استطاع الفيلم الإيراني "For Ushande" أو "البائع" فرض نفسه بقوّة في مهرجان كان، فالفيلم الذي يتنافس على جائزة السعفة الذهبية لدورة المهرجان هذا العام أبهر النُقاد عند عرضه أمس الجمعة، وقدّم موقع "Variety" مُراجعةً شاملةً عنه نستعرضها فيما يلي: عاد المُخرِج الإيراني "أصغر فرهادي" إلى التصوير في بلدته إيران هذا العام ليُخرج لنا فيلمه "For Ushande"، بعد أن صوّر فيلم "The Past" في فرنسا منذ ثلاث سنواتٍ، ويستمر فرهادي في استكشاف الجانب المُظلم من النفس الإنسانية، مُستخدمًا هجومًا صادمًا للتحكُّم في رغبة أحد الأزواج في الانتقام، ونجد في الفيلم أن الحقيقة واضحةً أمام أعيننا، ومع بعض الإبداع الدراميّ نستكشف صعوبة الحياة التي يعيشها الزوج، وعندما ينتهي الفيلم نجد أننا أمام فيلم إبداعيّ من الدرجة الأولى يترك المشاهد فاغرًا فاه مُتعجبًا من تلك النهاية. وممّا لا شك فيه أن فرهادي قد أبدع في نقل السينما الإيرانية إلى مستوى جديد، وفي فيلمه الجديد تلعب الانقسامات الاجتماعية في إيران دورًا أساسيًا في الفيلم وتؤثر على حياة الأفراد، وما ركَّز عليه فرهادي في هذا الفيلم هو حالة الضعف النفسيّ التي تواجه أبطال الفيلم، عماد الذي يقوم بدوره الممثل شهاب حسيني، وزوجته رنا التي تقوم بدورها ترانه عليدوستي، يعملان كممثلين في مسرح طهران القوميّ، ويعيشان كجزء من الطبقة الأرستقراطية في المجتمع الإيراني. ونرى في أحد المشاهد عماد ورنا مُجبران على إخلاء شقتهما التي استأجراها حديثًا، لأن المبنى على وشك السقوط، ويستأجران شقة جديدة في أحد المناطق الجانبية بمساعدة من أحد زملائهما في المسرح، ولكن ما نكتشفه لاحقًا من تطوُّر الأحداث في المسلسل هو أن المُستأجرة السابقة لتلك الشقة كانت إحدى العاملات بمجال الدعارة، وأنّها تركت أشياءً لها في الشقة. وفي يومٍ من الأيام تعود رنا إلى الشقة قبل زوجها عماد، لتتم مهاجمتها أثناء استحمامها، ويستخدم فرهادي أسلوبًا خاصًا في تصوير مشاهد العنف لتتناسب مع طبيعة المجتمع الإيراني المتحفظ، ولكن من الواضح أن رنا تم اغتصابها وتعود من المستشفى في حالة صدمة وتُعاني من فوبيا شديدة، ويحاول عماد تقديم أفضل ما عنده من أجل التعامُّل مع آلامها ومطالبها غير المنطقية، حتى يفيض به الكيل ويقرر الانتقام لها ليريحها من آلامها. ويقوم عماد بالتخطيط لخطة شريرة تُغيّر من شخصيته الهادئة المُحبة إلى شخصية عنيفة وغاضبة دائمًا، وترد على الإهانة بأفظع منها، ويبدو عليه الغضب الشديد ليس لأن زوجته تعرضت للاغتصاب ولكن لأن هناك شخصًا اعتدى على كرامته كما يرى، وتؤدي تلك الخطة إلى نتائج غير متوقعة عليه وعلى الجميع من حوله. الفيلم تم عرضه يوم 20 مايو في الدورة 69 لمهرجان كان، وتبلغ مدة عرضه 125 دقيقة، ومن بطولة كل من: شهاب حسيني، وترانه عليدوستي، وبابا كريمي، ومينا ساداتي، ومن تأليف وإخراج أصغر فرهادي.