تتوالى التصريحات الروسية الغاضبة، والتحذيرات والتهديدات بسبب تمدد حلف الناتو واقترابه من الحدود المباشرة لروسيا. في هذا الصدد قال مندوب روسيا الدائم لدى الحلف ألكسندر جروشكو إنه من الواضح أن الناتو يواصل المضي على طريق تكثيف النشاط العسكري في المناطق التي تمس مصالح روسيا بشكل مباشر. إنها خطوة جديدة نحو تدهور الوضع في مجال الأمن الأوروبي وتدهور الأمن الإقليمي. كما أكد المندوب الروسي أن الحلف غير مستعد لإنشاء نظام الأمن الأوروبي، وجر جمهورية الجبل الأسود إلى الناتو يؤكد ذلك، وبشكل يتعارض مع إجراءات الحلف نفسه، وأن هذا مشروع جيوسياسي للتأكيد على أن سياسة الأبواب المفتوحة لا تزال تعمل، وأنها طويلة الأمد. وهذه إشارة أخرى على أنه غير مستعد للعمل المشترك لإنشاء نظام الأمن الأوروبي. وأعرب جروشكو عن اعتقاده بأن الناتو سينطلق من الفكر السليم، لأن قبول جورجيا في الحلف سيكون ضربة للأمن الأوروبي، وسيخلق مخاطر كبيرة على السلام والأمن في المنطقة، وأن عملية التوسع لن تحسن، بل ستسيء للعلاقات مع الدول التي انضمت إلى الحلف. من جهة أخرى، ذهب مندوب روسيا لدى حلف الناتو إلى أنه في حال تعامل موسكو مع الوضع القائم في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بسبب ضم جمهورية "الجبل الأسود"، ستبدأ دول الحلف بالحديث عن ضرورة مشاركة العسكريين من الجبل الأسود في جهود حماية دول البلطيق من العنف الروسي. ووصف جروشكو هذا المشهد، بمسرح العبث السياسي، مشددا مرة أخرى على أن السياسة التوسعية للناتو تتناقض مع متطلبات الأمن الحقيقية وليست موجهة لتعزيز الأمن. بل تنشئ فقط خطوط تقسيم شرقا. وما يجري الآن هو إقامة خط فاصل آخر في البلقان. وانتهى جروشكو إلى أن "سياسة حلف الناتو لمواجهة روسيا محكوم عليها بالفشل، ولن تأتي بالفائدة لمجال الأمن، فعاجلا أم آجلا سيتعين على الحلف أن يغير نهجه". وحذر مجددا من أن عناصر الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا باتت قادرة على اعتراض الوسائل الاستراتيجية الروسية، وبالذات تلك التي تم نشرها في في قاعدة ديفيسيلو في رومانيا، وسيزداد الوضع سوء عام 2018، بعد نشر عناصر أخرى في بولندا، الأمر الذي يشكل خطرا جليا على أمن روسيا ويشوه الاستقرار الاستراتيجي الذي كان أساسا للسلام والأمن على مدى عقود. وهدد المسؤول الروسي بأن موسكو ستقوم باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية أمنها ومصالحها، مشيرا إلى أن تشكيل 3 فرق إضافية هي أحد التدابير التي تتخذها روسيا في ضوء أعمال الناتو.