أعاد الاعتداء الإرهابي الذي شهدته مدينة "نيس" الفرنسية (جنوب)، الليلة الماضية، إلى الأذهان الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العديد من المدن والعواصم الأوروبية، التي أودت بحياة كثيرين رغم اختلاف أساليبها ومنفذيها، منذ 2004. وتعرضت العاصمة الإسبانية مدريد في 11 مارس 2004، لسلسلة هجمات إرهابية استهدفت 3 قطارات بالمدينة وأودت بحياة 191 شخصًا وجرح نحو ألفين آخرين، تبناها تنظيم القاعدة، واعتبرت من أكثر الهجمات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفي 7 يوليو 2005، قتل 56 شخصًا وجرح 700 آخرين، في هجمات إرهابية نفذها 4 مسلحين، استهدفت حافلات بالعاصمة البريطانية لندن، وتبنى الهجوم حينها تنظيم القاعدة. ولقي 77 شخصًا حتفهم، وأصيب أكثر من 200 آخرين، في هجومين إرهابيين نفذهما المتطرف، "أندرس بهرنغ بريفيك"، بالنرويج، في 22 يوليو 2011. وشهدت العاصمة الفرنسية باريس، في يناير 2015، أحداث عنف امتدت لثلاثة أيام بدأت في السابع من ذلك الشهر باقتحام مقر مجلة "شارلي إبدو"، التي اعتادت نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (عليه السلام)، وانتهت باحتجاز رهائن على يد مواطن فرنسي مالي يدعى "أميدي كوليبالي" في متجر للأطعمة اليهودية. وأسفرت الأحداث عن مقتل 17 شخصا إضافة إلى منفذي الهجمات، وهم "كوليبالي"، والأخوين " سعيد وشريف كواتشي" اللذان نفذا الهجوم على المجلة. واهتزت العاصمة الفرنسية باريس، يوم 13 نوفمبر 2015، على وقع سلسلة هجمات إرهابية أودت بحياة 130 شخصًا، وإصابة 368 آخرين بجروح، وتبنى الهجمات حينها تنظيم "داعش". وفي 22 مارس 2016، تعرضت محطة "ميلبيك" لقطار الأنفاق، ومطار "زافينتيم"، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، لهجمات تبناها "داعش"، أسفرت عن مقتل 32 شخصًا، وإصابة 270 آخرين. وفي وقت متأخر من مساء أمس الخميس، دهس سائق شاحنة، حشدًا من الناس تجمعوا لمشاهدة الألعاب النارية خلال الاحتفالات بالعيد الوطني بمدينة نيس الواقعة جنوبيفرنسا قبل أن تتمكن الشرطة من قتله، وتسبب الاعتداء في مقتل 84 شخصًا وإصابة 150 شخصا 18 منهم حالتهم خطيرة، في حصيلة أولية، حسب إحصائية وكالة الأناضول للأنباء.