المطبوعة التى رأس تحريرها جاهين وفتحى غانم والشرقاوى تواجه شبح التوقف فى زمن الإخوان تحت شعار «للقلوب الشابة والعقول المتحررة»، صدر العدد الأول من مجلة «صباح الخير» الأسبوعية، فى 12 يناير من عام 1956، عن مؤسسة «روزاليوسف»، وهى المجلة التى سرعان ما أصبحت قِبلة لكبار الكتاب والفنانين والمثقفين، الذين سجلوا بأقلامهم وريشتهم تاريخا ناصعا من الصحافة الحرة الجريئة، وصارت مصنعا للإبداع الأدبى والفنى والرأى السياسى الجرىء والكاريكاتير اللاذع فى تاريخ الصحافة المصرية. كانت البداية عندما أسندت السيدة العظيمة «روزاليوسف» رئاسة تحرير المجلة الجديدة التى اختارت أن يكون اسمها «صباح الخير»، لكى تقول كل صباح إلى القراء «صباح الخير» إلى الشاب الهادئ الخجول أحمد بهاء الدين وكان عمره لا يتجاوز السادسة والعشرين، ليصبح أصغر رئيس تحرير فى تاريخ الصحافة المصرية منذ بداياتها، ولهذا التأسيس قصة تستحق أن تُروى. كانت السيدة فاطمة اليوسف، صاحبة مجلة «روزاليوسف»، وكان ابنها إحسان عبد القدوس المدير العام، وجاءه موظف الاستعلامات بالمجلة ذات يوم يخبره أن هناك شابا سلَّمه مظروفا مغلقا وكتب عليه من الخارج «يسلَّم ليد الأستاذ إحسان عبد القدوس». وعندما فض إحسان المظروف وجد بداخله ثلاث مقالات مذيَّلة بتوقيع أحمد بهاء الدين، وبعد أن انتهى إحسان من قراءة المقالات الثلاث، طلب من موظفى العلاقات العامة بالمجلة أن يأتوا له بالشاب الذى حضر وسلمهم المظروف حال مجيئه ثانية، وفورا. وبعدها التقاه عميد الإمام سكرتير التحرير، ثم إحسان عبد القدوس رئيس التحرير والسيدة فاطمة اليوسف صاحبة الدار، لكى يتم الاتفاق على مزاولة العمل بشكل منتظم، ثم تتولى السيدة فاطمة اليوسف إقناعه بعد ذلك بالتفرغ للصحافة، والاستقالة من الوظيفة التى كان قد وصل إليها مستشارا فى مجلس الدولة، ليلتحق بعدها أحمد بهاء الدين بالعمل فى مجلة «روزاليوسف» فى بدايات عام 1952. القصة مشهورة وذكرها الكثيرون بتفصيل أوسع، حيث كانت تلك الواقعة هى بداية الخيط الذى سيقود إلى إنشاء كيان «صباح الخير» العريقة، فعندما قامت دار «روزاليوسف» بإصدار مجلة جديدة باسم «صباح الخير»، تولى النجم الصاعد أحمد بهاء الدين رئاسة تحريرها، كما تولى صياغة الفكرة من إنشائها، ووضع لها شعارها الذى يحدد أهدافها «للقلوب الشابة والعقول المتحررة». كانت مجلة «صباح الخير» هى المجلة الوحيدة من بين المجلات القومية فى مصر التى يجرى فيها تداول لمنصب رئيس التحرير، حسب شهادة الأستاذ الكبير لويس جريس، فالأستاذ أحمد بهاء الدين رأس تحرير مجلة «صباح الخير» منذ 1956 حتى أواخر 1958، وتولى رئاستها من بعده الروائى الكبير فتحى غانم منذ 1959 حتى يونيو 1966. ومنذ أكتوبر عام 1966 حتى يوم الخامس من يونيو 1967 تولى رئاسة التحرير الفنان الرائع الشامل العبقرى صلاح جاهين. فى الفترة من 1973 حتى 1977 عاشت «صباح الخير» عصرها الذهبى فى إطار مؤسسة «روزاليوسف»، التى كان يرأس مجلس إدارتها الكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوى، وهى الفترة التى توهجت فيها «روزاليوسف» و«صباح الخير» على السواء، حيث كان الإصداران منحازين إلى «كل شىء مختلف وحر وجرىء»، حسب الناقد الرصين محمود عبد الشكور. فى هذه الفترة الذهبية، جمعت المجلة أسماء صلاح حافظ وفتحى غانم وكبار نجوم الكاريكاتير: جورج البهجورى، وصلاح جاهين، بهجت عثمان، وزهدى العدوى، وإيهاب شاكر وحجازى ومحسن جابر.