هكذا اعتذر نتنياهو ل«الفلسطينيين»: «هدم منازل واعتقالات ورصاص واقتحام للأقصى»

هدم المنازل واستهداف المدنيين بالاغتيالات والاعتقالات..كانت هذه التحركات على الأرض من قبل قوات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، في وقت كانت تنقل فيه وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خطاب ألقاه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال بالإنجليزية لا العبرية، قدم فيه ما أسماه "اعتذارا" للفلسطينيين بعد غضبهم من كلمة سابقة ألقاها قبل أيام شن فيها هجومًا عنصريًا على عرب 48.
ودعا "نتنياهو" الفلسطينيين للمشاركة بكثافة في المجتمع الإسرائيلي، مفتتحًا خطابه بالتحية باللغة العربية لعرب 48، مضيفًا أن هجومه لم يكن هم الهدف منه، وإنما حزبًا سياسيًا محددًا، في إشارة للائحة العربية الموحدة التي شكلتها الأحزاب العربية بالكنيست، لكن عددًا كبيرًا من الأشخاص شعروا بالاستياء بشكل يمكن تفهمه".
وأضاف "أطلب اليوم من عرب 48 المشاركة في مجتمعنا بكثافة والعمل بكثافة والدراسة بكثافة والازدهار بكثافة".
ويشكل عرب 48 حوالي 18% من مجموع السكان، وحصلت الأحزاب العربية في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية على 13 مقعدًا، وأصبحت تشكل القوة الثالثة بالكنيست.
اعتذار نتنياهو تم ترجمته على أرض الواقع بمزيد من الاعتقالات والاعتداءات على الفلسطينيين، فقد أقدمت تل أبيب على هدم 15 منزلًا ومنشأة فلسطينية بالقدس ومنطقة قلنديا أمس، وقالت الخارجية الفلسطينية: إن "حكومة نتنياهو تواصل حربها على الوجود الفلسطيني"
وأضافت أن ما تقوم به القوات الإسرائيلية يمثل استمرارًا للسياسة الاستعمارية التهويدية الهادفة إلى تفريغ القدس من سكانها الفلسطينيين، وترحيلهم عنها وإحلال المستوطنين مكانهم، وصولًا إلى إغلاق الباب أمام أية فرصة لتحقيق سلام عادل.
وأشارت إلى أن حكومة نتنياهو تواصل حربها على الوجود الفلسطيني في القدس ومحيطها، بهدف استكمال مخططات تهويدها من خلال محاولة اقتلاع أكبر عدد ممكن من المواطنين المقدسيين، عبر العديد من الإجراءات القمعية مثل سحب الهويات، وهدم المنازل، والإبعاد وفرض الضرائب الباهظة عليهم، والاعتقالات والإعدامات الميدانية.
في السياق نفسه، كشف مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" عن أن سلطات الاحتلال منعت 730 مواطنًا فلسطينيًا من السفر عبر معبر الكرامة من مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية بحجج وذرائع أمنية من بينهم 128 امرأة، أي ما معدله 175 حالة شهريًا، وذلك خلال النصف الأول من العام الجاري 2016.
وفي مخيم الأمعري الفلسطيني، أصيب فجر اليوم 3 شبان بالرصاص الحي، خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال عقب اقتحام المخيم، واقتحم الجيش الإسرائيلي المخيم فجرًا، فتصدى لها شبان المخيم بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما أطلقت القوات الأسرائيلية الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط نحو الشبان، إضافة إلى اعتقال فجر اليوم 3 مواطنين من الخليل ومداهمة منازلهم.
كما أصيب العشرات من الشبان مساء أمس الاثنين بالأعيرة المطاطية وبحالات اختناق خلال مواجهات في قرية أبو ديس، شرق مدينة القدس.
كما تزامن الأمر مع اقتحام عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من باب المغاربة بمجموعات صغيرة ومتتالية، وبحراسة معززة ومشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
في المقابل عقَّب أحمد الطيبي -البرلماني العربي بالكنيست - على "اعتذار" نتنياهو قائلًا في سخرية: إن "هذا التوجه المؤثر لرئيس الحكومة نتنياهو للمواطنين العرب باللغة الإنجليزية يثير السخرية ويطرح علامات سؤال حول الخلفية للخطاب، نتنياهو لم يعتذر عن أقواله العنصرية التي أطلقها في يوم الانتخابات العام الفائت، بل يعتذر عن الفهم الخاطئ لأقواله".
واستكمل الطيبي "نتنياهو شخصيًا وحكومته هم من يتحملون مسؤولية الفجوة الكبيرة بين البلدات العربية واليهودية، وهو ذاته الذي يتباهى بتنفيذ أوامر الهدم بدلًا من المشاركة الحقيقية والمساواة، وهو الذي بادر لسن قوانين عنصرية آخرها قانون طرد النواب العرب وقانون الجمعيات والتحريض على الجماهير العربية".