فى الوقت الذى يؤكد فيه المسؤولون بمحافظة المنيا، ومنهم قيادات التربية والتعليم، حرصهم على تيسير العملية التعليمية، وإزالة كل المعوقات لها، ومنها الإشغالات أمام المدارس، تحولت كثير من أسوار المدارس إلى مقاهى وغرز، فيما انتشرت وبقوة استخدام "التروسيكل" ك"وسيلة لنقل التلاميذ"، فضلًا عن استمرار معاناة تلاميذ قرية الريدى، بافتراشهم الأرض لتلقى دروسهم داخل مدرسة أنشأوها بطريقة بدائية، لعدم وجود مدرسة لهم. ورصدت «التحرير»، تحول العديد من أسوار مدارس المحافظة، إلى غرز، ومقاهى، غير مرخصة، على مرأى ومسمع من المسؤولين من الوحدات المحلية والأجهزة الأمنية دون تدخل، وتأتى فى مقدمة تلك المدارس التى تحولت أسوارها إلى غرز، سور المعهد الدينى الأزهرى للفتيات، الكائن بجنوب مدينة المنيا، والمُطل على المستشفى الجامعى، حيث احتله عدد من المواطنين، وأقاموا أكشاكًا غير مرخصة، أقاموا بجانبها عددًا من المقاهى والغرز، التى يتردد عليها المترددون على المستشفى لزيارة ذويهم. كما تحولت أيضًا، أسوار مدرسة الاتحاد الثانوية بنين، إلى عدد من الغرز، التى أصبحت ملاذًا لسائقى التروسيكلات والموتوسيكلات، لتناول المشروبات الخاصة لهم، نفس الأمر تشهده مدرسة الفنية للبنات، بحى غرب مدينة المنيا.
وعلى الرغم من قيام الوحدة المحلية لمدينة المنيا، بإزالة الإشغالات الخاصة بمجمع مدارس الزغرفية، بحى أبو هلال، إلا أنه وسرعان ما تحول سور المدرسة إلى ملاذ للباعة الجائلين، الذين احتلوه وسط مرأى ومسمع من الجميع. وأكد عدد من المعلمين والمعلمات والطلاب بتلك المدارس، على تضررهم من الوضع الذى أصبح عليه أسوار مدارسهم، التى تؤدى إلى عدم تركيزهم لعدة أسباب، أهمها الأدخنة المتصاعدة نتيجة تناول الشيشة فيها، فضًلا عن أصواتهم المتعالية وقيام البعض إنتاج "الطعمية" وبعض المآكولات الأخرى. الحال السيئ للعملية التعليمية بالمنيا، لم تقف عند حد الإهمال والفوضى الذى طال أسوار المدارس، بل تبلور أيضًا فى وسائل المواصلات غير الآدمية، ومنها "التروسيكل"، لنقل التلاميذ، وهذا ما رصدته التحرير، خلال تجولها بشوارع عاصمة المحافظة. وعلى جانب آخر، ما زال أكثر من 320 من طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية، من أبناء عزبة الريدى التابعة لمركز بنى مزار، شمال محافظة المنيا، مهددين بالتشرد من العملية التعليمية، بسبب إحجامهم على عدم الذهاب إلى مدرستهم بقرية طمبو المجاورة لهم، وإصرارهم على الذهاب للمدرسة التى أنشأوها بطريقة بدائية، على قطعة أرض أملاك دولة، وافترشوا الأرض فيها لتلقى دروسهم على يد أبناء القرية من طلاب الجامعة.