جذب نادي ليستر سيتي الأضواء إليه بشدة هذا الموسم في ظل النتائج المبهرة التي يحققها تحت قيادة المدرب الإيطالي كلاوديو رانيري، حيث تمكن من اعتلاء صدارة الترتيب، ويقترب بشدة من أجل الحصول على لقب الدوري بعد عامين فقط من صعوده للبريميرليج. في الموسم الماضي، حقق ليستر مجموعة من النتائج المخيبة للأمال في الدوري الممتاز وكان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط مجددًا إلى الدرجة الثانية، إلا أنه تمكن في الأمتار الأخيرة من تحقيق الانتصار، ما مكنه في نهاية المطاف من الحصول على المركز ال 14 والبقاء في دوري الصفوة. الغريب أن انتصارات ليستر للنجاة من الهبوط الموسم الماضي، لازمت الفريق هذا الموسم منذ بدايته، مكنته وبشكل غير متوقع من اعتلاء صدارة الدوري الإنجليزي بفضل دهاء مدربه الإيطالي كلاوديو رانيري وامتلاكه للنجم الانجليزي جيمي فاردي والجزائري الأخر رياض محرز اللذان أحرزا فيما بينهما 39 هدفا في المسابقة، ولكن هناك عامل أخر بارز في معادلة ليستر سيتي الناجحة تكمن في الشركة التايلاندية المالكة للنادي "كينج باور". جماهيرية ليستر سيتي تأسس نادي ليستر سيتي أو الثعالب كما يحلو لمشجعيه تسميته في عام 1884، وكان يسمى في ذلك التوقيت باسم ليستر فوس وسمي بنادي ليستر سيتي في عام 1919، وكان الملعب الرئيسي للفريق هو فيلبرت ستريت والذي لعب عليه لمدة 111 عامًا حتى عام 2002، عندما انتقل إلى ملعب والكرز والذي أطلق عليه في عام 2013 ملعب كينج باور بعد امتلاك الشركة التايلاندية للنادي. ويتمتع النادي الإنجليزي بقاعدة جماهيرية كبيرة في ليستر، فوفقا لإحصاءات الحضور الجماهيري، احتل ليستر سيتي المركز الثالث في قائمة أفضل الأندية التي حظيت بدعم جماهيري على ملعبها في موسم 2013- 2014، والمركز الرابع في الدعم الجماهيري للمباريات التي تقام خارج ملعبهم في نفس الموسم، فمنذ عام 2002 وقت انتقالهم إلى الملعب الجديد، لم يقل عدد الحضور الجماهيري عن 20 ألف متفرج حتى عندما هبطوا إلى الدرجة الثالثة للمرة الأولى في تاريخهم في عام 2008، ويعد المهاجم الإنجليزي الشهير جاري لينكر، والممثل الكولومبي جون ليجويزامو والمغني الإنجليزي سام بايلي من أبرز مشجعي نادي ليستر سيتي. وعلى الرغم من عدم امتلاك نادي ليستر سيتي لتاريخ حافل في انجلترا مثل أندية مانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال، إلا أنه وضع لنفسه أندية منافسة لا يقبل جمهوره الهزيمة منها هي أندية نوتنجهام فورست وديربي كاونتي بالإضافة إلى كوفنتري سيتي. إنجازات النادي تمكن نادي ليستر من تحقيق المركز الثاني في الدوري الإنجليزي في موسم 1928-1929 وهو أفضل مركز يحققه في الدوري على مدار تاريخه، ولكنه حقق بطولة دوري الدرجة الأولى التي تعرف باسم دوري البطولة الإنجليزية أو تشامبيون شيب 7 مرات في مواسم 1924-1925، 1936-1937، 1953-1954، 1956-1957، 1970-1971، 1979-1980، 2013- 2014 وحل وصيفا في مناسبتين، وعلى صعيد بطولة كأس الإتحاد الإنجليزي حل وصيفا 4 مرات في أعوام 1949 و1961 و1963 و1969. وتمكن من الفوز بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة 3 مرات أعوام 1964 و1997 و2000 وحل وصيفا عامي 1965 و1999، كما تمكن من تحقيق بطولة الدرع الخيرية في مناسبة واحدة عام 1971، وعلى الصعيد الأوروبي شارك مرة واحدة في بطولة كأس الكؤوس الأوروبية موسم 1961-1962 وخرج من الدور الأول على يد نادي أتليتكو مدريد الإسباني، كما شارك في كأس الإتحاد الأوروبي موسمي 1997-1998 و2000-2001 وخرج من الدور الأول في البطولتين على يد أتليتكو مدريد وريد ستار الصربي بالترتيب. أبرز اللاعبين في تاريخ النادي يعتبر جوردون بانكس من أبرز اللاعبين الذين مروا في تاريخ النادي، حصل حارس المرمى على بطولة كأس العالم في عام 1966 مع منتخب إنجلترا ورشح لجائزة أفضل لاعب أوروبي في عام 1966، كما يعتبر جاري لينكر أحد رموز النادي ذلك اللاعب الذي توج بلقب هداف كأس العالم 1986 التي أقيمت في المكسيك وحصل على لقب هداف الدوري الإنجليزي موسم 1984- 1985. شراء ليستر سيتي اشترى الثري التايلاندي فيشاي سريفادهانابراهبا نادي ليستر سيتي في عام 2010 من مالكه السابق ميلان مانداريك بصفقة مالية قدرت ب39 مليون جنيه إسترليني، وضخ منذ ذلك الحين أكثر من 150 مليون جنيه إسترليني في النادي، وتمكن في عام 2013 من القضاء على ديون النادي التي قدرت حينها بحوالي 103 مليون جنيه إسترليني بعدما حولها إلى أسهم. وعند شراء النادي في عام 2010 تعهد فيشاي سريفادهانابراهبا بأن تجلب تلك الصفقة قوة ودفعة كبيرة للمشجعين، معربا حينها عن تطلعه لمستقبل أفضل للنادي والمنافسة بشكل أقوى من أجل التأهل إلى دوري الأضواء من جديد والذي غاب عنه النادي منذ عام 2004، وتمكن النادي من تحقيق التأهل بالفعل في عام 2014. الأموال المنفقة في موسم 2015/2016 على الرغم من النتائج المبهرة التي يحققها نادي ليستر سيتي خلال هذا الموسم، نجد أن إدارة النادي لم تنفق هذا العام أكثر من 27 مليون جنيه إسترليني على الصفقات التي اشترتها، حيث انتدبت اللاعب النمساوي كريستيان فوكس مجانا من نادي شالكه الألماني، وحصلت على خدمات اللاعب الألماني روبرت هوث من نادي ستوك سيتي مقابل 3 مليون جنيه إسترليني، كما اشترت اللعب الياباني شينجي أوكازاكي من نادي ماينز الألماني مقابل 7 مليون جنيه إسترليني، واللاعب الفرنسي نجولو كانتي من نادي كاين مقابل 5,6 مليون جنيه إسترليني. كما اشترت الاعب السويسري جوخان إنلر من نادي نابولب الإيطالي مقابل 3 مليون جنيه إسترليني، واللاعب الإنجليزي ديماراي جراي من نادي بيرمنجهام سيتي مقابل 3,7 مليون جنيه إسترليني واخيرا الغاني دانيال أمارتي من نادي كوبنهاجن مقابل 5 مليون جنيه إسترليني، وذلك في القوت الذي يتواجد فيه نجم الفريق جيمي فاردي في صفوف الفريق منذ عام 2012 واللاعب الجزائري رياض محرز منذ عام 2014. وحصلت إدارة الفريق على عوائد مالية قدرت بحوالي 7 مليون جنيه إسترليني نظير بيع اللاعب الإسترالي كريس وود إلى نادي ليدز يونايتد مقابل 3 مليون جنيه إسترليني واللاعب الإنجليزي ديفيد نوجنت إلى نادي ميدلسبره مقابل 4 مليون جنيه إسترليني. ومدد النادي تعاقده العام الماضي مع شركة بوما للملابس الرياضية، من أجل تزويد الفريق بالملابس حتى موسم 2017/2018 دون أن يفصح النادي الإنجليزي عن قيمة الصفقة. شراء ملعب ليستر سيتي تمكن ملاك نادي ليستر سيتي ن شراء ملعب النادي في عام 2013 بصفقة مالية قدرت ب17 مليون جنيه إسترليني، وأطلق على الملعب منذ ذلك الحين اسم "كينج باور"، معتبرين تلك الخطوة بالهامة للغاية في إطار خططتهم لتحقيق النجاح على المدي الطويل لنادي ليستر سيتي. لمحة عن شركة كينج باور تعد مجموعة "كينج باور" واحدة من أكبر شركات الأسواق الحرة في تايلاند وتتخذ من العاصمة بانكوك مقرًا لها، ويرأسها في الوقت الحالي فيشاي سريفادهانابراهبا، وتمتلك الشركة التايلاندية العديد من الفروع خاصة مركز الأسواق الحرة في منطقة الأعمال المركزية في بانكوك والذي يقع على مساحة 12,000 متر مربع بالإضافة إلى الفرع المتواجد في مطار سوفارنابومي والعديد من المطارات الرئيسية الأخرى في تايلاند، كما دشنت الشركة مؤخرا هذا العام متجرا إلكترونيا لبيع المنتجات المعفاة من الرسوم الجمركية عبر الانترنت، وتحتكر شركة كينج باور الأسواق الحرة في أكبر ثلاث مطارات في تايلاند وتسعى إلى التوسع في البلدان الأخرى مثل كوريا الجنوبية واليابان. ويعمل بالشركة التايلاندية قرابة 7,000 موظف، وبلغت عوائدها عام 2014 ما يقرب من 1,9 مليار دولار أمريكي، حسبما ورد في موقع فوربس، بينما تبلغ ثروة الرئيس التنفيذي للشركة فيشاي سريفادهانابراهبا 1,95 مليار دولار حسب آخر إحصاء أجري في شهر يونيو من العام الماضي، ويحتل المرتبة رقم 9 في قائمة أغنياء تايلاند.