«كريستيان ساينس»: لغة السيسى المنمَّقة لا تستطيع أن تُخفِى قبضته الحديدية بشأن إمكانية التدخُّل صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية قالت عن الاشتباكات التى دارت فى الأيام الأخيرة بين مؤيدى ومعارضى حكم الرئيس محمد مرسى إنها تزيد من احتمال أن تأخذ مظاهرات 30 يونيو منحًى مظلمًا. الصحيفة الأمريكية نقلت عن إيليا زروان، وهو زميل بارز فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، قوله إن «توقع العنف فى حد ذاته يمكن أن يزيد من احتمال حدوثه»، موضحا أن كلا الجانبين سينزل إلى الشارع متوقعًا العنف، وهذا يرفع من حدة المشاعر. وفى تقرير منفصل قالت الصحيفة الأمريكية إن بيان الفريق عبد الفتاح السيسى الأسبوع الماضى يُعتبر جرس إنذار للفصائل المختلفة، من الرئيس محمد مرسى وحلفائه الإسلاميين من جانب، والجماعات اللبيرالية المختلفة والمصريين المُحبَطين من التدهور الاقتصادى من جانب آخر. الصحيفة الأمريكية قالت إن «لغة السيسى المنمَّقة لا تستطيع أن تُخفِى قبضته الحديدية بشأن إمكانية التدخل» حتى مع قوله إنهم ليست لديهم أى رغبة فى العودة إلى إدارة البلاد. نقلت «كريستيان ساينس مونيتور» ما قاله مصدر عسكرى لوكالة «رويترز» للأنباء من أن «الجيش أوضح موقفه: لن يسمح بالعنف ولن يقف متفرجا إذا بدأت الأمور تخرج عن السيطرة»، مشيرا إلى أن قادة الجانبين لا يبدو أنهم يمكنهم السيطرة على أنصارهم. وأشار المصدر إلى أن الجيش يحتكم إلى «الإرادة الشعبية»، موضحا أنه إذا كان حجم احتجاجات 30 يونيو مثل ما كان فى ثورة يناير، فسوف يُضطر مرسى إلى التراجع، و«لا أحد سيكون قادرًا على معارضة إرادة الشعب، على الأقل، ليس لفترة طويلة». وفى تقرير آخر نُشر أول من أمس فى نفس الصحيفة، جاء أن مصر الآن تحت رقابة مشددة من الاحتكار الثنائى السياسى للجيش والرئيس مرسى وحلفائه من الإسلاميين، مشيرة إلى أنه لا يوجد برلمان شرعى، كما أنه تمت كتابة الدستور دون تدخُّل من القوى الديمقراطية العلمانية، ونشطاء المعارضة «رهن الاعتقال»، على حد تعبير الصحيفة. الصحيفة الأمريكية قالت إن النظام الذى وصفته بأنه «مناهض للديمقراطية على نحو متزايد» قد وصل إلى حالة سيئة هذا الشهر عندما أدان الموظفين العاملين بمنظمات المجتمع المدنى. على الرغم من أن الإخوان المسلمين شاركوا فى الثورة فى وقت متأخر، ووصل الرئيس مرسى إلى السلطة ووعد المصريين بمستقبل ديمقراطى، فإنه بدلا من ذلك حرص على ترسيخ قوة الإخوان ورسخ لتحالف جديد مع الجيش. «انحلال الدولة فى مصر»، هذا ما رأت مجلة «فورين آفيرز» الأمريكية أن عامًا من حكم الرئيس محمد مرسى أوصل البلاد إليه. وقالت المجلة الأمريكية إن «عاما من حكم الرئيس المنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين فى مصر ازدهرت فيه بقوة البلطجة وأعمال العنف وحالات غياب القانون، وانتشرت فيه السوق السوداء للأسلحة، ومعدلات الجريمة فى ارتفاع». وتابعت قائلة «مصر التى كانت معروفة بالدولة البوليسية تنزلق سريعا نحو الفوضى بفضل حكم مرسى، الذى أثبت أنه غير قادر على بناء دولة قانون يمكن من خلالها محاسبة المخطئين، مما جعل المصريين هم من يقومون بالمسؤولية الأمنية بأنفسهم». وأشارت «فورين آفيرز» إلى أن عدم قدرة الحكومة على استعادة الأمن، وارتفاع نسبة الإحباط لدى الشباب فى ظل غياب القانون، أدى إلى ارتفاع مظالم كثيرة، وشعور كثير من الشباب بعدم وجود تغيير فى ظل حكم الرئيس الإسلامى، مما سيدفعهم للخروج إلى الشوارع يوم 30 يونيو مطالبين بالإطاحة به فى الذكرى الأولى لتنصيبه رئيسًا.