نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم السبت، مقالًا للباحث إريك تراجر، زميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى والمتخصص في الشؤون السياسية المصرية وجماعة الإخوان المسلمين، بعنوان: "تدفق المقاتلين الإسلاميين من مصر إلى سوريا، وقمع حكومة السيسي". تراجر قال: إنه "بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 2013، الكثير من المحللين وأنا من ضمنهم، كانوا يخشون من أن حملة الحكومة الجديدة على الإسلاميين يمكن أن تشعل تمردا داخليا.. هذا السيناريو الكارثي لم يحدث.. فاعتقلت قوات الأمن العديد من الشباب المناصر لجماعة الإخوان المسلمين بتهمة استهداف منشآت الدولة". وفي الوقت نفسه، بحسب كاتب المقال، جاءت دعوة الجماعة لأنصارها في يناير 2015 ل"جهاد طويل لا هوادة فيه" وقد أثارت التوترات داخل المنظمة، كما أنها أضعفتها وقسمتها، ونقل الكاتب عن مسئول القول: "لا نسمع الكثير عنهم الآن.. فقد خلقوا بعض المشكلات، لكنهم لا يرون أي نتائج لما يفعلون". تراجر يرى أن الهدوء النسبي لجماعة الإخوان المسلمين، قد يعكس قرار بعضهم بتحويل انتباههم إلى أمر آخر، في الوقت الحالي فقط، مشيرا إلى الأخبار التي نشرت في الفترة القليلة الماضية عن أن بعض شباب الإخوان المسلمين اتجهوا للحرب في سوريا، على أمل أن يكتسبوا الخبرات القتالية التي تمكنهم من "الجهاد ضد الطاغية في مصر"، على حد تعبيرهم. الكاتب أشار إلى التقرير، الذي نشره موقع "إضاءات" المحسوب على الجماعة، معتمدا على مصادر مجهلة، قدر عدد المصريين الذين انضموا إلى تنظيم "القاعدة" بنحو 600 أو 700، منهم شباب من خارج جماعة الإخوان المسلمين، وحوالي 200 مصري انضموا إلى تنظيم داعش. الباحث المتخصص في شؤون جماعة "الإخوان المسلمين" لفت إلى أن العديد من هذه التقارير لا يمكن التأكد من صحتها، لكن هجرة الشباب المؤيد للجماعة إلى الصراع في سوريا لن تكون مفاجئة، وأشار إلى أن بعض مؤيدي الجماعة كانوا يحثون أتباعها على دعم الجهاديين السوريين حتى قبل الإطاحة بالرئيس مرسي. "في مايو 2013، على سبيل المثال، الشيخ يوسف القرضاوي دعى المسلمين السّنة للانضمام للحرب في سوريا.. وفي الشهر التالي، أعلن مكتب الرئيس المعزول أن المصرين العائدين من سوريا لن يتم اعتقالهم، ثم حضر مرسي مظاهرة في استاد القاهرة، بجانب عدد من الشيوخ المتشددين الذين يؤيدون الجهاد في سوريا". تراجر ذكر أن تقرير موقع "إضاءات" يشير إلى أن عدد المصريين المقاتلين في سوريا قد تضاعف بعد رحيل مرسي، كما أنه يشير إلى ثلاثة عوامل لها علاقة بالحملة التي تشنها الحكومة المصرية على الإسلاميين. أولا: العنف الذي اتسمت به فترة ما بعد الإطاحة بمرسي، والذي أدى إلى سجن الآلاف من أنصار الرئيس المعزول، قد أقنع العديد من شباب الجماعة بأن العنف المضاد هو خيارهم الوحيد. ثانيا: تعطل عمل سلسلة الأوامر الهرمية المعروفة داخل الجماعة قد عرقلت قادة "الحرس القديم" للجماعة، الذين يؤمنون بأن العنف هو هزيمة ذاتية. ثالثا: العديد من شباب الإخوان المسلمين قد تم سجنهم لفترات، حيث تم تلقينهم من قبل الجهاديين. وأوضح الكاتب أن الحملة التي تشنها الحكومة المصرية على الإسلاميين قد أسهمت في تطرف جماعة الإخوان المسلمين، ولكنها أيضا تمنع العديد من المصريين الذين يقاتلون في سوريا من العودة إلى ديارهم.