فى صعيد مصر يبحث المئات، بل الآلاف من المواطنين من محافظات مختلفة عن الشيوخ المغاربة، الذين يعتقدون أنهم سوف يساعدونهم على تحقيق حلم الثراء السريع عن طريق التنقيب عن الآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية داخل الجبال وأسفل المنازل. "الأرض هى العرض" جملة كانت موروثة ولا تزال لدى أهالى محافظات الصعيد منذ قديم الأزل، لكن هذه الجملة تخلى عنها العديد من أبناء الصعيد من أجل وهم الثراء السريع والبحث عن "اللقية" فمنهم من باع أرضه من أجل أن ينفق على عمليات التنقيب عن الآثار. حلم الثراء السريع تكون أولى مراحله وخطواته هى البحث والعثور على أحد الشيوخ المغاربة، وذلك من أجل العثور على الآثار وفك "شفراتها الروحانية" حسبما يقولون، حتى وصل الحال إلى العديد من الأهالى للبحث وراء كل مصرى متزوج من مغربية من أجل استقطاب الشيخ المغربى، وفك طلاسم تلك الأمكنة التى ظلوا يعملون بها لمدة سنوات طويلة، واستخراج الكنوز من داخلها وبيعها خارج البلاد. محرر "التحرير" أوهم أحد الجماعات فى محافظة قنا، التى تعمل منذ فترة قاربت ال3 سنوات داخل 4 مناطق يظنون أن بداخلها آثارًا وكنوزًا بأنه وسيط لأحد الشيوخ المغاربة الذى من الممكن أن يحضر إلى مصر ويساعدهم على العثور على تلك الكنوز وتحقيق حلم الثراء السريع. جماعات كثيرة جمعتها أحلام الثراء، تركوا منازلهم وأسرهم واتجهوا إلى التنقيب عن الآثار، ظلوا قرابة السنوات ينقبون عنها حتى اكتشفوا أن تلك المناطق أثرية، لكن ينقصهم القوى الخارقة التى تتمثل فى الشيوخ المغاربة، حسب اعتقاداتهم. الشيخ المغربى أصل التنقيب عن الآثار بعد 3 سنوات من الشقاء الجماعة المكونة من قرابة ال10 أفراد ظلوا ينقبون عن الآثار داخل جبال "الطارق وهو والرحمانية" فى مركز نجع حمادى شمال محافظة قنا قرابة ال3 سنوات من أعمال الحفر التى وصلت إلى أكثر من 50 مترًا داخل تلك الجبال، فضلًا عن قيامهم بتوصيل الكهرباء لتلك المناطق وحمايتها من أجهزة الأمن والبلطجية. عجز هؤلاء عن استخراج تلك الكنوز من هذه المناطق بعد معاناة من التعب والشقاء استمرت لسنوات طويلة، فيما كان ملجأهم وأملهم الأخير هو "الشيخ المغربى" القاهر، الذى عرف أنه خارق فى فك هذه الشفرات والطلاسم ومحاكاة العالم الآخر من لجن والعفاريت والتغلب عليهم والحصول على مبتغاهم. أحدهم تعرف إلى "محرر التحرير" الذى أوهمه بأنه على علاقة بأحد الشيوخ المغاربة، الذى سوف يحضر إلى مصر ويساعدهم فى استخراج الكنوز، لكن قبل ذلك عليه أن يشاهد تلك المناطق ويقوم بتصويرها وإرسالها إلى الشيخ قبيل مجيئه إلى مصر، الذى سوف يسخر خدامه لمعرفة ما إن كانت هذه المنطقة تحوى شيئًا من هذه الكنوز. لم تبال تلك الجماعة بجميع المخاطر والمخاوف من محرر "التحرير" عقب إيهامه لهم بحصوله على الموافقة المبدئية من الشيخ المغربى لحضوره إلى مصر، فوافقوا على اصطحابه إلى تلك المناطق وحصوله على فيديوهات توضح تلك المناطق لكى يتم إرسالها إلى الشيخ قبل وصوله إلى مصر. البعد عن الأسر والحياة داخل الجبال مقابل تحقيق الحلم مناطق نائية تبعد عن أطراق المدن والقرى والنجوع فى محافظة قنا بكيلومترات، داخل أطراف الجبال يحميها العشرات من الأشخاص، الذين لا يجمعهم سوى شىء واحد، وهو حلم الثراء، هذا الحلم الذى جعلهم يبتعدون عن أسرهم ويخاطرون بأرواحهم ويغتالون بالمخاطر والاختلاء فى أدغال الجبال، وذلك مقابل تحقيق حلم الثراء والحصول على الكنز. يعيش هؤلاء داخل كهوف الجبال، هدفهم الوحيد حماية المنطقة التى يشتبه فى أثريتها وممارسة عمليات التنقيب عن الآثار عن طريق أعمال الحفر البدائية التى تستمر لسنوات حتى وصلوا إلى مراحل متقدمة فى تلك المناطق، واعتقدوا وجود دلالات كتابية وأثرية وروحانية تدل على احتواء تلك المناطق للكنوز الأثرية حتى خرج الأمر عن إطار الأعمال الملموسة من "حفر وكهرباء وعمال" إلى الأعمال المجردة والروحانية، التى يعتقدون أن القادر عليها فقط هو "الشيخ المغربى". أحدهم: اشتغلنا 3 سنوات وحفرنا الأمتار والجبال والملجأ "المغربى" يقول م. ع، 40 عامًا والمقيم فى محافظة قنا، إنه بدأ العمل فى أحد المناطق لمدة 3 سنوات، مستخدمًا الأدوات البدائية وحفر الأمتار العديدة داخل الجبال، ووصل إلى علامات وجود آثار داخل تلك