

ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية، اليوم الأحد، أن جنودا بريطانيين يواجهون تحقيقا جنائيا بشأن احتجاز وإساءة معاملة مواطنين عراقيين في البصرة قبل 13 عاما.

وأضافت الصحيفة، أن التحقيق يركز على ادعاءات بإساءة معاملة شخصين عراقيين تم اتهامهم بالتورط في مقتل جنديين بريطانيين خلال النزاع، لكن من غير المعلوم كم عدد الجنود البريطانيين الذين يتم التحقيق معهم.

وأشارت إلى أن الجنديين البريطانيين اللذين يعملان بإدارة المفرقعات قتلا في عام 2003 بعد أن تم أسرهما عندما تعرضت قافلتهم إلى كمين نصبه مسلحون، قبل أن يتم اقتيادهما إلى مبنى خاص بالمخابرات العسكرية العراقية وتم قتلهما.

وتابعت أن العراقيين الاثنين (فيصل السعدون، وخلف مفضي) اعتقلتهما القوات البريطانية واحتجزا لأسباب أمنية قهرية، قبل أن يوجه لهما اتهامات بالقتل وارتكاب جرائم حرب في مايو 2006، لكن المحكمة الجنائية العليا في العراق ألغت في وقت لاحق الاتهامات لعدم وجود دليل كاف.

وأدينت الحكومة البريطانية في 2010 بتعريض الرجلين العراقيين لرهبة الخوف من الإعدام لمدة أعوام، ما يعد خرقا لحقوق الإنسان.
وذكرت الصحيفة أن فريق الادعاءات التاريخي في العراق الذي تأسس في نوفمبر 2010 للنظر في ادعاءات مدنيين عراقيين بالتعرض للقتل والإساءة والتعذيب على يد أفراد بالجيش البريطاني بين 2003 و2009، يقول الآن إنه يبحث تعرض السعدون ومفضي لسوء المعاملة.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم فريق الادعاءات التاريخي العراقي: "أستطيع أن أؤكد أن الفريق يحقق في الادعاءات بأن السعدون ومفضي تم إساءة معاملتهما أثناء احتجازهما".

وأشارت إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية أثارت الشهر الماضي قلقا بشأن حجم الادعاءات التي تقدم بها الفريق القانوني العراقي، وهي مزاعم تتعلق بأكثر من 1500 شخص بين التعرض لسوء المعاملة أو الضرب أو القتل أثناء احتجازهم لدى القوات البريطانية.

وقالت الصحيفة إن 26 قضية تم تسويتها، ودفعت الحكومة البريطانية نحو 20 مليون جنيه استرليني كتعويض، لكن هناك مخاوف أثيرت حول إمكانية مواجهة جنود ما زالوا بالخدمة لتحقيقات بعد أن تم تبرئتهم من ارتكاب جرائم من قبل محاكم جنائية.