ستيف ماكوري، ربما صادفك هذا الاسم من قبل إذا كنت من عشّاق مجلة «ناشيونال جيوجرافيك»، فهو يعد أشهر مصوريها على الإطلاق، ويصنف ضمن أفضل المصورين الصحفيين في العالم أجمع، نظرًا للمشاهد المبهرة التي يلتقطها أثناء تغطية الحروب، والأوضاع الإنسانية الصعبة للدول. ولمعرفة قيمة ستيف ماكورى، يكفي أن تفتح محرك جوجل الخاص بالصور، وتضغط على هذا الرابط ، من أجل مشاهدة أعماله، التي أقل ما توصف بها، أنها مبدعة، وملهمة للملايين من الناس. وتبرز قيمة أعمال المصورين الصحفيين عمومًا، في أنها من المفترض أن تكون مبهرة من الوهلة الأولى، وتُنشر في الصحف والمواقع والمجلات والمعارض، دون استخدام برامج تحسين الصور، مثل الفوتوشوب، الذى يعد من المحظورات، وهي القواعد التي اتضح أن ماكورى لم يلتزم بها، فوقع في شر أعماله. موقع «PitaPixel»، المتخصص في تغطية كل ما هو متعلق بأعمال التصوير الإبداعية، سلط الضوء في تقرير عن فضيحة استخدام المصور ستيف ماكوري برنامج فوتوشوب في بعض أعماله. ماكورى كان لديه معرض أعمال في إيطاليا مؤخرًا، ومن بين الحضور الذين أتوا لمشاهدة أحدث صوره، اكتشف مصور يدعى باولو فيجليوني، أن هناك إحدى الصور الملتقطة في كوبا، تم تعديلها بواسطة الفوتوشوب، ثم نشر كل من الصورة الأصلية والمعدلة على مدونته الخاصة، قبل أن يمسح ماكوري الصورة الأصلية من موقعه الرسمي. وفي الوقت الذي لم يكن فيه باولو فيجليوني ينتوي أن يفضح المصور الشهير ستيف ماكوري، انتشر اكتشافه بين أوساط عشاق ماكوري، ثم تولوا هم التنقيب عن أعمال أخرى له بها تعديلات على الفوتوشوب، فتم العثور على 4 صور، على الموقع الرسمي لماكوري، اثنتان أصليتان، والأخريتان فوتوشوب. وتكمن الفضيحة هنا، في أن الصور الفوتوشوب التي تم اكتشافها، هي ما تم الترويج لها من قبل ماكوري، وطباعتها، ونشرها في المجلات والصحف والمعارض. ومن جانبه، تواصل موقع PitaPixel مع فريق السيد ماكوري، نظرًا لأن ماكوري نفسه في رحلة الآن، وجاءهم رد طويل منه على فضيحة استخدامه الفوتوشوب. وقال ماكوري في رسالته "بدأت مسيرتي منذ ما يقرب من 40 عامًا، حين غادرت منزلي للسفر في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، ذهبت إلى أفغانستان مع مجموعة من المجاهدين في عام 1779، وبالتالي أصبحت مصورًا صحفيًا، تتسابق المجلات والصحف على نشر صوره في جميع أنحاء العالم". وأضاف "في وقت لاحق، قمت بتغطية الحروب الأخرى، والصراعات الأهلية في الشرق الأوسط، وأماكن أخرى، وأنتجت مقالات مصورة للعديد من المجلات، ولكن مثلي كمثل غيري من الفنانين، مرت مسيرتي بالكثير من المراحل". وتابع "أود التأكيد على أن الكثير من صوري حاليًا، هي إشباع لرغبتي في الاستمتاع بأماكن كنت أرغب في زيارتها، وصور كوبا على سبيل المثال تم التقاطها خلال 4 رحلات شخصية". وأكمل "أحاول جاهدًا أن أشارك بقدر المستطاع في الإشراف على طباعة أعمالي، ولكن في مرات عديدة، تتم طباعة أعمالي ونشرها عندما أكون في سفر، وهذا ما حدث في حالة صورة كوبا، كانت خطأ جسيمًا ولا بد لي من تحمل المسؤولية". وأتم ماكوري رسالته قائلًا "لقد اتخذت خطوات لتغيير الإجراءات الخاصة بالعمل في الاستوديو الخاص بي، لضمان عدم تكرر طباعة مثل هذه الصور مجددًا". ويقصد المصور ستيف ماكوري بكلماته، أن الصور الفوتوشوب المنشورة لأعماله، هي نتاج أخطاء فريق الاستوديو الخاص به، بينما كان هو بعيدًا في رحلات سفر. ولم يتحدث ماكوري في رسالته إلا عن صورة كوبا فقط، مرجعًا الأمر إلى أخطاء فنية خارجة عن إرادته فى أثناء عملية الطباعة، ارتكبها فريق الاستوديو الخاص به، فيما لم يرد رسميًا على باقي الصور التي تم اكتشاف تعديلها بواسطة الفوتوشوب، ما يعني أن استخدامه الفوتوشوب أمر ممنهج، وأن الفضيحة لا تزال مستمرة.