التصورات الجديدة بشأن حادث الهجوم على الملهى الليلي في أورلاندو بالولاياتالمتحدة، والتي لم تصبح حقائق مؤكدة، هي أن "عمر متين"، المشتبه به في الهجوم الذي أودى بحياة أكثر من 50 شخصا، استلهم أفكاره من تنظيم داعش الإرهابي، لكنه ليس تابعًا له ولم يوجهه التنظيم، وفقا ما أوردته صحيفة الجارديان البريطانية. مسؤولون الأمريكيون صرحوا ل"الجارديان"، بأن "متين" اتصل بخدمات الطوارئ قبل أو أثناء الهجوم، معلنًا ولاءه ل"داعش"، ما يستدعي وفقا للصحيفة تذكر أحداث إطلاق النار في "سان برناندينيو" بكاليفورنيا نهاية العام الماضي، حيث أعلن المهاجمون ولاءهم للتنظيم المتشدد على مواقع التواصل الاجتماعي قبل فتح النار على المجمع الطبي الذي أودى بحياة 14 شخصا. وتابعت الصحيفة: "داعش بعد ذلك قبل الولاء"، مشيرة إلى أن "متين" نفسه لم يكن بينه والتنظيم اتصالات سابقة. واعتبرت "الجارديان" أن هذا يتماشى مع استراتيجية "داعش" طويلة الأمد بالسعي لإلهام المتعاطفين معها للقيام بكل ما يستطيعوه في أي مكان يجدوا أنفسهم فيه، ولا سيما إذا كانوا غير قادرين على الهجرة والانتقال إلى مقر الخلافة. وأشارت إلى إن التنيظم أعلن بوضوح أن الهجوم لم يقم به أي من قادته الكبار في الشرق الأوسط، وهو مثل ما حدث مع هجوم باريس نوفمبر الماضي، ما يدل على أنه أصبح يشعر بوضوح بحقيقة أنه يلهم المهاجمين عن بعد، وهو ما يثبت أيدلوجيته واستراتيجيته، إضافة لبث مزيد من الخوف داخل المجتمع الأمريكي. من جانب آخر، زعمت وكالة إخبارية تابعة للتنظيم مسؤولية التنظيم عن هجوم أورلاندو، حيث قالت في بيان قصير لها إن الهجوم قاده أحد مقاتلي التنظيم، ولكن هذا الإيجاز في البيان يبيَّن أن التنظيم لم يكن لديه أي معرفة سابقة بالهجوم، وأن من قام به من بين "الذئاب المنفردة". وأكملت الصحيفة البريطانية: "الأمر الذي يتناقض بشكل كبير مع إعلان مسؤوليته عن هجوم باريس، والذي احتوى تفاصيل يمكن أن تكون معروفة فقط لشخص شارك في تخطيط الهجوم عن قرب"، منوهة بأن الدليل الثاني على أن "متين" استلهم أفكاره من داعش، ولم يأخذ أوامر منه، فبالرغم من أن تاريخ التشدد الإسلامي في السنوات الأخيرة تميز بالعنف الموجه ضد المثليين فالتنظيم لا يتورط ضد الهجوم الجماعي على أهداف المرتبطة بمجتمعات المثليين سواء في الحانات أو النوادي أو المسيرات. ولفتت إلى أنه في الفترة الأخيرة شوهد هجمات على القطارات والاتوبيسات والطائرات والسفارات والمدارس ومراكز التسوق والملاهي الليلية والمطارات وقاعات الحفلات الموسيقية والملاعب بالإضافة إلى العديد من الأهداف ولكن لم يشهد ذلك أي هجوما مماثلا على ملهى ليلي للمثليين، ذلك لا ينفي امكانية تورط داعش ولكن يجعله أقل احتمالا. وأشارت الصحيفة إلى أن الدرس الأخير الذي يمكن تعلمه من هذا الهجوم يوضح أن الذئاب المنفردة ظاهرة نادرة جدا أكثر مما يبدو، ففي أوروبا العديد ممن وصفتهم السلطات بأنهم "ذئاب منفردة" كانت لهم علاقات بالقاعدة أو داعش أو أي جماعات مماثلة لهم، ولكن في الولاياتالمتحدة مثل تلك العلاقات نادرة، لعدة أسباب أبسطها أن القليل من الأمركيين سافروا إلى مناطق الصراع في العالم الإسلامي.