المنطقة. يضيف أنه لن يقدر على استكمال العمل واستخراج الآثار بسبب اعتقاده أن عليها حراسا وحامين من "الجن والعفاريت"، مما جعل الحلم شبه مستحيل لصعوبة التعامل مع كل ما هو غير مرئى وملموس قاصدًا "الجان"، وأن اختصاصهم هو كل ما هو ملموس فقط والقادر على هذا هو الشيخ المغربى قائلاً "ممكن ندى الشيخ ده 75 فى المائة من الحاجة اللى هتطلع". وأشار إلى أن أى شخص حاول الاقتراب من تلك المقابر الأثرية سوف يصيبه الأذى بسبب الحراسة الروحانية على تلك المقابر التى لا يمكن لشخص عادى أن يفك طلاسمها أو يطلق إشارة استكمال أعمال الحفر حتى الوصول إلى النهاية، وذلك بسبب معرفته بطريق الكنز تحديدًا داخل تلك المنطقة. ونوه إلى أن هناك العديد من المناطق فى محافظات الصعيد التى يتم التنقيب داخلها على آثار لكن لا يتم استكمالها بسبب عدم وجود "الشيخ المغربي" أو إصابة أحد المنقبين عن الآثار بالأذى جراء مقاومته حراس المقابر الأثرية، وهناك العشرات من العلامات الروحانية والكتابية ظهرت فى مناطق عديدة عمل بها ونقب خلالها عن آثار، واكتشف أنها تحتوى على مواد أثرية لكن ينقصها الشيخ المغربى الذى سوف يتم توفير الحماية الكاملة له عقب وصوله إلى تلك المناطق. فشل الشيوخ المصريين لفت أ.ك، إلى أن الشيوخ المصريين أثبتوا فشلهم فى استخراج الآثار وفك تعاويذها خلال وجودهم فى العديد من المناطق، التى عمل بها خلال سنوات فى محافظات صعيدية مختلفة، قائلاً "أغلبهم كانوا نصابين". وأشار إلى أن ذلك لم ينته عند فشلهم فقط، بل وصل إلى إلحاق الضرر الجسدى والنفسى بهم بسبب عدم معرفتهم الكاملة بالتعاويذ، قائلاً "ده ممكن الحراس يموتوهم لو كان معندهمش القوة والقدرة الكاملة". العلامات.. رسومات فرعونية وتعامد شروق وغروب الشمس والسوس والديدان فيما قال "ف.م" إن أهم العلامات التى ظهرت فى 3 مناطق عمل بها خلال الفترة الماضية كانت رسومات فرعونية داخل أحد الجبال وظهور سوس وديدان تخرج منها والسلالم المتناسقة بداخلها. وأعلن أن هناك أحد المناطق فى جبل قرية الرحمانية بنجع حمادى يتواجد بداخلها ما يشبه غرف فرعونية سرية لم يتمكن احد من فتحها، أو معرفة ما يمكن أن تحويه تلك الغرف المغطاة بالرمال الحمراء قائلاً "أنا عندى مناطق كتيرة قوى بس يجى شيخ مغربى وهيخلينى أمتلك نص محافظات الصعيد إذا مكانتش كلها". أثار قنا: 70 فى المائة من أهالى الصعيد يوهمون بالتنقيب عن الآثار والبحث عن "اللقية" من جانبه قال أيمن هندى، مدير منطقة آثار قنا، إنه لا توجد مناطق أثرية غير معروفة، لكن الموضوع مبنى على الشعوذة والسحر والدجل من قبل الشيوخ، ويحاول الشيخ أو الدجال أن يفعل أى شىء من أجل إيهام الناس والحصول على أموال بطرق غير مشروعة. وأضاف هندى أن الشيوخ يحاولون إيحاء المواطنين بوجود كنوز فى منازلهم وداخل جبال معروفة وشرطة الآثار هى المتخصصة فى اكتشاف المنقبين وعمليات التنقيب عن الآثار، مشيرًا إلى أن ظهور رسومات فرعونية أو كما يطلق عليها الأهالى "دلالات كتابية" تكون نصبا من الشيوخ والنصابين، والدليل على ذلك أنه من الممكن أن يطلب الشيخ بخورًا يقارب سعره ال10 آلاف جنيه. ونوه إلى أن هناك بروتوكلات تعاون بين وزارة الآثار وعدد من الجامعات المصرية والعالمية، شريطةً أن يكون معترفًا بها ويتم عمل دراسات لعدد من المناطق التى يشتبه فى أثريتها قد تنتج عنها اكتشاف مناطق أثرية بالفعل. وأعلن أنه قد حدثت العديد من حالات الوفاة لعدد من المنقبين عن الآثار فى محافظة قنا حتى وصل الحال إلى مقتل أكثر من 22 شابًا فى قنا خلال عام واحد، مشيرًا إلى أن الآثار تتلقى العشرات بل المئات من البلاغات بخصوص التنقيب عن الآثار، لكن نسبة 60 فى المائة من تلك البلاغات تكون كيدية، ويحاول الأهالى إقحام الآثار فى مشاكلهم، ولم تكون سوى 40 فى المائة من البلاغات حقيقية، وتأتى البلاغات عن طريق شرطة السياحة، ويتم إخطار الآثار وعمل بحث علمى للبلاغات الحقيقية ثم إذا ثبتت أثرية المنطقة يتم عمل نزع ملكية المكان من المواطن والتحفظ عليه. وأكد مدير الآثار أن المنقبين عن الآثار بطرق غير مشروعة يصلون إلى 70 فى المائة من أهالى الصعيد الواهمين ب"حلم الثراء السريع" والدجل والشعوذة والسحر وذلك بسبب نسبة الأمية فى المحافظات الصعيدية التى تنتج تلك العقول.