استاذ علم إجتماع: الظروف الإقتصادية بريئة من جرائمهم .. وتركيز الأسرة والإعلام على المال أتلف أبنائنا «طبيب .. مهندس .. أستاذ جامعى .. ضابط شرطة».. جميعها مهن مرموقة قائمة على تعليم رفيع المستوى، ودراسة صارمة تستغرق من أعمار وجهد أصحابها الكثير، حتى أن الغالبية العظمى من أطفالنا يحلمون أن يصبحون من أصحاب إحدى تلك المهن، باعتبار ذلك أعلى الدرجات التى يمكن الوصول إليها بجهد وتألق علمى يستدعى الفخر للفرد والأسرة، لكن جرائم عديدة ارتكبها أفراد من كل تلك المهن بات من شأنها أن تهز تلك الصور التى يتمنى الجميع أن يرى نفسه فيها، إذ خلقت تلك الجرائم حالة من التشكك فى كون المهنة المرموقة والعلم والمكانة الإجتماعية ليسوا كفاية لعيش حياة كريمة أو على الأقل لتهذيب نفوس أصحابها وارتقائهم نفسيًا وسلوكيًا. مهندس يسرق عربي ألقى صباح اليوم رجال مرور الجيزة القبض على مهندس لاتهامه بسرقة حافظة نقود رئيس اللجنة الأولمبية للفروسية، عمانى الجنسية بالعجوزة، وذلك بعد تلقى ضابط بإدارة مرور الجيزة استغاثة من المجنى عليه، باستيلاء أحد الأشخاص على حافظة نقوده وفراره هاربا. وعلى الفور تتبع الضابط المتهم وتمكن من ضبطه، وتبين أنه مهندس سبق اتهامه فى قضيتين نصب وضبط بحوزته الحافظة المسروقة، بالإضافة إلى مبلغ مالى آخر من عملات مختلفة أجنبية، وبمواجهة المتهم اعترف بارتكاب الواقعة وحيازته للعملات الأجنبية لاستخدامها فى النصب على المواطنين. أستاذ جامعة يسرق باسم وظيفته ألقت قوات الشرطة، اليوم الأحد، القبض على مدرس جامعى سابق وأخرون، زعموا تأسيس جامعة وهمية بدون ترخيص، وأعلنوا عنها على مواقع التواصل الاجتماعى، وحددوا مبلغ 52 ألف جنيه مصاريف كل طالب سنوياً، بهدف الاستيلاء على أموال الطلبة.
وتبين لقسم مكافحة جرائم الأموال العامة، قيام كل من " م .ح " - 40 سنة، مهندس بحرى يعمل على السفن التجارية، و" ا. ح"- 36 سنة خريج الأكاديمية العربية للعلوم التكنولوجيا، و" ا. م" - 71 سنة عضو سابق بهيئة التدريس بإحدى الجامعات، بإنشاء ما يسمى بالأكاديمية الوطنية للعلوم البحرية بمنطقة الكينج مريوط دائرة قسم شرطة ثان العامرية، دون ترخيص أو موافقة الهيئة المصرية للسلامة البحرية التابعة لوزارة النقل البحرى والإعلان عنها على مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" لاستقطاب راغبى الالتحاق بالأكاديمية من الطلبة الراغبين فى العمل على البواخر التجارية لتلقى الدراسة لمدة أربعة سنوات مقابل مبلغ 52000 جنيه خلال العام الدراسى.
وامعاناً منهم فى النصب والاحتيال على المواطنين قاموا بإعداد مبنى بالمنطقة المشار إليها بداخله قاعات تعليمية، ووضعوا لافتات إرشادية على الطريق باسم الأكاديمية الوطنية للعلوم البحرية، ما بث الثقة والطمأنينة لدى الطلاب المُلتحقين بالأكاديمية والاستيلاء منهم على مبالغ مالية، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهم وبحوزتهم كمية كبيرة من ملفات الطلبة الملتحقين بالأكاديمية وبعض إيصالات تحصيل المبالغ، حتى تم ضبطهم. طبيب يقتل نجله الرضيع ما زالت واقعة طبيب الإسكندرية محفورة فى الأذهان، بعد انتشار وقائع قتل طفله الرضيع "4 أشهر"، بوضع شريط لاصق على وجهه وإلقائه في حديقة مجاورة لمنزله بمساكن طوسون بمنطقة المنتزه بالإسكندرية، وأدعى قيام مجهولين بالاعتداء عليه واختطاف نجله لإخفاء جريمته. وتعود بداية الواقعة، عندما تلقى قسم شرطة ثان المنتزه بلاغا من المدعو "أ. ع. م" 30 عاما، طبيب بشرى، مقيم مساكن طوسون بدائرة القسم، يفيد أنه أثناء سيره بالقرب من مسكنه وبصحبته نجله "ياسين" البالغ من العمر 4 أشهر، اعترضه شخصين مجهولين وتعديا عليه بسلاح أبيض "كتر" وأصاباه بجروح قطعية بالرأس والساعد الأيسر ثم قاما بخطف نجله من يده وفرا به هاربين. بتشكيل فريق بحث وتبين لرجال الشرطة عدم صحة الواقعة، حيث عثر على "كتر" عليه أثار دماء بإحدى الحدائق بالقرب من مكان الحادث، وبالتدقيق فى مناقشة الأب فى ضوء ذلك الدليل الجديد "الكتر"، اعترف الطبيب في التحقيقات بقيامه بالتخلص من نجله وقتله وإحداث إصابات بنفسه، وذلك لوجود خلافات بينه وبين زوجته المدعوة "أ. خ. م" 24 عاما، حاصلة على بكالوريوس تجارة، لقيامها بتهديده المستمر بالانفصال عنه والحصول على حكم قضائي بتمكينها من مسكن الزوجية لكونها حاضنة لطفل. ضابط يسرق بمعاونة شقيقه قبل عدة أشهر شهدت مدينة نصر أول، قيام الملازم أول "كريم.