يقول عبدالمسيح بطرس، أحد أهالي منطقة العوامية بالأقصر، ل"التحرير"، إن الكنائس تبعد عنهم مسافة لا تقل عن 4 كيلومتر لأقرب دور عبادة - وهي كنسية العذراء مريم، مشيرًا إلى أن يعانون في إقامة شعائرهم الدينية، خاصة أنهم يضطرون للسفر مسافات طويلة للوصول إلى أقرب كنيسة بالقرى المجاورة. أضاف بطرس: "وجود دور عبادة بالمنطقة يمنحنا تقربًا أكثر إلى الله بدلًا من الذهاب إلى طرق أخرى محرّمة.. هناك مجموعة من الأراضي بالمنطقة تصلح للعبادة، لكن القانون القديم الذي يضر ولا ينفع، لأنه لم يمكنهم من بناء كنائس في ظل احتياجاتهم" وأوضح فايز غالي - من أهالي مركز الطود، أنه لا يوجد بالمركز سوى كنيسة السيدة العذراء ودير القديسين، وهما يغطان مساحة 30 كيلومترًا بهم ما يقرب من 14 نجعًا، جميع سكانهم أقباط، الأمر الذي يجعل المركز في أمسّ الاحتياج إلى كنائس للصلاة وأداء الطقوس الدينية بما يرضي الله. استطرد غالي: "المساحة التي تغطيها الكنيسة والدير تبعد عن بعض المواطنين ما يقرب من 20 كيلومترًا، أيضًا أمتلك منزلًا آخر في مدينة طيبة الجديدة شمال المحافظة وليس بها كنسية على الإطلاق، ما يجعل السكان يبعدون عن ربهم، لأنهم لا يتمكنون من أداء شعائرهم الدينية". وذكر عبدالله عبيد، أن عدد الأسرة الواحدة قد يترواح من 7 إلى 9 أفراد، مؤكدًا أن دور العبادة تبعد عنهم مسافات كبيرة أقلها 3 كيلومترًا، وهناك ترابط ومودة تجمعهم بالمسلمين، لكنهم في احتياج لمساعدة الدولة ببناء عدة أماكن لدور العبادة، فهناك من لديهم ظروف صحية ومادية تجعلهم لا يستطيعون الذهاب إلى تلك المسافات البعيدة. أضاف عبيد: "تلك الأمور تؤدي إلى دخول الشباب في حالة نفسية سيئة لعدم وجود كنائس داخل القرى، ما يجعلهم في حالة استياء كبيرة". من جانبه، أوضح القمص بنيامين حنا، وكيل مطرانية الأقصر، أن المناطق التي لا يوجد بها دور عبادة، مركز البياضية الذي يوجد به 350 أسرة ويخلو تمامًا من الكنائس، إضافة إلى أن منطقة العوامية يبلغ عدد سكانها من الأقباط 140 أسرة وأقرب كنيسية لها على بعد 3 كيلومتر. أضاف حنا، أن قرية الأقالته يوجد بها 140 أسرة أيضًا، ويبعد عنها دير محارب بنحو 4 كيلومتر، ومدينة طيبة تحتوي على 180 أسرة وفي انتظار قرار البناء بعد تخصيص قطعة أرض.