اتفاقية تعاون تسمح للشركات الصينية الاستثمار المباشر بالسودان فى المشروعات الزراعية

قال الدكتور عبد الحليم المتعافي وزير الزراعة السوداني إن الصين والسودان وقعا اتفاقية تعاون في ما يعرف بمناطق التعاون الزراعي تتيح فرصة لشركات الصينية أن تعمل منفردة للاستثمار المباشر في السودان أو أن تقيم شراكات مع شركاء محليين أو تمول مشاريع التصنيع الزراعي وإنتاج الغذاء لتشجيع الاكتفاء الذاتي لأهل السودان وتصدير الفوائض إلى الصين وباقي دول العالم والمساهمة في إطعام عدد اكبر من سكان العالم.
وأضاف المتعافي، فى تصريحات للاعلام الصيني اليوم «السبت» على هامش الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين الصين و السودان، أن السودان تسعى إلى نقل التجربة الصينية الواسعة والتقنيات المتطورة في المجال الزراعي إلى السودان لدفع بزيادة الإنتاج الزراعي العالي، وتحقيق الحلم السوداني في أن تصبح احد اللاعبين الأساسيين في الإنتاج الغذائي بالعالم.
وأشار إلى أن زيارته الحالية إلى الصين تأتي في إطار فعاليات الحوار الاستراتيجي بين السودان والصين الذي يشارك به وفدا حكوميا سودانيا ضخما يضم عددا من وزراء القطاع الاقتصادي إلى جانب مجموعة من رجال الأعمال المشاركين في ملتقى رجال الأعمال السودانيين والصينيين.
وأوضح أن الزيارة جاءت لغرضين رئيسيين هما المشاركة في منتدى التعاون للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بين الصين ودول غربي آسيا وشمالي إفريقيا والحوار بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان والحزب الشيوعي الصيني .. موضحا أهم نتائج الزيارة وتطابق وجهات النظر بين البلدين في القضايا الإستراتيجية الكبرى والعلاقات الإقليمية والدولية وقضايا السودان المحلية والعلاقة بين الصين والسودان والأحزاب الأفريقية.
وأكد المتعافي أن الحوار الاستراتيجي بين السودان والصين في دورته الثانية، فرصة لمتابعة شأن السودان والمشكلة الأخيرة بين السودان وجنوب السودان، والتعاون لإحلال السلام في الحدود المشتركة بين البلدين، حيث يمكن للصين أن تلعب دورا مهما وايجابيا في ذلك بحكم صلتها بالدولتين، وشريك في الاستثمارات النفطية في الدولتين، بالإضافة إلى علاقاتها الجيدة مع اغلب الدول الأفريقية التي لها تأثير على الموضوع.
وقال المتعافي أن العلاقات السودانية الصينية تتقدم ببطء لكن بصورة متطورة وتتحرك بصورة مدروسة ومحسوبة، وأن آخر تطورات هذه العلاقة بداية توجه الاستثمارات المشتركة في مجال النفط، والآن هناك استثمارات في مجال المعادن ومجال الزراعة الذي بدأ يظهر على السطح خاصة بعد حدوث أزمة الغذاء وارتفاع أسعاره عام 2008.
وأضاف المسئول السوداني أن التطور الهائل الذي يحدث في الصين والتحول من حياة الريف إلى حياة المدن وزيادة الاستهلاك جعل الحوار الصيني السوداني يركز في كيفية استغلال حاجة الصين كقوة اقتصادية للغذاء أكثر في المستقبل، وموارد السودان الكبيرة وسكانها القليل العدد كفرصة لتبادل المصالح بين البلدين.
مؤكدا أن هناك بداية جادة ومتنوعة في المجال الزراعي سبقتها تحضيرات علمية جيدة ودراسة للطقس وظروف السودان وجميع الخطوات الضرورية لان تبدأ البلدان شراكة ناجحة.