أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأربعاء، عن رغبة روسيا في فهم قرارات حلف شمال الأطلسي، التي نتجت عن قمة الحلف الأخيرة في وارسو، مشيرا إلى أن التعليقات العامة في هذا الشأن ليست مشجعة. وقال لافروف في مؤتمر صحفي في العاصمة الكازاخية أستانا "أولا وقبل كل شيء، نحن نريد أن نفهم تفسير الناتو للقرارات التي اعتمدت خلال قمة في وارسو، ما سمعناه بشكل تعليقات عامة، بالطبع، لا تسر، وتسود رغبة في الحفاظ على الصورة المصطنعة للعدو من أجل المطالبة بوحدة الصفوف وتوحيد المواقف على هذا الأساس". وأكد أن روسيا مستعدة للتعاون مع الناتو في إطار المعاهدة الأساسية بين روسيا والحلف، معربًا عن أمل بلاده في أن الحلف سيستند في تحركاته على الاتفاقيات الموجودة في إطار المعاهدة الأساسية للعلاقة بين الطرفين، منوهًا إلى أن روسيا جاهزة لمثل هذا النهج. وأضاف وزير الخارجية الروسي أنه يتوجب على الناتو اتخاذ خطوات لإنعاش التعاون مع روسيا، لأن موسكو ليست هي من جمد العمل بالاتفاقيات المبرمة مع الحلف. وقال في سياق حديثه، حول اجتماع مجلس "روسيا – الناتو"، المنعقد اليوم في بروكسل: "فيما يخص العلاقات طويلة الأمد مع حلف الناتو، تعلمون ليس نحن من جمد اتفاقيات التعاون في مجال محاربة الإرهاب، ولسنا نحن من جمد جميع التعاون لدعم قوات الأمن الأفغانية، ولسنا نحن من أوقف جميع أشكال التعاون بين روسيا وحلف شمال الأطلسي". وأعلنت روسيا قلقها من أعمال القمة الأخيرة لحلف الناتو، التي استضافتها العاصمة البولندية وارسو، يومي 8 و9 يوليو الجاري، والتي ركزت على تعزيز الحضور العسكري في أوروبا الشرقية ومنطقة البلطيق، وهو الأمر الذي يشكل نقطة خلاف بين حلف الناتو وروسيا، لقناعة الأخيرة، بأنه يشكل تهديداً مباشرا على أمنها القومي الإستراتيجي. كما تجدر الإشارة إلى أن موسكو، أعلنت مرارا، بأن حلف الناتو يستفيد سياسيا من عملية المواجهة وتشويه صورة روسيا، لأن هذا أسهل له من الاعتراف بوجود مشاكل في نظام الأمن الأوروبي، والدليل على ذلك، تلك القرارات التي اتخذها الحلف خلال الأعوام الماضية، ومن بينها القرار حول تقدم الناتو نحو الشرق، والقرار الخاص بنشر عناصر نظام الدرع الصاروخية في أوروبا، ولذلك يقوم الحلف بتبرير ضرورة كبح روسيا وعدائه لها، من خلال تضخيمه للأساطير حول التهديدات القادمة إلى الدول الأعضاء في حلف الناتو من الشرق، وبالذات من قبل إيران والصين وروسيا. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ستقوم في سياق مناوبتها بنقل 5 حوامات من طراز "بلاك هوك" إلى لاتفيا لضمان الأمن في المنطقة، وذكر بيان بهذا الصدد أنه "خلال يومي الأربعاء والخميس سيتم نقل 5 مروحيات تابعة للقوات الجوية الأمريكية من ميناء ريغا إلى قاعدة ليلفارده للقوات الجوية". ودعماً لمبادرة "أوروبا القوية وعملية الأطلسي"، سيصل إلى لاتفيا أكثر من 60 جنديا من الكتيبة الثالثة، التابعة لفوج الطيران رقم 501، من الأفواج الجوية للولايات المتحدةالأمريكية، وخمس طائرات "بلاك هوك". وسيتدرب الجنود الأمريكيين جنبًا إلى جنب مع جنود القوات المسلحة اللاتفية للمشاركة في التدريبات العسكرية الدولية. وفي سياق المناوبات المخطط لها، تموضعت في لاتفيا 6 طائرات حوامة تابعة للولايات المتحدة، وأكثر من 70 جنديا. وفي سياق مبادرة "أوروبا القوية وعملية الأطلسي"، يتواجد حاليا في قاعدة "أداجس"، نحو 200 جندي من فرقة المشاة الثالثة للجيش الأمريكي، و9 دبابات من طراز "أبرامز"، و5 عربات مدرعة من طراز "برادلي"، والعديد من المعدات العسكرية الأخرى.