هدد والدا طالب جامعة كامبريدج، جوليو ريجيني، الذي تم العثور على جثته ملقاة على جانب الطريق الصحراوي وعليها علامات تعذيب وحشي ينسب غالبا إلى الشرطة، بنشر أكثر من 250 صورة لجسده المعذب بوحشية إذا لم تكثف بريطانياوإيطاليا والاتحاد الأوروبي ضغوطهم على القاهرة لكشف الحقيقة عن وفاته الغامضة، وذلك حسبما ذكرت صحيفة التليجراف البريطانية. كان "ريجيني"، 28 عامًا، يبحث في أمور اتحادات العمال المستقلة في مصر كجزء من أطروحته للدكتوراه في جامعة كامبريدج، واختفى في يوم 25 يناير الماضي وتم العثور على جثته على جانب الطريق الصحراوي بعد اختفائه بأسبوع. وعند الكشف عليه تبين تشوه جسده، ووجود علامات تدل على تعذيبه بوحشية على مدار عدة أيام، ووجود آثار لحروق سجائر على مختلف أنحاء جسده، وكان وزير الداخلية الإيطالي قال، في مارس الماضي: "تشريح الجثة ينبئنا بأننا نتعامل مع شيء وحشي وغير آدمي". وذكرت والدة ريجيني باولا أن جثة ابنها كانت مشوهة للغاية لدرجة أنها لم تستطع التعرف سوى على أنف ابنها، واتهمت هي وزوجها كلوديو ريجيني، السلطات المصرية بالفشل في التعاون مع السلطات الإيطالية في التحقيق في وفاة ابنهما، ويخافان من توقف التحقيقات وتقييدها ضد مجهول. كان الزوجان سافرا إلى بروكسل لدعوة البرلمان الأوروبي للضغط على القاهرة، لمعرفة كيف تم اغتيال ابنهما ولماذا. وقالت باولا ريجيني: "لدينا مجلد من 266 صورة تشرح ماذا حدث لجوليو بالتفصيل، ويعد هذا المجلد دليلًا واسعًا على كيفية وقوع التعذيب في مصر، ونحن لا نريد عرضهم علانية لأنها ستدل على أننا وصلنا إلى أدنى مستوى في علاقتنا بمصر، ولكن ريجيني كان مواطنًا في الاتحاد الأوروبي، الذي يجب عليه السعي من أجل إيجاد الحقيقة". وقال والدا ريجيني، في زيارة إلى بروكسل يوم الأربعاء: "تستطيع دول الاتحاد الأوروبي سحب سفرائها من القاهرة، قطع الصلات التجارية والدفاعية مع مصر، وإعلان الدولة مكانًا غير آمن للسياح، وذلك في وسائل ضغط على الحكومة المصرية للتحقيق في حادثة وفاة جوليو ريجيني بشكل مستقيم، ويجب على دول الاتحاد الأوروبي مراقبة محاكمات نشطاء حقوق الإنسان والمحامين والصحفيين الذين يدافعون عن الحرية في مصر، وأي مواطن مصري يعرف معلومات عن حادثة مقتل ولدنا سوف يعرض عليه تأشيرة سفر إلى إيطاليا وحمايته هناك". وأضافت باولا: "لا يجب على إيطاليا أن تعتبر مصر دولة صديقة بعد الآن، فأنت لا تقتل أبناء أصدقائك، والجميع حولي يسألني ما الذي تفعله الحكومة الإيطالية، وما الذي يفعله الاتحاد الأوروبي، لقد أحيينا ذكرى ريجيني بما فيه الكفاية، ونحن الآن بحاجة لاتخاذ إجراءات قوية، فمصر لا تتعاون بشكل جدي مع إيطاليا أو الاتحاد الأوروبي". وتابع زوجها كلوديو: "من الضروري أن تشعر مصر بضغط متزايد عليها من الاتحاد الأوروبي، وجميع دوله الأعضاء، من أجل ضمان تحقيق شفاف، ولم تقدم الحكومة المصرية حتى الآن سوى شهادات مزورة وأدلة غير كافية على صحة إدعاءاتهم حول مقتل جوليو".