كشف تقرير لصحيفة "بيلد" الألمانية، عن أن الاتحاد الأوروبي يناقش بدائل لاتفاقية اللجوء مع تركيا في حال فشلها بسبب تهديدات أردوغان، ومن البدائل جعل جزر يونانية مراكز رئيسية لاستقبال اللاجئين ومن ثم النظر في طلباتهم. ونظرًا للمخاوف المتزايدة من فشل اتفاقية اللاجئين مع تركيا، يناقش رؤساء حكومات بعض الدول في الاتحاد الأوروبي بدائل للاتفاقية، وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية، اليوم الاثنين، استنادًا إلى مصادر مقربة من دائرة النقاش، أن الاتحاد الأوروبي يفكر في جعل جزر يونانية مراكز رئيسية لاستقبال اللاجئين حال فتحت الحكومة التركية الحدود للاجئين تجاه الاتحاد الأوروبي مجددًا. و ينص المقترح أيضًا على تسجيل اللاجئين في هذه الجزر، وتعليق حركة النقل بالعبارات إلى البر اليوناني. ونقلت الصحيفة عن وزير في إحدى دول الاتحاد قوله: إن "هذا الإجراء المقترح سيجعل اللاجئين عالقين في الجزر"، مضيفًا أنه سيكون بالإمكان بعد ذلك ترحيل طالبي اللجوء المرفوض طلبات لجوئهم إلى أوطانهم بصورة مباشرة من هناك. وبحسب تقرير الصحيفة، فإن المساعدات المالية التي تعهد الاتحاد الأوروبي بمنحها لتركيا سيتم إيقافها حال فشل الاتفاقية، وستذهب بدلاً من ذلك إلى اليونان. من جانبه قال كارل غيورغ فيلمان، النائب البرلماني عن الحزب المسيحي الديمقراطي- الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: إنه "في حال عدم التزام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالاتفاقية، يتعين علينا في هذه الحالة اتخاذ بعض التدابير أيضًا، مثل حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، والنظر في طلبات اللجوء بالجزر اليونانية وليس في البر اليوناني، وترحيل اللاجئين غير الشرعيين". ولكن حقيقة الأمر أن الجزر اليونانية مليئة بالعديد من المشكلات و اللاجئين، فجزيرة مديللي اليونانية مليئة بالظروف الصعبة المحيطة بهم في المخيمات، حيث اشتكى بعض اللاجئين من سوء الأوضاع في المخيم، وامتناع المسؤولين عن تزويدهم بمعلومات حول الفترة التي سيقضونها في الجزيرة. ولا يختلف وضع طالبي اللجوء العالقين في جزيرة خيوس المجاورة لمديللي، إذ تأوي قرابة ألف و200 لاجئ، معظمهم سوريون، ينتظرون القرار الذي سيصدر بحقهم -ممن وصلوا - بعد بدء سريان الاتفاق التركي الأوروبي. وعلى عكس ما كان عليه الحال، فإنّ السلطات اليونانية، بدأت مؤخرًا بإبقاء الموجودين في مخيمين بجزيرة خيوس، بدلًا من منحهم حرية التجول في الجزيرة، و هذا الوضع يطرح تساؤلات عديدة، كيف في ظل هذه الظروف يناقش الاتحاد الأوروبي جعل جزر يونانية مراكز رئيسية لاستقبال اللاجئين؟ هل هذا الأمر بمثابة تحذير لأردوغان ؟ أم للضغط عليه؟
يُذكر أن أردوغان أوضح عقب استقالة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، موقفه الرافض لإجراء تعديل في قوانين مكافحة الإرهاب في بلاده، إذ وجَّه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من جديد اتهامات للاتحاد الأوروبي بدعم حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردًا منذ عقود في تركيا، وتصنفه أنقرة وواشنطن بأنه تنظيمًا إرهابيًا. وقال "أردوغان" في كلمة له أمام جمع من الناس بمدينة ملطية جنوب شرقى البلاد: إن "الذين يقولون لنا غيروا قوانين مكافحة الإرهاب الخاصة بكم، يتعين عليهم أولًا أن يزيلوا الخيام المنصوبة عند مدخل البرلمان الأوروبي، في إشارة إلى رموز حزب العمال الكردستاني التي يقول مسؤولون أتراك: إنها "شوهدت خلال تظاهرات وفي خيام أقيمت بالقرب من البرلمان الأوروبي. وأضاف الرئيس التركي "الذين ينتقدونا بسبب كفاحنا ضد الإرهاب، يضعون الديمقراطية والحريات على الرف، حينما يقع تفجير قنابل على أراضيهم". جدير بالذكر أن هذا التعديل من الركائز المهمة في اتفاقية اللاجئين التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع تركيا، لأنها شرط لإلغاء تأشيرات دخول الأتراك إلى الاتحاد الذي تطالب به أنقرة.