الشرطة حررت لنا محاضر هجرة غير شرعية بعد عودتنا "ضرب، تعذيب، إهانة، حرمان من الأكل والشرب، قطع اتصالات".. هذه هي الحياة التي عاشها 7 أفراد من قرية السوبي، التابعة لمركز سمالوط، شمال محافظة المنيا، لمدة 5 أشهر، داخل السجون الليبية، بعد أن هاجمتهم ميليشيات ليبية مسلحة، أثناء استقلالهم لسيارة ميكروباص، وعودتهم إلى الأراضي المصرية في أول شهر مايو الماضي. العمال العائدون من ليبيا هم: محروس جمعة بركات، محمد أحمد سيف، رامي رضا توني، نبيل حفظي سيد، نجاح جمال توني، خلف ناجح شتيوي، ووليد فرحان سوبي. قال العمال إنهم تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب من ضرب بالحديد والكرابيج، والصعق بالكهرباء، والحرمان من الطعام، فضلًا عن الاستيلاء على جميع أموال ومتعلقاتهم. "أنا شفت العذاب أشكال وألوان وكان فاضلي على الموت تكة".. كلمات حدث بها محروس جمعة بركات، "التحرير"، تعبيرًا عما تعرض له من تعذيب. وذكر نبيل حفظي سيد أنه ذهب إلى ليبيا من أجل توفير المال الخاص لزواجه، إلا أنه بعد الاستيلاء عليها، أصبح مطالب بالعمل من جديد.
"قطعوا عننا كافة الاتصالات واتهمونا أننا دواعش".. هكذا يروي خلف سنوسي، إذ انقطع اتصاله ورفاقه بذويهم، منذ بداية احتجازهم حتى عودتهم، مؤكدًا أنه كان يتم استجوابهم بشكل شبه يومي. قال وليد فرحات سنوسي: "تركت أبنائي الثلاثة وزوجتي علشان أصرف عليهم وكنت أتمنى رؤيتهم قبل الموت"، مضيفًا أنهم الدفاع الأول والأخير وراء سفره إلى ليبيا رغم ما تشهده من أحداث عنف، خاصة بعد أن عجز عن توفير لقمة العيش في مصر. وذكر نجاح جمال توني: "سافرت علشان أعالج أبويا، ولما رجعت لقيته مات حزنًا على احتجازي"، موضحًا أن السبب في سفره إلى الأراضي الليبية توفير لقمة العيش لأبنائه والعلاج الخاص بوالده. وأشار العمال أنه بعد تحريرهم ووصولهم إلى مطار برج العرب، حررت لهم أجهزة الأمن المصرية محاضر هجرة غير شرعية. كان عمال المنيا، أبناء قرية السوبي، عادوا إلى مسقط رأسهم، اليوم السبت، واستقبلهم اللواء جمال قناوي، رئيس مدينة سمالوط، نائبًا عن محافظ المنيا، وعبد الله الروبي، نائب رئيس مجلس المدينة، وسط أجواء سادتها الفرحة والبهجة، وعمت الزغاريد أرجاء القرية، ابتهاجًا بعودتهم.