قالت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير لها، حول مقتل زعيم حركة طالبان أختر منصور ، في ولاية بلوشستان جنوبباكستان، إن البعض كان يعتقد أن العمليات الأمريكية ضد الحركة قد تراجعت للوصول لاتفاق مصالحة مع الحكومة الباكستانية، ولكن يبدو من مقتل «منصور» أنه تم التصعيد من تلك العمليات. وأشارت الصحيفة، إلى أن تصريحات وزير الخارجية الباكستاني سارتاج عزيز، يوم الأربعاء الماضي، لمجموعة من السياسيين الأفغان والأمريكيين والصينيين، حول أثر تسريب أخبار وفاة الزعيم السابق لحركة طالبان الملا محمد عمر العام الماضي، التي قال إنها أثرت في العملية السلمية، وأدت بالضرورة إلى انقسام داخل حركة طالبان. وأوضحت الصحيفة، أن باكستان لم تعلق حتى الآن على مقتل منصور، منوهة إلى أنه من المعتقد أن يعرب المسؤولون في المخابرات الباكستانية عن غضبهم من مقتل الملا، خاصة أن الاستخبارات الباكستانية استثمرت كثيرًا في تأمين وصول الملا منصور إلى رأس قيادة الحركة، بعد تأكيد وفاة الملا عمر. وأشارت الصحيفة إلى أن باكستان أكدت مرارًا على أن الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام في أفغانستان لن تتم إلا عبر وجود حركة طالبان موحدة، مشيرة إلى أنها رفضت أي عمل عسكري ضدها، حيث تؤكد إسلام أباد ضرورة استكشاف الطرق الدبلوماسية كلها أولا، قبل القيام بعمل عسكري. ونقلت الصحيفة عن الحكومة الأفغانية، قولها إن تردد باكستان بالتحرك ضد حركة طالبان، يشير إلى عدم استعدادها لقطع علاقاتها الطويلة مع حركة تستخدمها لتعزيز تأثيرها داخل أفغانستان. الجارديان اعتبرت أن الغارة التي قتلت الملا منصور، تعبر عن موافقة الولاياتالمتحدة على مطالب الرئيس الأفغاني أشرف غني، المتمثلة بأن المتمردين المتشددين في باكستان يجب استهدافهم، مشيرة إلى أن البنتاجون وصف الملا منصور، بأنه عقبة أمام تحقيق السلام بين الحكومة والحركة، حيث منع قادتها من المشاركة في محادثات السلام. وتساءلت الصحيفة، ما إذا كان مقتل منصور سيؤدي إلى إحلال السلام وإنهاء الحرب في البلاد، مشيرة إلى أنه لا يوجد قيادي محدد لخلافته، مع أن نائبًا من نائبيه يمكنه تولي القيادة مباشرة، لكن لا يعرف عن أي منها الدعوة إلى التصالح. وأشارت الصحيفة إلى أن أحد نائبيه هو هبة الله أخونزاده، من معقل حركة طالبان السابق في قندهار، وبحسب الأممالمتحدة، فقد كان مسؤول القضاء في الحركة، ورغم علاقته مع الملا عمر، إلا أن علاقته مع القاعدة الميدانية في حركة طالبان غير معروفة، أما الثاني فهو سراج الدين حقاني، من شبكة حقاني، التي نفذت عددًا من العمليات القتالية في كابول عام 2014، منها عملية في ملعب لكرة الطائرة، وقتل فيها 50 مدنيًا، ومع أن حقاني لا يتمتع بتأثير واسع في الجنوب، إلا أن مقتل منصور قد يعقد مهام السلاح، خاصة أن حقاني ليس من دعاته. ونوهت الصحيفة، إلى أن الهجوم يأتي في الأشهر الأخيرة من ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثانية، لافتة إلى أن حكم أوباما تميز بالاعتماد المفرط على الطائرات دون طيار، حيث استخدمها لملاحقة حركة طالبان وتنظيم القاعدة وأعداء أمريكا في كل مكان من مناطق القبائل في باكستان إلى ليبيا.