م.ن". الضابط بقسم شرطة أول مدينة نصر وشقيقه (أحمد)، بسرقة سيدة بالإكراه خلال مرورها الشارع؛ حيث اختطفا حقيبة يدها وفرا هاربين بسيارة أحدهما. وتبين من التحقيقات أن الضابط المتهم (كريم)، كان يجلس بجانب شقيقه (أحمد) في السيارة الملاكي الخاصة به، ويتحركان بها لرصد ضحاياهما من السيدات اللاتي يسرن على أرجلهن بجانب الطريق، ثم يقترب المتهمان من ضحاياهما ويخطفا حقيبتها ويهربا. وأوضحت التحقيقات، أن المتهمان رصدا سيدة كانت تسير بمفردها على جانب الطريق تدعى (نرمين.ح)، وتمكن الضابط الذي كان يجلس بجانب شقيقه من خطف حقيبتها، وأثناء محاولتهما الهروب، فوجئا وهما على بعد قرابة 100 متر من أحد الأشخاص الذي كان واقفا على جانب الطريق وتسبب خروجه بسيارته في تعطيل مرور سيارة المتهمين، الأمر الذي ساعد المارة وشهود العيان للواقعة من اللحاق بالمتهمين والقبض عليهما متلبسين بالسرقة وعثر معهما على حقيبة المجني عليها. وكشفت التحقيقات أن الأهالي اعتدوا بالضرب على المتهمين بالأيدي عندها صرخ الضابط الذي كان يرتدي ملابس مدنية: "أنا ضابط شرطة مش عاوز حد يرفع أيده تعالوا نروح على القسم"، لكن المارة استمراو في ضربه واحتجازه وأبلغوا شرطة النجدة بالواقعة وبعد مرور قرابة 10 دقائق حضرت قوة أمنية وتسلمت الضابط وشقيقه، وتوجهت بصحبتهم المجني عليها إلى قسم الشرطة برفقة عدد من شهود العيان وحرروا محضرا بالواقعة. خبيرة علم إجتماع: أزمة تربية وأخلاق الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الإجتماع، عددت أسباب لارتكاب عددًا من أصحاب تلك المهن المرموقة لجرائم السرقة أو القتل من أجل المال، وأكدت على وجود خلل فى الأسرة وعملية التربية بالمقام الأول، وتؤكد: قديمًا كان السعى لتلك المهن من أجل الإخلاص فى العمل ومساعدة الناس سواء بعلاج المرض أو مكافحة اللصوص أو الأعمال كل حسب دوره طبيب ومهندس وضابط ومعلم، علاوة على الحفاظ على السمعة وأسماء العائلات والارتقاء بها ومساعدة باقى أفراد الأسرة والعائلة، لافتة إلى أنه فى الوقت الحالى باتت الغلبة لأمور أخرى كالبحث عن الماديات أو حتى مجموع الثانوية العامة. وتضيف: «البيت لم يعد يربى كما في السابق، فلم تعد الأم تعطى وقتها لأولادها، ولم يعد الأب المثل الأعلى فى العمل والكد، وإنما بات المال هو الهدف الأساسى لربى الأسرة، بما جعله مثلًا أعلى للأطفال، فالأم التى كانت تحدث أبنائها وترشدهم وتحنوا عليهم تنصلت من قيم كثيرة لدرجة أنه بات من الطبيعى أن تجلس أم تدخن "الشيشة" فى مقهى، أو حتى فتيات صغار تفعلن ذلك». كما عولت خبيرة علم الإجتماع على تغير المناخ العام، والمعطيات الثقافية والإعلامية، إذ تراجع الوازع الدينى والاخلاقى وغلب الحديث عن الفساد والثراء السريع، أكثر من قيم التربية القديمة مثل "لكل مجتهد نصيب وذاكر حتى تنجح وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، كما بات الإعلام يركز على شخصيات البلطجة والإجرام وذوى النفوذ وأهل الثراء السريع. ورفضت أستاذ علم الإجتماع، اعتبار الظروف الاقتصادية سببًا لتلك الجرائم المذكورة التى يرتكبها أهل العلم أصحاب المهن المرموقة،إذ أكدت: «المادة ليست هى أساس المشكلة، وإنما صلبها هو تراجع القيم الحسنة وشرف المهنة وأولولية الحفاظ على السمعة والشعور بالأخلاقيات عند المقدمين على السرقة، وتقول "كل النماذج المذكورة لم يسرقوا حتى يأكلون ويشربون فقط، وإن كان الحر عفيفًا لا يمد يده للحرام مهما كانت ظروفه، خاصة أنهم ليسوا عاطلين ومنهم من يركب السيارات الفارهة ويجمعون آلاف مؤلفة بجرائم النصب وغيرها».