شدَّد المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء على أهمية الدور الذي يضطلع به اتحاد المحامين العرب في دعم أواصر التعاون العربي المشترك لمواجهة كافة التحديات والمخاطر التي تتهدد العالم العربي، وتعزيز التعاون والتكامل بين المجتمعات العربية وإرساء قيم الحق والعدل بين الشعوب. جاء ذلك في الكلمة التي وجهها إسماعيل - اليوم الخميس - خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المكتب الدائم للاتحاد، والتي تعقد على مدى ثلاثة أيام برعايته بمدينة شرم الشيخ، تحت شعار "من أجل محامٍ عربي قادر على مكافحة الفساد ومواجهة الإرهاب"، والتي ألقاها بالإنابة عنه المستشار حسام عبد الرحيم وزير العدل. وأشار رئيس الوزراء إلى ضرورة الاهتمام بحسن إعداد الكوادر البشرية وضبط وأدائها لتحقيق النهضة المأمولة في العالم العربي، وبما يضع الأمة في مكانتها اللائقة بين الأمم والشعوب، مؤكِّدًا أهمية الحرص على مكافحة الفساد المالي والإداري لما يمثله من عوائق في طريق التنمية والتحول الديمقراطي والاجتماعي. وأضاف أنَّ مكافحة الفساد تمثل واجبًا وطنيًّا لجميع المواطنين العرب، وأنَّه ينبغي على الأجهزة الأمنية أن تبذل أقصى الجهود لمكافحته وإعلاء قيم الشفافية والنزاهة. وأكَّد إسماعيل أهمية تكثيف التعاون العربي المشترك لمواجهة الإرهاب الذي يهدد الأمن القومي العربي، وبات يهدد المواطنين الأبرياء، على نحو يحتم بلورة رؤية جديدة لمواجهة تلك الظاهرة. من جانبه، ندَّد سامح عاشور نقيب المحامين، رئيس اتحاد المحامين العرب، بالجرائم الإرهابية في العديد من الأقطار العربية، داعيًّا إلى ضرورة وضع أطر قانونية جديدة في مواجهة جرائم الإرهاب، مؤكِّدًا أنَّ من يحمل السلاح ضد وطنه وأمته لا يمكن أن يكافأ وأن يحظى بذات الضمانات القانونية المتوفرة للمتهمين في القضايا العادية، بحيث تكون هناك إجراءات خاصة لمواجهة مرتكبي تلك الجرائم التي تهدف إلى تدمير المجتمعات العربية. ودعا عاشور إلى ضرورة إجراء مصالحات والتوصل إلى حلول سياسية للحروب الأهلية داخل العديد من الأقطار العربية، وعدم إتاحة الفرصة لأعداء الأمة العربية من الخارج الذين يحرصون على استمرار القتال داخل الأقطار العربية على هذا النحو بما يحقق أهدافهم في الإضرار بحاضر ومستقبل الأمة العربية. وقال إنَّه آن الآوان لأن يعود المقعد السوري مرة أخرى إلى جامعة الدول العربية، وأن يرفرف العلم السوري أعلى الجامعة، مشيرًا إلى ضرورة أن يمثل سوريا واليمن والعراق وليبيا من تريد شعوب تلك الدول أن يكون ممثلها في الجامعة العربية. وأعرب عاشور عن قلقه من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو للعديد من الدول الإفريقية مؤخرًا، مؤكِّدًا أهمية استعادة التعاون العربي الإفريقي، وعدم السماح لإسرائيل بالتغلغل داخل إفريقيا على نحو يحمل أضرارًا بالأقطار العربية. من جهته، أكَّد عبد اللطيف بوعشرين الأمين العام للاتحاد ضرورة العمل على دعم أواصر الوحدة والتضامن العربي، والعمل على إيجاد أكبر قدر ممكن من التوافق بشأن القضايا العربية المصيرية، مشيرًا في ذات الوقت إلى أهمية أن يعي المواطن العربي مسؤوليته في القضاء على الإرهاب والفساد وتحسين البنية التحتية لبلاده. وحذَّر بوعشرين من المخاطر الخارجية التي تهدف إلى تجزئة وتفتيت الأقطار العربية، موضِّحًا أنَّ التدخلات الخارجية في الشأن العربي تحت زعم حل مشكلاته إنَّما تهدف إلى الإضرار به وفقًا لأجندتهم على حساب المصالح العربية. ويناقش المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب - خلال اجتماعاته - عددًا من القضايا السياسية في العالم العربي، وكذلك القضايا التي تعنى بمهنة المحاماة وحقوق الإنسان ودعم مسيرة الديمقراطية وأوجه التعاون العربي المشترك.