استغل المرشحون لانتخابات الرئاسة الأمريكية، حادث الهجوم على ملهى ليلي للمثليين في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا والتي أودت بحياة 50 شخصًا بينهم منفذ الهجوم "عمر متين"، كلا على طريقته، لدعم أفكاره التي يسعى لاقناع الناخبين بها لكسب أكبر تأييد له. استغل المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" الهجوم ليدعم أفكاره المناهضة للمسلمين والتأكيد على التهديدات التي يشكلها المتطرفون الذين يدخلون مع اللاجئين للبلاد، فيما استغلت وزيرة الخارجية السابقة ومرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون الحادث لكسب أصوات المثليين والذين أعلنت دعمها لهم في وقت سابق بجانب أن قوانين الأسلحة من بين القضايا الهامة التي تنادي بها في حملاتها الانتخابية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية. كلينتون والتي تأمل في كسب أصوات المثليين لهزيمة ترامب في انتخابات نوفمبر المقبل، صرحت بأنه يجب على الولاياتالمتحدة العمل مع الحلفاء والشركاء لإحباط الإرهابيين، لافتة إلى أن مثليّ الجنس يعتبرون أهدافًا مميزة لعمليات القتل، منددة بأعمال الكراهية ضدهم، مضيفةً، "سنواصل الكفاح من أجل حقوقكم في العيش بحرية وعلنًا دون خوف". في المقابل استغل منافسها الجمهوري دونالد ترامب، الحادث من جانب سياسي وأمني حيث قال في سلسلة من التغريدات على حسابه الشخصي على موقع تويتر، إن الهجوم جاء من قبل متطرفين إسلاميين، مضيفًا، أن سياسات الديمقراطيين التقليدية، التي يدعمها الرئيس الحالي باراك أوباما والمرشحة المحتملة هيلاري كلينتون، غير كفء للقضاء على الإرهاب. وأضاف، "هل ينطق الرئيس أوباما أخيرا بكلمات "الإرهاب الإسلامي المتطرف؟، إذا لم يفعل ذلك فليقدم استقالته"، مضيفًا في تغريدة أخرى، "مع تقديري للذين هنأوني لكوني محقا في حديثي عن الإرهاب الإسلامي، لكنني لا أريد التهاني، بل التفكير واليقظة، وينبغي أن نتحلى بالذكاء". وتابع، "ذكرت تقارير أن منفذ هجوم أولاندو كان يصرخ قائلا "الله أكبر" بينما يقتل رواد الملهى الليلي، كما قبض على شخص آخر في لوس انجلوس يحمل بنادق بالقرب من تجمع للممثليين". وفي ذات السياق رأى مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن، أن قوة ترامب تتصاعد فى ظل الإحباط والخوف الذى يسيطر على الأمريكيين من الإرهاب. وأضاف، أن مجزرة أورلاندو تعمق الخوف وتزيد الإحباط بين العديد من الأمريكيين الذين باتوا لا يشعرون بالأمان على نحو متزايد. وول ستريت، رأت أيضًا أن ترامب لديه أرض جيدة عندما يتعلق الأمر بإقناع الناخبين بأنه يمكنه القيام بعمل أفضل من كلينتون للحفاظ على سلامة الولاياتالمتحدة، حيث أظهر استطلاع رأي أجرته الصحيفة الأمريكية بالتعاون مع شبكة "إن بى سى نيوز"، الشهر الماضي، تقدم كلينتون بهامش ضيق جدًا عن ترامب. واعتبرت الصحيفة، أن تعامل ترامب مع هجوم أورلاندو في كيفية تعامله مع الأخبار العاجلة، ففي حين أنه يعمل بشكل وثيق مع مستشارين لصياغة التصريحات العلنية والبيانات، فإنه يعتقد أنه من الحاسم والهام للغاية أن يكون جزءا من المحادثات على المستوى الوطنى في أقرب وقت ممكن.
الصحيفة أشارت أيضًا، إلى أن الحادث دفع المرشحين لتغيير خطط حملاتهم الانتخابية، حيث كان ترامب يعتزم الإدلاء بتصريحات، الاثنين، في معهد نيو هامبشير للسياسات فى كلية سانت أنسيلم حول الفضائح التى تتعلق بكلنتون على مدار سنوات، لكنه اضطر لتغيير خططه للحديث عن الهجوم الإرهابي والمهاجرين والأمن القومي. وكان من المقرر لكلينتون أن تدلي بخطاب في كليفلاند، يليله خطاب آخر في بتسبرج الثلاثاء، بهدف التركيز على سياسات ترامب، غير أنها أعلنت ظهر الأحد، إلغاء خططها هذا الأسبوع وتحويلها للحديث عن الهجوم.