روى أحمد المغير، الكادر الإخواني الشاب، في تدوينة كتبها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، شهادته عن اعتصام رابعة العدوية، كونه أحد المشاركين فيه، مبيّنًا أنه كان مسلحًا، وأنه لولا "الخيانة"، بحسب وصفه، لتمكن من صد قوات الداخلية والجيش. ويقول المغير: "في السطور الجاية أنا هحكي لأول مرة عن رابعة اللي أنا حضرتها يوم 14-8-2013، حكاية متحكتش من آلاف الحكايات بس حكاية مختلفة تماما، حكاية نقطة مضيئة وسط عتمة الدخان وأزيز الرصاص يومها، حكاية غيرت حياتي للأبد، وما زالت بتغير كل ما بفتكرها، حكاية (سرية طيبة مول)". وتابع: "نبدأ باسم الله.. هل اعتصام رابعة كان مسلح؟.. الإجابة ممكن تكون صادمة للكثيرين: أيوه كان مسلح...أو مفترض إنه كان مسلح، ثواني بس عشان اللي افتكر إنه كان مسلح بالإيمان أو عزيمة الشباب أو حتى العصيان الخشب، لأ اللي بتكلم عليه الأسلحة النارية كلاشات وطبنجات وخرطوش وقنابل يدوية وملوتوف، ويمكن أكتر من كدة، كان فيه سلاح في رابعة كافي أنه يصد الداخلية ويمكن الجيش كمان، إلا أن قبل (المجزرة) بيومين كان 90% من السلاح ده خارج رابعة، خرج بخيانة من أحد المسؤولين من (إخوانا اللي فوق)، بس دي قصة تانية هحكيها في يوم تاني إن شاء الله". واستطرد: "طيبة مول....المكان ده كان عارفينه أهل رابعة على إنه المكان اللي ورا طيبة مول المطل على شارع أنور المفتي، المكان ده كان مميز جدا وكان مشهور على إنه مكان إقامة (الجهاديين)، مكان بيرفض الظلم وبينصر المظلوم وبيقول الحق، الحق كله مش جزء منه وبيعلن مواجهة عقائدية سليمة بين حق وباطل لا ديمقراطية ولا تعددية ولا حزبية ولا الكلام ده كله، رجالة أو (سرية طيبة مول) ليهم حكايتهم الخاصة هما كمان، وغالبًا هيفضلوا مجهولين للأبد في الأرض، لكن حسبهم أن الله يعرفهم في السماء". أضاف: "قبل (المجزرة) بأيام، كان تقريبا فيه كل يوم إشاعة عن الفض، كانت حرب نفسية عشان لما يجي يوم الفض نفسه الكل يبقى مسترخي ويفتكرها إشاعة كالعادة، زي ما قلت من شوية معظم السلاح في رابعة كان تم إخراجه بخيانة حصلت، ولم يتبق إلا سلاح (سرية طيبة مول) اللي كانوا جايبينه بفلوسهم الخاصة، ومكنش لحد سلطان عليهم إلا الله، بعد شوية هتعرف إن الاعتصام ده لم يكن بالإمكان فضه لو كان سلاحه فضل فيه بس الهزيمة كانت من الخونة داخلنا...وما زالت". وأردف: "يوم الفض كنت موجود مع (شباب طيبة مول)، مكنتش شخصيا مسلح، ولا عارف أي حاجة أكتر من إن فيه سلاح، وإن مفروض في خطة مواجهة إذا حصل اقتحام، الساعة 6 صباحا تقريبا، بدأ الاقتحام من جهة شارع أنور المفتي، وشارع الاتوستراد من جهة طيبة مول، 5 دقائق غاز، وبعدها بدأ الرصاص الحي مباشرة، انهارت خطوط الدفاع اللي الإخوان كانوا مسؤولين عنها طبعا خلال ربع ساعة، الخطوط اللي اتسحب سلاحها قبلها بيومين، واتسابت في مواجهة ظالمة جدا، بدأ (الشباب في طيبة مول) بالرد على الرصاص برصاص، كنا متحصنين في المبنى اللي وراء طيبة مول، القوات مقدرتش تقتحم النقطة بتاعتنا، لكنها اكتسحت أنور المفتي والأتوستراد وبدأت تتقدم واحنا في النص، مع كل دقيقة الحصار بيطوقنا، والشباب بيجري كله ناحية المنصة والغاز والرصاص في كل مكان، في لحظات تشعر فيها فعلا إن القلوب بلغت الحناجر، وتبدأ تفكر بشكل تلقائي إنك تمشي مع الجموع حتى لو بدون خطة واضحة ، وحدهم شباب طيبة مول ثابتين جدا ومتوزعين بيقاوموا بكل قوة غير عابئين باللي بيحصل ، الحصار قرب يبقه كامل والكل بيجري، بدأت أكلم الشباب إننا هنتحاصر، ولازم نتحرك فورًا، فأقابل بابتسامة وثبات عجيب، بصيت باتجاه المنصة وهممت إني أسيبهم وأمشي، لكن التفت ورايا وشفت منظر لا يمكن أنساه ابدًا، اللي ماسك آلي واللي ماسك خرطوش، واللي بيغسل وش الشباب بالخل، واللي بيولع مولوتوف، فقلت لنفسي أنا مش ممكن أبدا هقدر أبص في المراية بعد النهاردة لو سبت الشباب دول ومشيت، وقررت أرجع وأفضل معاهم، ويكون مصيري من مصيرهم، حزمت قراري ورجعت تاني للمكان اللي كنت فيه، وأنا موقن إن ده قرار موتي، اللي ذهلت في نهاية اليوم إن ده كان قرار حياتي، وإني لو كنت اتحركت ناحية المنصة كنت هكون قتيل أو أسير، الشيء اللي هزني تماما وخلاني أعيد التفكير في كل شيء في حياتي وآخد طريقي اللي أنا فيه النهاردة". واختتم: "بعد عشر دقائق اتحاصرنا بالكامل وأيقنت النهاية، فكلمت والدتي ووالدي أودعهم وأحكي ليهم اللحظات الأخيرة ليا.. وللحديث بقية".