شهدت المنطقة العربية والشرق الأوسط تقلبات سياسية، ألقت بظلالها على الأوضاع الاقتصادية للبلدان العربية، وأنشطتها ذات الصلة بالعالم من حولنا، وهو ما وضع منظومة النقل الجوى فى تحد بتجاوز الآثار السلبية لسنوات الاضطراب، التى عاشتها المنطقة.. مستقبل النقل الجوى محاولة جديدة لرصد آثار التحديات، التى فرضتها السياسة على الاقتصاد، وبدوره انعكس على النقل الجوى فى الدول العربية، قامت بها المنظمة الدولية للنقل الجوى (الأياتا) والاتحاد العربى لشركات الطيران (الأكو)، واللذان جمعا نحو مئة خبير فى أنشطة النقل الجوى وخدمات الطيران والملاحة لبحث مستقبل صناعة النقل الجوى فى الشرق الأوسط فى المنتدى، الذى انعقدت جلساته بالقاهرة بحضور المدير الإقليمى للأياتا حسين الدباس، ورئيس الأكو عبد الوهاب تفاحة ورئيس سلطة الطيران المصرى محمد شريف ومحمد لطفى مدير مكتب الأياتا بالقاهرة لشرق إفريقيا، إضافة إلى وفد رفيع من الشركة الوطنية، التى استضافت فاعليات المؤتمر، حيث تعد الأخيرة عضوًا مؤسسًا بالأياتا، وعضوًا أيضا بمجلس المحافظين الذى يضع سياسات النشاط للأعضاء. تحديات وقضايا تضمنت المشاركة ممثلين من مختلف شركات الطيران العالمية وهيئات الطيران الدولية والمطارات وهيئات حكومية وشركات خدمات الملاحة الجوية، وكبرى شركات مصنعى الطائرات فى العالم وقيادات مصر للطيران ووزارة الطيران المدنى، حيث تمت مناقشة عديد من الموضوعات الهامة، من بينها التحديات التى تواجه صناعة النقل الجوى بصفة عامة، وإلقاء الضوء على تحديات البنية التحتية، وقضايا المجال الجوى وسعة المطارات، وإعداد أفضل الكوادر التى يتطلبها القطاع، وسبل التخفيف من المخاطر، التى قد تؤثر على صناعة النقل الجوى ووضع بنود لدعم صناعة الطيران. رؤى وتصورات وفى البحث عن آليات مواجهة التحديات التى بدأت قبل أعوام من آثار الاضطراب السياسى على الطيران والنقل الجوى فى المنطقة العربية والشرق الأوسط طرح خبراء النقل الجوى رؤى عديدة لتقييم الوضع الحالى، وتصور بدائل متاحة لاحتواء آثار الحالة السياسية على الصناعة، ونظم المؤتمر ستة ورش عمل لعرض دراسات أجراها خبراء الأياتا ودراسات أخرى نوعية لخصوصية الوضع العربى، الذى يمثل مسرحًا رئيسًا لتوتر الأوضاع السياسية والاقتصادية. نمو مرتفع من جهته أكد حسين دباس، المدير الإقليمى للأياتا للشرق الأوسط وإفريقيا، أن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تعد من أكبر الدول نموًا، من حيث عدد الركاب والمسافرين، خاصة فى ظل التنمية التى يشهدها قطاع الطيران المدنى فى المنطقة من بنية استثمارية فى المطارات وأساطيل شركات الطيران، وأشار إلى أنه رغم التراجع الواضح فى حركة النقل الحوى الحوى بالأسواق الكبيرة فى العالم، وعلى رأسها الصين إلا أن السوق العربية ومنطقة الشرق الأوسط احتفظتا بنمو مرتفع مقارنة بأسواق العالم، مشددا على أن التراجع الحالى ربما لا يظهر بشكل واضح فى نسب النمو للحركة، لكنه سينعكس على الأنشطة ذات الصلة بالنقل الجوى فى دول المنطقة. عوامل سياسية وقدرات محدودة وأضاف الدباس: "هناك العديد من التحديات التى تواجه صناعة النقل الجوى، وفى مقدمتها التغير المناخى والتدخل الحكومى، وما يفرض من ضرائب ورسوم وتحرير الأجواء، وهو ما يتطلب مزيدًا من التعاون والتنسيق بين شركات الطيران خاصة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تجمعت العوامل السياسية مع قدرات اقتصادية محدودة لعدد من الدول وانتهاج سياسات غير مشجعة للنقل الجوى". وحذر عبد الوهاب تفاحة، أمين عام الاتحاد العربى للنقل الجوى، من أن حركة الركاب فى المطارات العربية تأثرت بعوامل ضربت صناعة النقل الجوى فى العالم، وعلى رأسها أسعار النفط التى انخفضت بشدة لتضر اقتصاديات أكبر الدول النفطية، التى مثلت لأعوام ركائز نمو حركة وصناعة النقل الحوى فى الشرق الأوسط والمنطقة الغربية.
الإرهاب والنفط وأضاف تفاحة أن الإرهاب الذى فرد مظلته على العالم وخاصة الشرق الأوسط لعب دورًا سلبيًا فى محاربة فرص نمو النقل الجوى فى المنطقة، فيما يصنف النقل الجوى ضمن أعلى الأنشطة الاقتصادية هشاشة فى العالم، التى تتأثر بقوة وبأعاف ما يتأثر باقى الأنشطة بأى بوادر عدم استقرار أو قلاقل أو تهديد للاستثمارات أو للمسافرين الذين يمثلون أساس صناعة النقل الجوى. ويعد قطاع صناعة الطيران من أكثر الصناعات هشاشة فى العالم، حيث واجهت شركات الطيران عديدًا من التحديات والصعوبات الاقتصادية، التى تنوعت بين أزمات سياسية إقليمية والتباطؤ الاقتصادى العالمى، إضافة إلى الكوارث الطبيعية، وارتفاع أسعار الوقود، الذى لعب الدور الأكبر لحالة عدم استقرار التكاليف، ومن ثم مواجهة خسائر نتيجة تذبذب أداء عناصر النشاط. وفى كلمته التى ألقاها المهندس محمد شريف، رئيس سلطة الطيران السابق، أشاد بالجهود والدراسات التى يتبناها الاتحاد الدولى للنقل الجوى (الأياتا) لبحث مستقبل صناعة النقل الجوى، التى كان من بينها عقد المنتدى فى مصر، موضحًا أن قطاع الطيران المدنى المصرى يسهم بنحو 15 مليار جنية أى 1.2% من إجمالى الناتج المحلى المصرى. وأشار شريف إلى أن صناعة الطيران المدنى تعد من المصادر الرئيسية فى نمو الاقتصاد العالمى، حيث تسهم بنحو 2.2 تريليون دولار كما توفر حوالى 57 مليون فرصة عمل، فيما أدركت الحكومات فى المنطقة الأهمية الاقتصادية للصناعة ودعمها للاقتصاد الوطنى، وبالفعل تبنت التخطيط الشامل لقطاع الطيران والصناعات المساندة، حيث تعد صناعة الطيران واحدة من أهم أعمدة نمو الاقتصاد والتوظيف ودورها المهم كمحرك للنمو الاقتصادى الإقليمى.