عندما نتحدث عن محافظة المنوفية يصبح الكلام مختلفًا وله طابعا خاصا، فنحن بصدد إقليم اشتهر أهله بطبائع وصفات جعلته مميزًا ومعروفًا على المستوى الداخلي، وعلى المستوى الخارجي أيضًا، إذن فكلمة "منوفي" تعني أنك بصدد مواطن مصري يحمل بعض الصفات الإضافية، هذه الصفات جاءت أغلبها سلبية مثل (البخل – عدم الوفاء – الانتهازية)، إلا أن هذا الكلام غير صحيح لأننا مؤمنين بمقولة "كل مكان فيه الحلو والوحش"، ولذلك وجب علينا التوضيح وعرض بعض المميزات التي قد تغير فكرتك عن "المنافية" وتزيد من احترامك لهم: المنوفي حريص مش بخيل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي نشأ فيها المواطن المنوفي من فقر وضيق في الرقعة الزراعية، دفعته إلى تعويض ذلك بالحرص، الأمر الذي اعتبره البعض بخلًا، وهنا يجب أن نوضح أن الحرص مطلوب خاصة في مثل الظروف الاقتصادية التي نعيشها، كما أن المنوفي لا يهتم بالمظاهر على الإطلاق، وأن تكون حريصًا هذا معناه أنك في منطقة الوسط ما بين البخل والإسراف، إذن فالحرص فضيلة. المنوفي شاطر مش انتهازي البعض يصف المنايفة بأنهم انتهازيين أو وصوليين، وفي الحقيقة أن المواطن المنوفي نظرًا للظروف الصعبة التي نشأ عليها فإنه يرى أن الفرص في الحياة لا تأتي كثيرًا فلذلك يسعى دائما لاقتناص أول فرصة تأتيه ولا يفرط فيها أبدًا، وذلك ما جعل المنايفة في الصدارة في كل المجالات والمناصب من رئاسة الجمهورية والحكومة والنواب والنقابات والجيش والشرطة. المنوفي حقاني مش خاين هناك مثل يتهم المنايفة بالخيانة ولكن حقيقة الأمر أن أصل الحكاية توحي بالفخر، فالمثل يعود إلى العصر المملوكي، حين تعدى مملوك على زميله بالضرب حتى قتله، فرآه رجل من المنوفية، تحديدًا من مدينة منوف، في ذلك الوقت، فأراد القاتل المملوكي أن يرشيه حتى لا يكشف سره، فظل يطعمه من لحوم الغنم والإبل، واتفق معه على ألا يشهد ضده في جلسة الحكم التي سيقاضى فيها المملوكي القاتل، وجاء يوم محاكمة المملوكي أمام القاضي، فطلب القاضي من المنوفي أن يحلف اليمين على قول الحق، فأجابه واعترف على المملوكي القاتل وسرد كل ما حدث بالضبط، فصاح المملوكي بوجهه: «ألم نتفق سويًا»، فرد عليه المنوفي: «يارجل أأشهد بقول الزور وأعتق رقبتك من النار وأدخل أنا بشهادة الزور النار»، فأطلق الرجل الجملة في المحكمة «المنوفي لا يلوفي ولو أكل لحم الكتوفي». المنوفي يستثمر في العلم معروف لدى الجميع أن محافظة بها أعلى نسبة تعليم على مستوى الجمهورية، ويعود الأمر لاهتمام "المنايفة" بالتعليم بداية من "الكتاتيب" وحتى التعليم العالي وما بعده، لأن المواطن المنوفي دائما ما يفضل استثمار أمواله في التعليم معتبرًا أنه أفضل انواع الاستثمار، وقد ظهر ذلك واضحًا في نتيجة أوائل الجمهورية بالثانوية العامة، حيث حصلت المنوفية على نصيب الأسد وضمت 12 من الأوائل. احترمه عشان هيوصل من كل ما ذكر مسبقًا نصل إلى معلومة مؤكدة، وهي أن المنوفي بحرصه وشطارته وعلمه سيصل في النهاية إلى حيث يريد ويرغب، ومن هنا وجب على كل مصري يعمل بجواره شخصًا منوفيًا أن يحترمه ويقدره ويتقرب من قدر المستطاع، فلربما تمر الأيام ويصبح هذا المنوفي رئيسًا للجمهورية أو على الأقل وزيرًا.