صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة ضمن سلسلة «ميراث الترجمة»، كتاب «الحضارة المادية والإقتصاد والرأسمالية من القرن الخامس عشر حتى القرن الثامن عشر»، من تأليف فرنان بردول، وترجمة مصطفى ماهر. جدير بالذكر أن الكتاب يأتي في ثلاثة أجزاء، الجزء الأول بعنوان الحياة «اليومية وبنياتها الممكن والمستحيل»، ثم يتحدث الجزء الثاني عن التبادل التجاري وعملياته، ويأتي الجزء الثالث والأخير بعنوان «العالم والزمان». بحسب المؤلف، فان المجلد الأول الذي ظهر في العام 1967 يمثل ما يمكن أن نصفه «بوضع العالم في الميزان» من أجل التعرف على حدود الممكن في عالم ما قبل عصر الصناعة، من بين هذه الحدود، نذكر المكان الهائل الذي تمثله الحياة المادية. أما المجلد الثاني وهو «التبادل وعملياته»، فيقيم مواجهة من حيث ما يمثله اقتصاد السوق والنشاط الذي تمارسه الرأسمالية من موقعها العالي، وكان من الضروري تمييز هاتين المنطقتين اللتين تعتبران علويتين بالقياس إلى منطقة الحياة المادية دونهما، منطقة الأقتصاد، اقتصاد السوق، والمنطقة العلوية التي تمارس فيها الرأسمالية نشاطها، أما المجلد الثالث فهو دراسة متتابعة زمنيا لأنماط الاقتصاد العالمي وأولوياته المتعاقبة. ويعتبر هذا الكتاب الموسوعي بأجزائة الثلاثة من أهم الكتب التي ظهرت في فرنسا في القرن العشرين، حيث انه يتناول مرحلة مفصلية في تاريخ البشرية وليس في تاريخ أوروبا فقط. وفرنان بردول، من مواليد العام 1902، توفي في العام 1985، وبعد أن وصل في دراساته الجامعية الى مرحلة الإعداد، تعرضت فرنسا الى الاحتلال النازي ما بين العام 1939 و1944، حيث وقع في الأسر وظل في معسكر الأسرى سنوات عديدة تعلم أثناءها اللغة الألمانية. والمترجم الدكتور مصطفى ماهر، مواليد القاهرة في العام 1936، يعمل الآن أستاذا متفرغا بكلية الألسن، جامعة عين شمس، من أهم ترجماته، ترجمة القراّن الكريم كاملا الى اللغة الألمانية، ومن الروايات «رحلة العمر»، «الطبق الطائر»، «ثمار الشتاء»، ومن أعماله الهامة أيضا «تاريخ فرنسا الثقافي من العصر القديم إلى العصر الحاضر»، و«فلسفة العصر الوسيط» كما كرم في المؤتمر الدولي الأول الذي أقامه المركز القومي للترجمة في مارس 2010 تقديرا لجهوده وعطائه في اثراء حقل الترجمة.