حدث ولا حرج عن جرائم الثأر التى لا تتفق مع شرع ولا قانون، ويحكمها القبلية والعصبية التى تحول مجتمعاتنا إلى غابة، يفتك فيها الفرد بغيره وإن كان لا ذنب له، فالثأر لا يعترف بعدالة القانون، أو اقتصار العقاب على القاتل وإن كان بأيدي الأفراد وليس الشرطة، بل يطال الثأر عائلة القاتل وينتقى أيًا من أبنائها خاصة أفضلهم علمًا ومكانة، إلا أننا بتنا نرى حمي الثأر تبلغ مدى الفجاجة بقتل أشخاص لا علاقة لهم بعائلتى القاتل والقتيل من الأساس، كان آخرهم مصرع أب ونجل أخيه، وإصابة طفله بالرصاص فى أسيوط، سبب "الثأر بالخطأ"، دفعوا حياتهم، ثمنًا لجرم وغل محمومين بداء الثأر اللعين. مذبحة خطأ آخر جرائم القتل بسبب الثأر بالخطأ، تلك التى وقعت خلال شهر رمضان، يوم 24 يونيو الماضى، وشهدت مقتل شخص ونجل أخيه، وإصابة طفله بالرصاص، فى قرية عرب الشنابله التابعة لمركز أبنوب فى أسيوط، بعد أن أطلقت عليهم عائلة النيران ظنا منهم أنه الشخص المقصود للثأر منه. وتبين خلال التحقيقات وجود خصومة بين "آل طعمة"، و"آل هيبة" راح ضحيتها، فلاح من آل هيبة، وموظف بمحكمة أبنوب من آل طعمة، وقرر مجموعة من العائلة الأخيرة، إعداد كمينا لقتل أحد أبناء عائلة (هيبة)، وترصدوا له بعد أن علموا أنه سيستقل دراجته البخارية بعد الإفطار لتوقيع الكشف الطبى على ابنه الطفل المريض بأبنوب. وبعد صلاة المغرب، استقل الجناة سيارة ربع نقل بقصد قتل هدفهم، وانتظروا فى المكان المحدد بين قريتى كوم المنصورة والشنابلة، وشاهد الجناة شخصا قادما يستقل دراجة بخارية ومعه طفلان، فاتجهوا إليه بالسيارة وأطلقوا وابلا من الأعيرة النارية نحوه، فسقط الأب قتيلا وأصيبا طفلاه بإصابات بالغة. وعاد الجناة إلى منازلهم ظنا منهم أنهم قتلوا الشخص المقصود، لكن سرعان ما علموا بقتل شخص آخر من عائلة أخرى، وهى عائلة (الزداينة) بذات القرية، وأنه كان متوجها والأطفال إلى مخبز بلدى خاصته بقرية بنى محمد بأبنوب، وأن المقصود قتله مر قبل وصولهم، وتم القبض على المتهمين والسائق والسيارة المستخدمة فى الجريمة وأحد الأشخاص ساعدهم. وأمرت النيابة العامة بحبسهم. قتلا ربة منزل بالخطأ بعد 11 سنة شهد شارع الثلاثينى بمنطقة الطالبية بالجيزة، هجوم مسلحان يستقلان دراجة نارية، على ربة منزل أثناء وقوفها بمحل حدايد وبويات ملك أبنائها أسفل منزلها، أمطراها بالرصاص وفرا هاربين، ظنًا منهما أنهما أخذا بالثأر من سيدة قتلت عمهما قبل 11 عامًا. وكشفت التحقيقات أن المجني عليها تدعي رجاء. ع، ربة منزل مصابة بطلقات نارية بالرأس، وأفاد أبنائها والشهود أنهم فوجئوا بشابين يستقلان دراجة بخارية أطلقا عليها الرصاص من طبنجة وفرد خرطوش فاردياها قتيلة أمام الجميع، ولكن بعد قرابة ساعة من وقوع الجريمة القي ضباط تأمين الطرق والمنافذ القبض على شابين يدعيان منصور. ص وبحوزته فرد خرطوش و6 طلقات و"محمد.ك.