ملالا يوسفزاى: المتطرفون خائفون من التعليم.. لهذا يفجِّرون المدارس يوميًّا فى أول كلمة عامَّة لها منذ أطلقت عليها حركة طالبان النار وهى عائدة من المدرسة أكتوبر الماضى، وجهت الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاى رسالة إلى الأممالمتحدة فى عيد مولدها ال16، قالت فيها إن الهجمات الإرهابية لن تسكتها. أضافت ملالا فى الرسالة التى نشرتها صحيفة «تليجراف» البريطانية «دعونا نحضِّر كتبنا وأقلامنا. إنها أقوى أسلحتنا. طفل واحد، ومدرس واحد، وقلم واحد، وكتاب واحد، يمكن أن يغير العالم. التعليم هو الحل الوحيد». وتابعت «أنا لست ضد الجميع، ولا أنا هنا لأتحدث ضد طالبان أو أى جماعة إرهابية أخرى. أنا هنا لأتحدث عن حق التعليم لكل طفل». مضيفة أنها تتحدث إلى النشطاء الحقوقيين عبر أنحاء العالم الذين يحاربون من أجل التعليم والعدالة والمساواة. أضافت ملالا «أقف هنا كصوت واحد، لكننى أتحدث إلى هؤلاء الذين يحاربون من أجل الحق فى المعاملة بكرامة، من أجل حق المساواة فى الفرص، من أجل حق التعليم». ودعت الحكومات إلى المحاربة من أجل حقوق النساء والأطفال المحرومين من التعليم بسبب عمالة الأطفال والزواج القسرى فى أعمار صغيرة. ولفتت الفتاة الباكستانية إلى أن المتطرفين «خائفون من التعليم، لهذا السبب يفجرون المدارس يوميًّا لأنهم يخشون التقدم والتغيير»، موضحةً «إذا كنتم تريدون تحقيق أهدافكم، دعونا نمكِّن أنفسنا بسلاح المعرفة ونَحْمِ أنفسنا بالوحدة والزمالة». ملالا تابعت بأن محاولة اغتيالها جعلتها أكثر إصرارا وعزيمة، مضيفة «مات الضعف، والخوف، واليأس. وُلدت القوة والشجاعة والحماسة». وأضافت «أنا لا أتحدث عن نفسى بل نيابةً عن هؤلاء غير القادرين على التعبير عن أنفسهم». ملالا التى خضعت للعلاج فى بريطانيا، ألقت كلمتها فى نيويورك أمام أمين عامّ الأممالمتحدة بان كى مون، وألف طالب من مختلف أنحاء العالم. ولعدم قدرتها على العودة آمنة إلى باكستان، بدأت دراسة فى مدرسة ببرمنجهام مارس الماضى بعد انتهاء فترتها العلاجية. نظم هذا الحدث جوردون براون، رئيس الوزراء البريطانى السابق مبعوث الأممالمتحدة الخاص للتعليم العالمى، وأطلق عليه «يوم ملالا». براون قال إن هذا التجمع ليس فقط احتفالا بعيد ميلاد ملالا وشفائها، لكن أيضا بوجهة نظرها ورؤيتها. مضيفا «حلمها أن لا يُحرَم أى طفل من حقه فى الذهاب إلى المدرسة لأى سبب، لأى اختلاف سياسى، لأى تقاعس حكومى، لأى تهديدات». وفى دعوة إلى «نضال عالمى ضد الأمية والفقر والإرهاب»، قدمت ملالا عريضة لبان كى مون دعمًا ل57 مليون طفل عبر العالم غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة. قُبيل كلمة ملالا، أصدرت اليونسكو ومنظمة «أنقذوا الأطفال» البريطانية تقريرًا خاصًّا بعنوان «الأطفال الذين يقاتلون من أجل الذهاب إلى المدرسة».