بين خيم بيع الفوانيس وياميش رمضان، والكنافة والحلويات والزينة المعلقة في شوارع حي السيدة زينب، الممتلئ بمن يستعدون لشهر رمضان من كل حدب وصوب، تجلس "أم علي" داخل خيمتها، ومن حولها الزبائن يشترون ما تطيب له أنفسهم من ياميش رمضان. هند محمود 40 عاما، والشهيرة بالحاجة "أم علي"، صاحبة أشهر خيمة ياميش في السيدة زينب، حيث تقول "الزباين عارفني من السنة للسنة وبيجولي مخصوص عشان ضامنين الحاجة اللي عندي". بدأت حكاية الياميش مع "أم علي" منذ طفولتها، عندما كانت تقف مع والدها في خيمته، لتلتقط منه سر المهنة، وكيف يدير عملية البيع والشراء، فتقول "التجارة لها أصول ومش أي حد يعرف يبيع ويشتري"، مضيفة أنها تعرضت لبعض المضايقات كونها امرأة تعمل في مجال البيع وسط الرجال، لكنها تصدت لهم بالشطارة في البيع. "عندي 3 أولاد بيقفوا ساعات معايا على الفرش بس أنا مش عايزاهم يشتغلوا الشغلانة دي".. هكذا تقول أم علي، التي تريد أن تعلم أولادها في المدراس بعيدًا عن مهنة التجارة، لأنها ترى أن التعليم سيفيدهم أكثر فى حياتهم. وعن علاقتها بحي السيدة زينب الذي تربت وترعرت به، حتى أصبحت لها مكانة وسط التجار، تقول أم علي "ما أقدرش أبعد عن حي السيدة لأن كل حياتي عشتها فيه وهو سبب رزقي". وتؤكد أن علاقتها بالحي لا تنتهى مع انتهاء رمضان، حيث تفرش بحلاوة المولد في مولد النبي، كما أنها في بقية أوقات العام تتاجر في الملابس الجاهزة. "رمضان زمان كان غير دلوقتي، كان كله خير وفرحة، والناس تيجي تشتري كتير، إنما الحال واقف الأيام دي والناس غلابة ومش معاها فلوس، يدوبك يشتروا على قدهم" تقولها أم علي بنبرة صوت حزينة مليئة بالحنين إلى الماضي، لكنها تحمد الله على عملها الذي يكسبها قوت يومها.