كتبت: مارينا ميلاد.. تصوير: حسام بكير ساعة من الوقت تستغرقها الرحلة من مدينة المنيا إلى «سمالوط» أحد مراكز محافظة المنيا.. طريق هادئ يمر على عدة قرى، تحمل تفاصيله مشاهد ريفية كما هي راسخة في الأذهان من الحكايات والأفلام، فلاح يحرث الأرض، وآ خر ينتقل ب«الحمار» بين الأراضي الزراعية، سيدات ترتدين جلاليب، وتجلسن أمام بيوتهن تتسامر ن أو تعدن الطعام، ينقطع هذا الهدوء تمامًا، تبقى الوشوش ذاتها حاضرة لتدل على هوية أصحابها، ولكن في مشاهد أخرى، وذلك لحين الوصول إلى سلم «جبل الطير». سلم من نحو 60 درجة تقريبًا، هو بمثابة «الحدود الفاصلة» التي تنقل صاعده إلى عالم آخر، يبدأ بتشكيلات أمنية تحيط زحام يجمع الكبير والصغير، يتبادلون في الصعود والهبوط من عليه، تُطلق السيدات الزغاريط، ويجد على جانبيه الشحاذين مكانًا لهم.. ينتهي إلى ساحة دير السيدة العذراء، الذي احتفل منذ أيام بذكرى دخول العائلة المقدسة أرض مصر لمدة أسبوع، كون هذا المكان هو أحد أهم النقاط التي مرت عليها العائلة في رحلتها، لم يقتصر مُريديه على أهل سمالوط والمنيا بل جميع محافظات مصر كافة، ولم يكن زيارته حكرًا على الأقباط بل اعتاد المسلمين أن يسبقوهم كل عام، ورغم مشقة صعود الجبل والزحام ودرجة الحرارة المرتفعة، كان هدفهم في الوصول لأخذ «البركة» يغلُب. تصميم الإنفوجراف: أحمد نايل صور| ذكرى رحلة العائلة المقدسة.. «باب رزق» للباعة و«الشحاتين» والآثار في طقوس تليق ب«المولد» - كما يطلقون عليه - تحتفل شوارع قرية دير جبل الطير، التي مرت بها العائلة المقدسة في القرن الأول الميلادي، بتلك الذكرى منذ ذلك الوقت وحتى الآن، وربما كانت تلك الطقوس غير ثابتة في البداية، لكن مع مرور الوقت تحولت إلى عادات سنوية لها قواعد تنظمها، وإن اختلفت تفاصيلها من فئة لأخرى، لكنها تشابهت في أن الجميع يبحث منها عن «الرزق».. للمزيد حوار| مطران سمالوط: نخدم المجتمع كله.. والقانون مقدم على الجلسات العرفية منذ دخول الزائر قرية دير جبل الطير في محافظة المنيا، يتردد على مسامعه اسم الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط، لكثرة حديث أهلها عن الخدمات التي تقدمها لهم المطرانية، والرؤية التي يطرحها لمشروعات تطوير المنطقة، فكان الانطباع الأول عنه أنه «ليس رجل دين وحسب، ولكن رجل يحسن جيدًا استغلال صلاحياته، وما تملكه المطرانية من أجل أن يكون للكنيسة دور مجتمعي وليس ديني فقط».. للمزيد فيديو| قريتان بنفس الاسم واحدة دون مساجد والأخرى بلا كنائس.. تعرف على قصتهما من لم يكن منياويًا (من محافظة المنيا)، أو ذهب إلى «سمالوط»، أحد مراكز المحافظة الواقع بها جبل الطير، في الغالب يعلم أن الأخير هو مكان واحد أو اسم قرية واحدة، لكن ما يتبيَّن عند الذهاب إلى هناك، أن قريتين تحملان نفس الاسم، وهما «قرية جبل الطير» و«قرية دير جبل الطير»، الأولى أسفل الجبل، والثانية أعلاه، ورغم أن اسميهما واحد، والمسافة بينهما لا تتجاوز 5 كيلو متر تقريبًا، فالحياة في كلتاهما تختلف.. للمزيد مستندات| تفاصيل تطوير موقع رحلة العائلة المقدسة بدير جبل الطير كشف أسامة وديع، مدير عام الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بمحافظة المنيا، تفاصيل مشروع تطوير الموقع السياحي لرحلة العائلة المقدسة بقرية دير جبل الطير في مركز سمالوط، قائلًا إن الهيئة بالتعاون مع محافظة المنيا، استطاعت أن تحصل على مبلغ 2 مليون و410 ألف جنيه من صندوق التنمية السياحية لهذا المشروع.. للمزيد بالوثائق| باحث في تاريخ «دير جبل الطير»: سكنها سحرة.. وهذه حقيقة من بناها إسحق الباجوشي، باحث بمعهد الدراسات القبطية، يجري منذ عام، بحثًا متعمقًا حول تاريخ دير السيدة العذراء بجبل الطير، بتكليف من الأنبا بفنوتيوس، أسقف سمالوط، الذي يريد عمل كتاب موثق ومتحف عما سيتم اكتشافه.. للمزيد