كان الأمل، وما زال، كبيرًا على برلمان ما بعد ثورة «30 يونيو»، باعتباره آخر استحقاقات خارطة الطريق، فحزمة القوانين التى أصدرها الرئيس، كانت فى حاجة إلى برلمان ينقلها إلى أرض الواقع، إلا أن طريقة إدارة مجلس النواب، منذ انتخاب الدكتور على عبد العال، تشير إلى عكس ما نتوقع ونرضى، والسبب قد يكون محزنًا أو مضحكًا، حسب الحالة المزاجية للمتلقى، أن السيد رئيس المجلس لا يتوقف عن إعطاء المجلس الموقر إجازة، مرة لدواعى السفر وأخرى للمشاركة فى مؤتمر، وفى كل مرة ينسى الدكتور عبد العال، أن كثرة الإجازات صارت مثار سخرية وتندر من الشعب، الذى وضع على هذا المجلس آمالًا كبيرة. السؤال الآن: هل يعرف السيد رئيس المجلس، أن انتخاب وكيلين للمجلس هدفه ملء فراغ رئيس البرلمان حال غيابه؟ كل فترة يفاجئنا الدكتور عبد العال، عن إجازة للمجلس حتى أصبح المواطنون لا يعرفون متى يعمل "النواب" ومتى يستريحون من عناء الجلسات. فبعد انتخاب اللجان النوعية، واستقرار البرلمان، قرر رئيس المجلس، أن يكون هناك أسبوع للجلسات العامة واللجان النوعية، والأسبوع التالي يكون إجازة من الجلسات العامة، ويكون العمل فيه للجان النوعية بدعوى إتاحة الفرصة للنواب للتواجد في دوائرهم. فقد أعلن رئيس مجلس النواب، مرة أخرى، رفع الجلسة المسائية التي انعقدت، يوم الثلاثاء الماضي، مع إحالة مناقشات النواب حول تقرير اللجنة البرلمانية الخاصة، التى شكلت لدراسة متطلبات أهالى مطروح إلى الحكومة، لدراستها. وقال عبد العال، إن الجلسة القادمة سوف تعقد يوم الأحد الموافق 22 مايو الجارى فى تمام الساعة 12، حيث ستعقد الجلسات العامة، بواقع أسبوع ويترك الأسبوع الذى يليه للنواب لقضاء احتياجات أبناء دوائرهم. وبحساب الأيام التي تقرر فيها وقف الجلسات العامة، يكون البرلمان قد أضاع الكثير من الأيام، التي من المفترض العمل بها بدلا من اللجوء لإلغاء الإجازة السنوية. ففي تقرير نشرته «التحرير» بعنوان «100 يوم برلمان».. حضرت «الخناقات» وغاب المجلس بمناسبة مرور 100 يوم على انعقاد جلسات البرلمان، وتقرير البرلمان في 100 يوم.. شهر عمل.. و69 يوما عطلات وإجازات ". رصدنا العطلات والإجازات التي حصل عليها المجلس خلال 100، التي وصلت إلى 69 يومًا، توقف المجلس عن انعقاد الجلسات العامة، بسبب تعديل اللائحة الداخلية للمجلس وانتظار مراجعتها من مجلس الدولة، ثم إصدارها من رئيس الجمهورية، ثم انتخاب اللجان النوعية. وبعد انتخاب اللجان النوعية، يوم 23 أبريل الماضى، أخذ المجلس إجازة أسبوعين " البرلمان يعود للانعقاد 8مايو المقبل بعد إجازة أسبوعين ". ليكون المجلس خلال حوالي 125 يومًا، قد حصل على 85 يومًا إجازة، وبعد أن عاد للانعقاد منذ عدة أيام، قرر رئيس المجلس أن تكون الجلسات العامة لمدة أسبوعين في الشهر فقط.