بعد ما يقرب من ستة أشهر على ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس الإسلامي المعزول - المتهم بالعمالة والتخابر - محمد مرسي، ما زالت المشكلات والانقسامات الرئيسية للصراع السياسي الداخلي بمصر لم تُحلّ بعد. وقال "إريك تراجر" - الزميل بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى - إن الجنرالات الذين أطاحوا بالرئيس الإخواني "مرسي" منخرطون في صراع وجودي مع جماعة الإخوان المسلمين، وباتوا يرون أنه من الضروري تدمير الإخوان من خلال تصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي، أو في المقابل عودة الإخوان إلى السلطة والإطاحة بالحكام الجدد. وفي هذه الأثناء، استخدم الجهاديون المزروعين في سيناء الصحراوية المنعدم بها القانون، عزل "مرسي" كذريعة لتكثيف عنفهم وهجماتهم على نحو متزايد ضد أهدافٍ غرب قناة السويس. واستهل "تراجر" مقاله - في مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية - موضحًا ان الإئتلاف الذى وقف ضد "مرسي" وسعى إلى ديمقراطية حقيقية، ورفض هيمنة الإخوان على السلطة، يعاني الآن من معارضة داخلية، وهو ما بات واضحا بعد اعتقال عدد من القادة الشباب الذين كانوا أيقونات ثورة يناير 2011. ورأى الباحث الأمريكي الشهير أنه رغم ذلك تمضي مصر - ما بعد "مرسي" - قُدما نحو الديمقراطية، على الأقل من الناحية الفنية من خلال مشروع الدستور الجديد المقرر الاستفتاء عليه في منتصف يناير الجاري. وأشار "تراجر" إلى أن مصر الآن أشبه ببرميل بارود ملتهب يمكن أن يشتعل بأقل شرارة من شأنها أن تعرقل العملية السياسية، وأن تحوّل الاضطرابات العرضية إلى حالة من عدم الاستقرار الحاد، وهنا عدد من العوامل يمكن أن تكون هي الشرارة التي تفجّر البلاد: