محكمة جنايات القاهرة واصلت اليوم، محاكمة 14 ضابطا وأمين شرطة بقسم حدائق القبة المتهمين بقتل 22 شخصا وإصابة 44 آخرين أثناء إطلاقهم الأعيرة النارية على المتظاهرين يومى 28 و29 يناير الماضى . المحكمة إستمعت إلى 12 من شهود الإثبات والنفى، من بينهم ضابط عمليات بقسم الحدائق والذى أكد بعض الشهود أنهم فوجئوا بالمتظاهرين يتجمهرون أمام القسم ويرشقونه بالحجارة وإلقاء زجاجات المولوتوف عليه، ما أدى إلى إشعال النيران بالطابق الأول، وقامت المحكمة بعرض المتهمين على الشهود وتعرف الشاهد الأول والثانى والثالث على الأمناء صابر كمال واحمد خليفة والنقيب قدرى الغرباوى ، وتناقضت أقوال الشهود حول تواجد هؤلاء بالقسم، حيث أكد الشاهد الرابع ضابط العمليات عدم وجودهم بالقسم ،وأعترضت هيئة دفاع المتهمين على عرض المحكمة المتهمين على الشهود، مبررين اعتراضهم بأن الشهود من المحتمل أن يكون تم الضغط عليهم خلال هذه الشهور.
بدأت الجلسة بإيداع المتهمين قفص الإتهام، وتم النداء عليهم وتبين حضورهم وناقشت المحكمة الشاهدة الأولى منى محمود التى قالت أنها ليست لها صلة بالمتهمين ، وإن سبب تواجدها أمام المحكمة للشهادة عما حدث فى يوم 28 يناير وإصابة شقيقيها عواد ورمضان بالأعيرة النارية ، وأجابت على أسئلة المحكمة أن سبب تواجد شقيقيها فى المكان لإقامتهما فى منتصف شارع 10 بالقرب من قسم شرطة الحدائق ، وأنها شاهدت الأمين صابر كمال يحمل سلاحين ناريين، وأنه معروف على مستوى دائرة الحدائق لأنه طاغية من طواغيت القسم.
وأضافت الشاهدة أن القسم لم يحترق سوى فى اليوم التالى عقب قيام الأهالى بدفن 14 جثة، ثم راجعت الشاهدة أقوالها، و قالت «لا أعرف من الذى أشعل النيران هل الأهالى أم المسؤولين بالقسم» ، وعرضت المحكمة على الشاهدة جميع المتهمين ولم تتعرف منهم سوى على المتهم صابر كمال أمين شرطة بالقسم، بينما قال الشاهد ابراهيم سمير أنه أصيب فى 28 يناير فى الثانية والنصف مساء ، حيث فوجئ اثناء وقوفه على اول شارع يوسف عطية بسماع صوت الأعيرة النارية، وأصيب بطلق نارى فى الفخذ ، وأشار أن المسافة بينه وبين قسم الحدائق حوالى 400 مترا ، والذى تسبب فى اصابته ضابط وامين شرطة وانه لا يتذكر اسمائهم، وبعرض المتهمين على الشاهد تعرف على الامين أحمد خليفة والنقيب قدرى الغرباوى ،وقال إنهما أطلقا عليه الاعيرة النارية واشار على المتهم وقال «أيوه هو دة الأقرع أبو شنب ».
أحمد محمد الكردى عباس الشاهد الثالث بجلسة اليوم قال إن المجنى عليهم كلهم اصدقائه وحضر اليوم للشهادة بانه كان متواجدا عند اصابة زميله ابراهيم سمير ، وعقب الإصابة قال الأهالى الموجودين فى مكان إطلاق الأعيرة النارية ان الذى قام بإطلاق النيران أمين الشرطة أحمد خليفة.
وقال الشاهد مصطفى عبد العزيز محمود ، أنه مقيم فى منطقة الوايلى وخرج من مسكنه عقب سماع أصوات الأعيرة النارية وتوجه إلى قسم الحدائق لمعرفة السبب، وبوصوله شاهد أشخاص يعتلون القسم ويطلقون الأعيرة النارية، بالإضافة إلى وجود 5 أخرين امام القسم ، وشاهد صندوق قمامه مشتعل ، وأشار الشاهد أنه رأى طلقه تصيب أحد الاشخاص الواقفين بجواره ، وأن هناك العشرات من المتظاهرين يقفون بشارع الجندى و10 يرشقون الشرطة بالحجارة وأنه لايعلم هل هذه النيران صادرة من سلاح صوت أم ذخيرة حية، وقال الشاهد أنه ليس متفق على مقولة متظاهرين أمام القسم لأنه من المشاركين فى مظاهرات ميدان التحرير والواقفين أمام القسم يرشقونه بالحجارة، فسأله القاضى قررت بأن الأشخاص المتواجدين أمام القسم مش مخربين بالضبط لكنهم مش متظاهرين ، ومن المحتمل أن هناك زجاجة حارقه سقطت على الصندوق والمسؤولين بالقسم هم الذين قاموا بإطفائه .
النقيب محمود البسطاويسى ضابط عمليات بقسم الحدائق قال إن هناك عددا من المتهمين كانوا معينين فى خدمات بالخارج ، وأنه كان موجودا فى القسم حتى منتصف الليل، وأثناء تواجده سمع أن كل أقسام الشرطة يقوم المتظاهرون باقتحامها، ويشعلون النار فيها وتلقى القسم إخطار بذلك، وأثناء إعلانه على الأفراد والضباط فوجئ بمجموعه كبيرة يهجمون على القسم ، وخرج العميد إيهاب خلاف مأمور القسم وتحدث مع المتظاهرين محاولا تفرقتهم قائلا «القسم بتاعكم» ولم يستكمل كلامه معهم وقام مجموعة من المتظاهرين بمحاولة شده، بالإضافة إلى رشق القسم بالحجارة والمولوتوف ، وفوجئا عقب ذلك هجوم من كل الاتجاهات وحرق القسم ،وقام الضباط والأفراد أطلقوا طلقات «فشنك» وحضرت مدرعة من الجيش وأطلقت طلقات تحذيرية فى الهواء ووقفت أمام القسم لانتهاء الذخيرة، والمتظاهرون صعدوا أعلى المدرعة ورشقوا القسم بالزجاج والمولوتوف وتسببوا فى حرق الطابق الأول بالقسم ، وبعدها انسحبت مدرعة الجيش فواجهته المحكمة بأن الشهود تعرفوا على أحمد خليفة وصابر كمال وقدرى الغرباوى وحمدى عبد المجيد وتسببوا فى اصابتهم ، فأجاب أن هؤلاء فى القسم منذ سنوات طويلة ، وما قاله الأهالى انتقاما منهم وكيديا، وأستمعت المحكمة إلى شهود النفى قال الشاهد الاول ايمن مصطفى انه ليس على صلة باى من المتهمين، وأكد أنه كان عند والده يوم 28 وسمع اصوات اطلاق رصاص ليجد مجموعة من المتظاهرين أنتهوا من حريق قسم الأميرية ومتوجهين لحرق قسم الحدائق، وقال الشاهد الثانى مجدى حنفى أنه وصديق له قابلوا بعض الأشخاص حامين الأسلحة النارية، وقالوا له إنهم قاموا بحرق قسم الزاوية الحمراء ومتجهين الى قسم الحدائق، وأضاف أنه كان الساعة الثامنة مساء.
كما استمعت المحكمة الى أقوال هيثم عادل الذى أعترض الأهالى عليه بمجرد وقوفه أمام المحكمة، وأكدوا أنه كان بصحبة المتهمين داخل قفص الاتهام، ما أثار الفوضى داخل القاعة و قال الشاهد إن المتظاهرين هم من أطلقوا الرصاص على القسم، الأمر الذى دعا هيئة المحكمة إلى تعيين حراسة عليه عقب انتهاء شهادته.