ب" 36 سنة بحوزته طبنجة و6 طلقات وخزنتين وكلاهما من محافظة أسيوط. وبمناقشتهما حول سبب حضورهما إلى المنطقة وحملهما السلاح اعترفا بحضورهما لقتل سيدة تدعي نجاه. ن انتقاما منها لقتل عمهما منذ 11 عاما بأسيوط وفرت هاربة وأنهما علما بوجودها بمنطقة الثلاثيني وقتلاها، إلا أنه تبين أن القتيلة ليست هى المقصودة وإنما تشبهها، وتبين أن المجنى عليها وجدودها من سكان الطالبية، ولم تعرف الطريق إلى أسيوط يومًا. مسجل خطر بريء شهد مركز البدرشين بالجيزة، جريمة ثأر بالخطأ، إذ أجمع 3 من عائلة واحدة على قتل مسجل خطر، ظنوا أنه شارك فى قتل عمهم قبل عامين، وعادوا للاحتفال وذبحوا «عجلاً» ووزعو لحمه على بعض الأهالى فى المنطقة، لكن بعد يومين تم القبض عليهم، وأخبرهم رئيس مباحث مركز البدرشين أن القتيل لا علاقة له ب«الثأر» وأنه كان محبوساً عندما انتهت حياة قريبهم قبل عامين. وتبين أن القضية ترجع بدايتها إلى فبراير 2011، بمقتل سائق توك توك يُدعى محمد، 18 سنة، بقرية المرازيق بالبدرشين؛ حيث توجّه يومها الضحية «محمد» بصحبة 3 أشخاص لتوصيلهم بجوار السكة الحديد فى وقت متأخر من الليل، وتغيّب عن المنزل قرابة 8 ساعات، وأثناء بحث أسرته عنه عثروا عليه جثة هامدة مصاباً بطلق خرطوش فى الرأس وملقى بجوار قضبان السكة الحديد ومسروق «التوك توك» وهاتفه المحمول. ودارت الأيام ولم يتوصل رجال المباحث إلى هوية القتلة، حتى تم القبض على تشكيل عصابى للسرقات، وسمع الأب أنهم اعترفوا بقتل سائق توك توك، فظن أنه نجله، لكن الضابط أخبروه أنهم قتلوا سائق توك توك آخر يُدعى إبراهيم وليس نجله، لكن الأب سلم نفسه للأقاويل وترصد للمتهمين حتى تم إخلاء سبيل أحدهم، وكلف نجله ونجل أخيه لقتله، وبالفعل اقتحم الشابين منزل صديق للمسجل خطر خلال تواجده، وأمطروه بالرصاص. وبعد القبض على المتهمين اتضح أن المجنى عليه عاطف "القتيل"، 32 سنة، مسجل شقى خطر، وسبق اتهامه فى 9 قضايا، لكنه ليس مرتكب واقعة قتل نجل الخفير وأنه قُتل خطأ، وأثبتت التحريات أنه كان محبوساً حين وقعت جريمة قتل سائق التوك توك فى فبراير 2011. قتل ثلاثى الأبعاد محافظة قنا شهدت أيضًا بحيرة من الدماء، بسبب ثأر بين عائلتى "عبد المطلب" و"العطلات"، طال بالخطأ طفلًا من عائلة "العمارنة"، دفعها هى الآخرى للدخول فى دائرة الثأر، ليقتل والد الطفل 7 اشخاص ويصيب 4 آخرين فى سرادق عزاء. وكان صراع الثأر فى بدايته بين عائلتى عبد المطلب والعطلات، وأطلقت العائلة الأولى النيران على العائلة الثانية منذ 10 سنوات، مما أدى إلى مصرع طفل صغير كان بصحبة والده داخل السوق، وتم القبض على الجناة، وقضت المحكمة بحبسهم 25 سنة، وتم عقد صلح بين عائلة المتهمين "عبد المطلب" وعائلة والد الطفل القتيل "العمارنة"، حتى أنهم دعوهم للمشاركة في الذكري السنوية لقتلاهم، لكن لم تمر سوي دقائق معدودة علي انتهاء المقرئ من تلاوة آيات الذكر الحكيم داخل سرادق العزاء، حتى فتح أيمن.ع,ح النيران بشكل عشوائي علي أفراد عائلة "عبد المطلب" مما أدي إلي مقتل 7 أشخاص وإصابة 4 آخرين بطلقات نارية بأنحاء متفرقة بالجسد وإصابة 3 آخرين بإغماءات وصدمات عصبية حادة من هول الحادث، ولم الأمر يتوقف عند هذا الحد بل وجدنا عائلات الضحايا ترفض تلقي العزاء كإعلان رسمي عن تفكيرها في الثأر من الجناة.