(1) "الحياة مثل ركوب الدراجة لا بد من الاستمرار في الحركة كي تحافظ على اتزانك"، هذه نصيحة أينشتاين لمن أراد أن يحيا مثله، رجل قلق، يحب الدين ويمارس طقوسه عكس والديه، ثم يتمرد على تعاليمه، يستمد من موسيقى موتسارت حيوية وصفاء، ويكره عسكرة الموسيقى، أن يمشي رجل بانتظام بموازاة النغمة، يصيح داخل نفسه لا أريد أن أصبح مثل هؤلاء التعساء!. اشتراكي يتحول لتقديس الفرد وحريته، يقدس التحرر من السلطة، ويطالب بتدريس تاريخ أولئك الذين لهم أحكامهم و رؤاهم المستقل. يحل معادلات الرياضيات الصعبة وهو يعزف الكمان، يعتبر الخيال أهم من المعرفة، يتقمص أفكاره المستقبلية على هيئة صور، واثق من قدراته، يتفق مع زوجته بعد استحالة العشرة بينهما على الطلاق، على أن تأخذ نصيبها من صفقة الطلاق وقت حصوله على نوبل، الجائزة تأخرت 17 عاما عن الطلاق ، كان متأكدا من نيل المال والمجد، وانتظرت الزوجة ونالت ما انتظرت. زويل أيضا مثل أينشتاين امتلك القدرة على الحركة العلمية الدائمة حتى الموت، الإيمان والثقة بقدرة البشر على الإنجاز، حصد نوبل وكان يستعد للثانية، تمتع بالخيال، فهو ها الرجل الذي رأي في خياله قبل التلسكوبات والمجاهر حركة الجزيئات في زمن اسمه الفيمتو ثانية، أي مليون مليار جزء من الثانية ،والنسبة بين الثانية والفيمتو. ثانية كالنسبة بين الثانية و32 مليون سنة يحب أم كلثوم، ويحتفظ بشاربه إلى ما بعد نوبل!. (2) نسبية أينشتاين وتمرده الحاد، وتماهيه مع الفرد ومكاسبه، واستقلاله، وصفة نقلت تفكيره من نخبوية المعامل إلى شعبوية الشارع الغربي، الرجل الذي يرفض رئاسة إسرائيل، ويجاهر بسخطه من الحرب، وتتحمل الثقافة الغربية في سياقه الزمني موقفه المغاير للدين. زويل وجد في نوبل طريقا آخر لقلوب أبناء مجتمعه الزراعي؛ أب عائد من مجد علمي، يعلق الناس عليه مهمة نقلهم في عجلة الزمن للمستقبل، وجد نفسه فجأة بجوار لاعبي الكرة ممن اعتادوا دخول قصور الرئاسة بعد البطولات القارية، مفردة مشرفة في كلمات الأغاني، دولة بكامله تنتظر روشتة علاجه، ولم لا وهو طبيب الأرياف المرتدي للبالطو الأبيض، من يحتفظ في حقيبته "السامسونايت" بحقن وعقاقير لكل أنواع المشكلات الطارئة، ويقف على طريقة توفيق الحكيم بجوار العمدة، والمأمور ومهندس الري في أحداث روايات الثلاثينات الكبرى!. توكل له مهمة إنقاذ التعليم، ثم قيادة جيل منتظر من العلماء، وهي تمنيات نابعة من عقل أبوي ينتظر ملهما في العلم كما السياسة. لا مجال هنا للتراجع، أو التفكير لحظة في أن هذا الرجل الفذ، يظل فردا فذا في مجال واحد ضمن منظومة كبرى. ولم يكن هو في يوم من الأيام من مهامه تدشين منظومة كبرى، بل الإنجاز الفردي في مجتمعات تحترم الفرد وتتمرد على القطيع. هنا وجد زويل بيئة أخرى، سلطة تمسك بزمام العلم، وتقوده إلى دولاب البروباجاندا.. وهو البطل. من لقاءات مبارك إلى مسابقات الأغاني. ويستمر في الحركة حتى تأتي يناير، فيقنعه سماسرة الآباء الملهمين بالترشح كرئيس، وحين يرجع عن قراره، ويحلم بموقعه القديم بجوار السلطة، يبتذله الخصوم الإسلامجية، ويعلقون على كتفيه معاول هدم كرسي رئيسهم الغائب. زويل ضحية ازدواجية، تمرد في المختبر، واستكان خارجه، نبغ كفرد، واستسلم لشعبوية الجموع، حتى حينما دعي لإسرائيل لم يرفضها ولم يقبلها كواقع، عاد لمنطق المختبر وقال إنه رجل علم حاور علماء لا علاقة له بالسياسة. عاش أينشتاين منكوش الشعر يتحدى السلطة و النمطية وعقل الجموع، وعاش زويل بشارب محفوف يستمع لأم كلثوم ويهوى السلطة، ويعظ مكتفيا بالرضا ولمعان العيون. وكلاهما لم يتوقف عن الحركة ولم ينزل من الدراجة.