أعلنت هيئة المحلفين البريطانية، اليوم، أن ضحايا كارثة هيلزبره من جماهير ليفربول، قتلوا بغير حق في 15 أبريل من عام 1989، وتم إلقاء اللوم في الكارثة الأبشع في تاريخ الرياضة البريطانية على رجال الشرطة بعد مرور ما يقارب من ربع قرن على تلك الحادثة. ووقعت تلك الكارثة في يوم 15 أبريل من عام 1،989 في يوم كان من المفترض له ان يكون من الأعياد الكروية في بريطانيا عندما تواجه ليفربول مع نوتنجهام فورست في قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على ملعب هيلزبره، وبدأ الأمر عندما توافدت جماهير ليفربول بكثافة على الملعب، حينها قرر أحد الضباط فتح باب مدرج ممتلئ عن أخره بالجماهير، الأمر الذي دفع 2,000 مشجع على الدخول وبعد التدافع لقي 96 شخصا مصرعهم داخل الملعب. ووقعت تلك الكارثة الشهيرة في أوج عطاء الهوليجانز في بريطانيا، أي في الوقت الذي كانت تنتظر فيه السلطات وقوع أي كارثة بسببهم، وبعد الحادثة بأيام قليلة خرجت صحيفة "ذان صن" بعنوان عريض تحت اسم "الحقيقة" مشيرة من خلاله إلى أن تلك الكارثة وقعت بسبب مشجعي ليفربول المخمورين، الأمر الذي دفع سكان مقاطعة مرزيسايد إلى مقاطعة تلك الصحيفة. وفي عام 1990، أشارت النيابة العامة البريطانية إلى عدم وجود الدلائل الكافية لإلقاء اللوم على رجال الشرطة أو على أي فرد أو جماعة في تلك الكارثة، الأمر الذي دفع أهالي الضحايا للمطالبة بالقصاص لذويهم وعدم إهمال تلك القضية، وفي عام 2009 وبمناسبة مرور 20 عاما على الكارثة، شكلت لجنة مستقلة للبت في تلك القضية من جديد. ووجدت تلك اللجنة التي عرفت باسم لجنة هيلزبره، أن رجال الشرطة أخفوا كل الدلائل وتستروا على المجرم الحقيقي وارء تلك الحادثة، مكتفين بإلقاء اللوم على المشجعين الأبرياء، الأمر الذي فتح ملف القضية مرة أخرى بتحقيقات جديدة في محكمة وارينجتون غرب مدينة ليفربول. وبدأت هيئة المحلفين مزاولة عملها في القضية في عام 2014 من خلال الاستماع إلى أكثر من 800 من الشهود، وبعد 267 م جمع الأدلة في أطول قضية في التاريخ القانوني البريطاني، بدا المحقق جون جولدرينج تجميع خيوط القضية بالكامل في شهر يناير الماضي. وأعلنت هيئة المحلفين اليوم بعد موافقة جميع أعضاءها، إلقاء اللوم على رجال شرطة يروكشاير التي نظمت المباراة وأن قائد الشرطة دافيد دوكنفيلد هو المسؤول الأبرز من خلال فتح إحدى البوابات مع أدى إلى هذا التدافع الجماهيري المميت، كما أقرت اللجنة بالإجماع على حسن سلوك المشجعين في هذا اليوم وتم تبرئتهم بالكامل وسط تصفيق حار من ذويهم الذين حضروا في قاعة المحكمة . والجدير بالذكر أنه في أعقاب تلك الكارثة الشهيرة، وضع نظام جديد في بريطانيا يقتضي بأن تتواجد المقاعد في جميع مدرجات الملاعب بالكامل، بحيث يكون دخول الجماهير وفقا لعدد المقاعد منعا لوقوع كارثة مماثلة في المستقبل بسبب التدافع.