الأمن لم يتحرك بعد إبلاغه بالتهديدات ونصح الشاب المسيحي بالهرب أطالب باعتذار من رموز الدولة وكبار المسلمين حمَّل الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، أجهزة الأمن مسؤولية "الفتنة" التي شهدتها قرية الكرم، والتي تعود تفاصيلها إلى سيدة عجوز اتهمت عددًا من شباب القرية التابعة لمركز أبو قرقاص ب"تجريدها من ملابسها وإحراق عدد من منازل الأقباط"، وذلك بعدما تردَّد بشأن علاقة بين "رجل مسيحي متزوج ولديه أبناء بسيدة مسلمة وهربه خارج القرية خوفًا من الأهالي بعد علمهم بالأمر". وقال الأنبا مكاريوس، في تصريحاتٍ ل"التحرير"، اليوم الخميس: "التقصير الأمني هو السبب الحقيقي لهذه الواقعة، وما صاحبها من الاعتداء على ممتلكات الأقباط، والأمن هو من نصح الشاب المسيحي الذي صدرت عنه الشائعة بالهرب خارج القرية لوجود تهديدات ضده، وهو بالفعل ما حدث". وأضاف: "الأحداث وقعت يوم الجمعة الماضية، والسيدة فضَّلت الصمت لأنَّها كانت تخشى على سمعتها، لذلك التزمنا الصمت إكرامًا لها، لكنها لم تتحمل الشعور بالذل والمهانة، وقررت التقدُّم ببلاغ رسمي أمس الأربعاء، ولديها شهود على هذا الأمر". وتابع: "الأجهزة الأمنية كانت على علم منذ يوم 19 مايو بما سوف يحدث، حين حرَّرت الأسرة القبطية المتضررة محضرًا في مركز شرطة أبو قرقاص، أبلغت فيه بتلقيهما تهديدات، لكن الأمن لم يتحرك، والأفراد المتورطين بالاعتداء لم معرفون بالاسم. وأوضح "الأسقف": "لا يوجد سبب حقيقي لاشتعال الأحداث على هذا النحو، حيث أنَّ الأمر من الأساس هو مجرد شائعة، والزوجة المسلمة التي اتهمها زوجها بأنَّها على علاقة بالشاب المسيحي وعليه قام بالهجوم على أسرة الشاب، قدَّمت بلاغًا في القسم الشهر الماضي ضده لأنَّه تطاول عليها". ومساء أمس، التقى الأنبا مكاريوس، "السيدة المذكورة" التي تبلغ من العمر 65 عامًا، حيث ذكر بيانٌ نشرته صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "كانت قوية جدًا، وأبلغتنا أنَّ هؤلاء الأشخاص أخرجوها من منزلها ثمَّ جردوها من ملابسها، وجروها في الشارع، وتعدوا عليها بالضرب الوحشي، ثمَّ طرحوها أرضًا، لتحبو وتختبئ تحت عربة صغيرة، وألقت لها سيدة ثيابًا، فارتدتها بسرعة وتحاملت على نفسها لتهرب وتستقل وسيلة مواصلات إلى المدينة". لمعرفة تفاصيل اللقاء كاملة اضغط هنا وحول الموقف الأمني بعد التقدُّم ببلاغ رسمي، ذكر أنَّه اجتمع مع القيادات الأمنية بمقر المحافظة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، وأكَّدوا له أنَّهم سوف يتتبعوا الجناة لينالوا عقابهم. وأكَّد الأنبا مكاريوس أنَّه لا يطالب بإقالة شخص بعينه من منصبه، لكن يريد محاسبة المتسبب في هذا التقصير الأمني ومعاقبة الجناة واعتذار رموز الدولة وكبار المسلمين في القرية عن ما حدث، حسب تعبيره. وكانت مطرانية المنيا قد أصدرت بيانًا مساء أمس الأربعاء، ذكرت فيه: "أحداث مؤسفة وقعت في قرية الكرم، بعد شائعة علاقة بين مسيحي ومسلمة، وقد تعرض المسيحي ويدعى أشرف عبده عطية للتهديد، ما دفعه لترك القرية، بينما قام والد ووالدة المذكور يوم الخميس بتحرير محضر بمركز شرطة أبو قرقاص يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات وأنَّه سيتم تنفيذ هذه التهديدات في اليوم التالي". وأضافت: "بالفعل.. فإنَّ مجموعةً يقدر عددها ب300 شخص خرجوا في الثامنة من مساء اليوم التالي "الجمعة" يحملون أسلحة متنوعة فتعدوا على سبعة من منازل الأقباط، حيث قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها، حيث تقدر الخسائر مبدئيًّا بحوالي 350 ألف جنيه، كما قام المتعدون بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها، هاتفين ومشهرين بها أمام حشد كبير بالشارع، ووصلت قوات الأمن إلى هناك وألقت القبض على ستة أشخاص، وتباشر الآن التحقيق معهم". وفي حوار سابق للأنبا مكاريوس مع "التحرير"، قال: "العلاقة بين المسلمين والمسيحين في المنيا طيبة، وإن كانت بعض القرى قابلة للاشتعال، ويسودها التوتر إلى حد ما". لقراءة الحوار كاملًا اضغط هنا