كثيرون يرون روبى ممثلة متعثرة لا تسير وفق خطة معينة روبى ستواصل رقصها على شاشة رمضان أيضا، فالفتاة التى انطلقت ببدلة رقص فى شوارع رومانيا، وهى تسأل حبيبها وتشاكسه: «إنت عارف ليه؟!» تحاول أن تشفى حنينها لتلك البداية من جديد، لكنها هذه المرة ترقص رغمًا عنها، وعن كل أسرتها، إنه الفقر، لا الهواية. فالفتاة «مبسوطة» التى تقضى يومها أسفل الكبارى، وتتجول بين السيارات من أجل أن تفوز ببضعة جنيهات، وتعمل كخادمة فى المنازل، لا مانع من أن تحترف الرقص لبعض الوقت، وكل هذا دون أن يكون لها أدنى نصيب من اسمها الذى يشع بهجة. لكنه وحيد حامد يصر أن يجعل المأساة مكتملة، وكل هذا «بدون ذكر أسماء».. يقصد بالطبع بدون ذكر الأسماء الحقيقية للشخصيات التى يمتلئ بها مسلسله، لكن أبطاله يفضحونه، فتجد نفسك بمنتهى السهولة، تركب الأسماء الواقعية على الوجوه. يمكننا هنا أن نقول ببساطة إن روبى فتاة محظوظة للغاية، يكتشفها يوسف شاهين، ويقدمها فى «سكوت هنصور» عام 2001، ثم بعد أقل من عامين تقدم أول كليب لها مع المثير للجدل شريف صبرى، ليردد جيل الثانوية العامة وقتها «إنت عارف ليه»، هى هنا كانت بحاجة لإثارة الجدل، ويبدو أنها كانت تعرف حقًا ماذا تريد، فرغم أنها قدمت أعمالًا متقطعة منذ عام 2003 وحتى 2008 فإن اسمها ظل فى الذاكرة. مشوار حظها يتواصل عندما يختارها وحيد حامد لبطولة فيلم «الوعد»، ثم هو الآن يأخذ بيدها فى أول أعمالها فى التليفزيون. أربعة عشر عامًا قضتها روبى فى الفن، منذ أن كانت تتمايل بشعرها الأسود الأملس يمينًا ويسارًا فى محاولة لإقناع فتيات أوائل الألفية بشراء نوع معين من زيت الشعر، ثم أخيرا اقتنعت أن الدراما التليفزيوينة الآن أصبحت ضرورة كى تصل بنجوميتها إلى شريحة مختلفة تمامًا، تلك التى لا تتابع الكليبات، ولا ترغب فى أن تكلف نفسها عناء الذهاب إلى السينما، فما بالك لو كان مؤلف المسلسل هو وحيد حامد، فهى هنا ضمنت أن يظل الجمهور متابعًا للحلقات الثلاثين من العمل بلا ملل، لأن رؤية وحيد حامد للأوضاع السياسية والاجتماعية فى مصر كالعادة لا تخطئ. كثيرون يرون روبى ممثلة متعثرة، لا تسير وفق خطة معينة، تختفى سنوات طويلة دون أن تقدم ولو أغنية منفردة، ثم تعود وتظهر فى ثلاثة أعمال دفعة واحدة خلال عدة أشهر «فيلما الحفلة والحرامى والعبيط، ومسلسل بدون ذكر أسماء»، لا تعرف فى ما تركز بالتحديد، هل التمثيل؟ أم الغناء؟ أم تختفى للتفرغ للدراسة؟ لكن لا أحد ينكر أن نجوميتها ليست هشة، فعندما تتوارى روبى تظل أيضًا فى الذاكرة، رغم أنها لم تفعل مثلما فعلت النجمات اللاتى سبقنها، ومن جئن بعدها أيضا، فهى ظلت تغنى أحيانًا، وتمثل فى السينما أحيانًا، ولم تجرِ وراء الدراما التليفزيونية لتضمن مكانها مثلما فعلن هن. يبدو مشوار روبى مرتبكًا، غير محسوب الخطوات، تشعر أيضا أنها أصلًا غير مبالية بترتيبها فى صف النجومية، لكن يبدو أيضا أن كل هذه الأشياء التى يعتبرها البعض عيوبًا هى سر نجاح روبى. وسر خلطة استمراريتها. فهى تتخلى عن الأشياء فى عز النجاح، مثلا هى تركت الغناء جانبًا منذ خمس سنوات رغم أن ألبومها الأخير «مشيت ورا إحساسى» حمل توليفة غنائية ناجحة، وغير تقليدية، لكنها «دماغ» روبى، وقد تترك التمثيل وتعود إلى المزبكا فجأة وبلا مقدمات أيضا. المفاجأة أن الفتاة التى ترقص فى شوارع مدينة براج دون أن تستحى، وتتجاهل كل الأقلام التى هاجمتها وقت إطلاق كليبها الأول، فى الحقيقة هى خجولة جدًا، فلا أحد قادر على إخراجها من حالة الخجل هذه سوى الكاميرا، فالفتاة التى تجاوزت الثلاثين من عمرها بقليل تقريبًا تقاطع برامج التليفزيون، ولا تدلى بحوارات للصحافة إلا فى ما ندر، وحينما نجحت إذاعة «BBC» العربية فى اقتناص حوار منها قبل عدة أعوام بدت متلعثمة وغير قادرة على التعبير عن أفكارها، حتى إنها قالت بشكل غير مباشر فى نهاية اللقاء إنها نادمة على التجربة.